ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
لماذا
هذا التخبّط الإعلامي يا أصدقاء
؟؟! د
. علي حدّاد* أصبت بوجوم كبير وأنا
أقرأ افتتاحية نشرة
"النداء" موقع إعلان دمشق
للتغيير الوطني الديمقراطي
بتاريخ يوم الأحد 16/11/2008 , تساءلت
في نفسي
؟ هل حقا ( هيئة التحرير ) لهذه
النشرة تعبّر عن وجهة نظر
مجموعة كتلة ( إعلان دمشق ) أل 167
عضوا والذين اجتمعوا تحت سقف
المجلس الوطني بتاريخ 1/12/2007 , أم
هل تعبّر عن سياسة مكتب الأمانة
العامة لإعلان دمشق وبكافة
مكوّناته -كما يفترض-هذا
الإعلان الّذي أصبح مسترخيا
وكأنّه في ثلاّجة وكأنّي به
شللا تتقاذفه الأهواء كل يغنّي
على هواه, أو حسب المثل العامي
(كل مين ايدو الو) . استرجعت بذاكرتي إلى
ثلاث افتتاحيات لنشرة "
النداء " هيئة التحرير : الافتتاحية الأولى
تهاجم النظام لدخوله في خضم
الصراعات الدولية والحرب
الباردة وذلك بمناسبة الأزمة
الروسية – الجورجية الثانية : هيئة
التحرير لموقع إعلان دمشق "
النداء " تهاجم فيها
المفاوضات غير المباشرة بين
سورية وإسرائيل ,وتقول المقالة
:" لا يحق لأي سلطة التعامل مع
وسائل الحرب والسلم من دون
تفويض من الشعب , وانّ النظام
السوري لا يملك مثل هذا التفويض
من شعبه " في الوقت الّذي خرجت
فيه الأمانة العامة ببيان عجيب
غريب ( حول المتغيّرات في سورية
والمنطقة ) يؤيد فيه صراحة تلك
المفاوضات , ويتفاءل البيان من
أن خيار السلام ( العادل ) قد
يأتي من خلال النظام السوري حيث
يقول صراحة :" إن خيار السلام
والحالة هذه يبقى خيارا صائبا
على الدوام – مادامت شروطه
متوفرة – لذلك فانّ استعادة
الجولان في ظل تسوية تحمل طابعا
أكثر إنصافا
هي هدف يستحق الدفع به ..." وأين هي الشروط
المتوفرة هل هي في النظام
المؤتمن والحائز على ثقة شعبه ؟!
أم تريدونها (تسوية) كما تقولون
(تحمل طابعا أكثر إنصافا) ؟! الافتتاحية الأخيرة
لنشرة" النداء " (
الفلسطينيون أمام تحدّي الوحدة
الوطنية والحوار )بقلم هيئة
التحرير ؛ تقول فيها : ( ما تزال
حماس على عنادها بعد لجوئها إلى
حل خلافها مع السلطة وفتح
بالقوة والعنف وهي لا تجد طريقا
إلى الخروج من مأزقها إلا
بالخطوات الّتي تزيد الأوضاع
تأزّما ....) هل استنفدت المعارضة
نضالها الداخلي وبدأت الآن بحل
القضايا المعلّقة والشائكة مثل
القضايا الإقليمية والدولية
والّتي يختلف أطياف المعارضة
أنفسهم حولها ؟! أم أصبحت أمور
الخارج والّتي تثير إشكالية بين
فصائل المعارضة أكثر أهمية
ونجاعة من مكافحة الفساد
واكتساب الحريات ونيل
الديمقراطية في بلدنا وهي
المتفق عليها بين الجميع . لقد استطلعت رأي
مجموعة محايدة من الشعب السوري
فأجابوا : كيف يمكن أن نصدّقكم-
يا إعلان دمشق- من أنّكم تؤمنون
بالديمقراطية وتدعون إليها حقا
وأنتم تدعمون محمود عبّاس الّذي
انفرد بالسلطة وضرب بالمجلس
التشريعي عرض الحائط وأقال
السلطة المنتخبة من الشعب وعيّن
حكومة تصريف أعمال لمدة تزيد عن
السنة –ولا تزال -دون مستند
دستوري وتآمر مع الإدارة
الأمريكية لتصفية القوة الأكثر
شعبية في الضفّة والقطاع
بحصولها على سبعين بالمائة من
أصوات الشعب الفلسطيني ",
وإذا كان من الأصوب أن لا تدعموا
فريقا ضد آخر فلا أقل من أن
تقفوا على الحياد وتدعو – كما
فعل التيار الإسلامي
الديمقراطي في الداخل – إلى
وحدة جميع القوى والفصائل
الفلسطينية والوقوف صفا واحدا
ضد العدو المشترك إسرائيل وعدم
التفريط بالثوابت الفلسطينية . وفي تعليق آخر من
فريق المعارضة على النص الوارد
في بيان مكتب الأمانة الأخير
والّذي يقول :"إن إعلان دمشق
واتّساقا مع رؤيته السياسية
الّتي تنطلق من مصالح الشعب
السوري ومستقبل سورية
الديمقراطي !! ودورها الايجابي
في المنطقة وفي العالم , يعلن
أنّ واجبه الوطني يحتّم عليه
موقفا ايجابيا من التطورات
المستجدة في سورية والمنطقة
...." قائلين
: إن هذا الحشو الفارغ
يتّسق مع آلة الإعلام الرسمية
السورية وكأنّه نتاج مطبخ واحد .
وفي مثال على
الانتقائية في الآلة الإعلامية
والمهنية (النضالية)! المتحيزة
لمكتب الأمانة بحجمه الصغير
المسيطرعليه أو هيئة تحرير
"النداء" موقع تحالف إعلان
دمشق للتغيير الوطني لم يكلّف
هؤلاء خاطرهم بكتابة كلمات
استنكار وشجب للحكم الصادر بحق
زميلهم الدكتور كمال المويل من
المحكمة العسكرية بالسجن لمدة
عام تخفيفا , مع العلم أنّ هذا
الزميل هو عضو في المجلس الوطني
عن مدينة الزبداني ومن التيار
الإسلامي الديمقراطي المستقل
في التحالف . إن من أراد أن يستزيد
من تخبّط الآلة الإعلامية
لإعلان دمشق فليرجع إلى التحليل
الرائع للكاتب
المفكّر الدكتور عبد الرزاق عيد
في مقال بعنوان " لماذا هذه
الهديّة المجانية يا
أصدقاء؟!"ففيها الغناء. لعمري إن هيئة
التحرير لنشرة " النداء "
وبعض أعضاء الأمانة العامة
لإعلان دمشق واقعة في أسر
أيديولوجية لا تنفكّ عنها تعيش
في عقلها الباطن وتموضع سياسي
جديد مع احتكار وانفراد للعمل
ولا تعي متطلبات المرحلة
الراهنة في واقع المعارضة
السورية والّتي يفترض أن تعمل
في الإجماع المتّفق عليه دون
التعرّض إلى الخلافيات الّتي
تسهم في عزل(إعلان دمشق ) عن واقع
المجتمع السوري وجمهوره , هذا
إذا أحسنّا النيّة لما يجري أما
خلاف ذلك فيقال أنّ هناك من
يتعمّد أن يجهض على "إعلان
دمشق" قبل أن تتفتح بتلات
وروده . إن الكلام بالشكل
الصريح أعلاه ليس إلا من واقع
حرصنا على وحدة المعارضة وفي
الداخل على الأقل حيث أننا
نتعاطف مع إعلان دمشق بكافة
مكوّناته ومع عودة الاتحاد
الاشتراكي وحزب العمل إليه كي
يتحقق التوازن في إعلان دمشق
وضمن ثوابت الإعلان بعد أن لمس
البعض وجود نيّة لدى من يتصرّف
الآن باسم مكتب الأمانة
بانفرادهم بصنع القرار
واستحواذهم على صنع بيانات هشّة
غير مجمع عليها وتعطيل الحوار
مع كافّة مكوّنات المعارضة
لإعادة اللحمة إليها. إن في ذلك لذكرى لمن
كان له قلب أو ألقى السمع وهو
شهيد . ـــــــــــــ *ناشط
مجتمع مدني ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |