ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
عزف
منفرد على الطبل بدرالدين حسن قربي دائماً يؤكد المستبدون والفاسدون في بلاد
القمع والفساد محبتهم ورغبتهم
بل عشقهم لتطبيق القانون.
ولهم في ذلك مقولات وشعارات
يعلقونها في مكاتبهم ودوائرهم
من مثل الكل تحت القانون أو لا
أحد فوق القانون، ولكن ألطفها
معنىً، الكل فينا بدو يمشي
عالقانون. ومؤداها
جميعها ضياع الحق والقانون. كان رجلاً ضخم الجسم آتاه الله بسطةً في
الطول والعرض والغلظة، وقع في
هوى الآلات الموسيقية فاختار
الطبل لممارسة عشقه وهوايته
الفنية. وفي
كل مرة كان يُسأل فيها عن هوايةٍ
في الموسيقى يتقنها، يجيب وبكل
ثقة: العزف على الطبل.
فهو رغم جفائه وخشونته
وغلاظته يبدو لأمرٍ ما أكثر
انسجاماً مع كلمة العزف على
خلاف ماألفه الناس من كلمة
الضرب أو القرع في استخدام
الطبل، ومنه قولهم ضرب الطبول
أو قرعها إيذاناً ببدء الحرب،
وحتى لاندخل مناطق محظورة أو
يُظن بنا السوء فإن المراد
إيذاناً ببدء الدبك والهبج
والرقص على دلعونا. إقناع المطبلجي أن يستخدم كلمة الضرب على
الطبل بدل العزف أخذ وقتاً
طويلاً من التدريب والتعليم
لاستعمال الكلمة، وهو مقاوم
وممانع، يعاكس ويعاند باعتبار
أن الضرب ده كان أيام زمان أيام
الحروب والفتوحات في الشرق
والغرب، واستعمال العزف أكثر
انسجاماً مع أحوالنا وحيطاننا
الواطية للقاصي والداني في
ثقافتنا المعاصرة. وبعد الذي والتي، أصبح يقول بالضرب بدل
العزف. ولكن
الجديد في صاحب صاحب الطبل
الطبّال الذي عاش معاناة إقناع
صاحبه العازف على الطبل ليتحول
إلى ضارب عليه، عندما سئل هو
نفسه عن هوايته وهو عازف على
القانون قال بالضرب بدل العزف.
ومن ثمّ جدّت مشكلة جديدة،
فما أن انصلح لسان الطبّال حتى
اعوج لسان صاحب القانون. وبدأت
رحلة جديدة لإقناع صاحب القانون
بالعزف بدلاً عن الضرب، وهو
مصرٌ على التعبير عن هوايته
التي يعشقها أنها الضرب على
القانون لكثرة ماسمع عن الضرب
على الطبل. سمع الكلام والجدال رجل قانون ( مقطّع
وموصّل)، فحبّكها وعقدها على
طريقة المحامين في الضبط والربط
واستحضار كل الحسن من الشكوك في
وقت نريد حلها، فقال: ياجماعة ..!!
هاي قضية فيها أكثر من قول وقول.
فالموضوع مختلف فيه منذ زمن
بعيد، فيمكن أن يقال العزف على
القانون أو الضرب عليه أو اللف
والدوران حوله، أو المشي تحته
أو التمشي فوقه أو
التلطي بجانبه أوالاستناد
عليه، أو السير حسبه ووفقه. سمع
الكلام محام آخر (أمّا إيه..!!
مفتري بجد) فقال مضيفاً: هنالك
من يعتقدون أن القانون حمار فهم
يشبّحون وينهبون، وعليه
يركبون، مدلدلين أرجلهم
ولايسألون بأحد رغم أنهم على
حمار والعياذ بالله يعتمدون،
وبالضرب يعتقدون. كبرت
المسألة وتعقدت حتى وصلت إلى
محامٍ (منه لله) مدعٍ عام ومفترٍ
لاأظلم ولاأطغى، فأفاد بأن
المسألة محلولة وحلها ليس عنده
وإنما عند أعدائه الظالمين
والمفترين. ياجماعة. هم يعبّرون عن العزف على القانون
باللعب عليه، ويقولونها بوضوح
ودونما حياء أو خجل أو وجل.
فالانجليز يستخدمون كلمة (PLAY) ومعناها يلعب تعبيراً عن العزف.
وهكذا نخرج من إشكالية
العزف أو الضرب ونبقى في اللعب. (
أمّال إيه) قالها مسروراً وقد
وجدها، وصحيح
أن هنالك أكثر من لعب، وإنما
تبقى حلاً لمشكلة تريد حلاً. انجليزي خبيث أبلغ من المفتري الذي عندنا
سمع الكلام ولم يرق له فقال: هو
اللعب أصله من عندكم.
وأنتم من وصف عزف الزمّار
على مزماره باللعب وأنتم أجريتم
المثل: الزمّار بموت وأصابعه
بتلعب، فالطبل طبلكم والزمْر
زمركم، والقانون قانونكم
واللعب لعبكم، والله أكبر عليكم.
فالأمر سواء كان عزفاً أو
ضرباً أو لعباً فهو اختصاصكم
وأنتم أساتذته وأرطبوناته.
بدكم نحكي عالمكشوف، ونفرد
الملاية واللي مايشتريش يتفرّج
ويشوف، ونطلّع الفضايح ونفتح
الملفوف.!!؟ قلت: اللي اخشتوا عندنا ماتوا، والكل (بضرب
والكل بلعب) منهم لله ياشيخ،
حسبنا الله عليهم، ولكن دعنا مع
عزف منفرد على القانون..!! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |