ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين  24/11/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بعثي في ســجون الأســد – 4

خالد الأحمد

بعد جهود مضنية ، وبعد عدة أسابيع ، تمكن أحد أعضاء قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي ، ممن يثقون بهذا الرفيق المعتقل ، ويعلم علم اليقين أنه بـريء من هذه التهمـة ، تمكن من الوصول إلى فرع المخابرات العسكرية ، حيث يعتقل الرفيق أمين الشعبة ، وتواضع مدير فرع المخابرات فاستقبله ، وبعد عدة وعود استمرت عدة أيام ، سمح له بمقابلة الضابط المحقق ، ليقنعـه أن هذا البعثي ( أمين الفرقة ) عضو في عصابة الإخوان المسلمين ...

- وبعد أن أعلم مدير فرع المخابرات العسكرية الضابط المحقق ، بأن عضو قيادة فرع الحزب يريد مقابلته ، جلس المحقق مع ذلك الضيف ،

 بعد أن سحبوا البعثي المتهم من عنده ويقول :

 خمس شبهات تدل على أنه من الإخوان المسلمين :

1-        الشبهة الأولى : أنه مواظب على الصلاة والصيام مذ كان طالباً في المرحلة الثانوية ، ولكنه يدافع بجرأة على أن الحزب لايمنعه من الصلاة والصوم ، ويقول أن رفاقه وقادته البعثيين يعرفون ذلك ، ومع ذلك رقوه في الحزب حتى أمين فرقـة ، ولذلك تبقى هذه شبهة لدينا ، بل قرينة ، وفي وحدات الأمن نراها كافية لإثبات التهمة على أنه من الإخوان المسلمين .

2-        الشبهة الثانية : أنه لا يشرب الخمر ، وقد حضرعدة مـرات مع الرفاق الذين شـربوا وسكروا ، ولكنه أصر أن لايشرب الخمر، وبعد التمعن نجد أن هذه الصفة تكاد تكون خاصة بالإخوان المسلمين ، لولا قليل من الرجال الذين يتشبثون بالقيم والأخلاق البالية ويترفعون عن شرب الخمر ؛ حتى لو كانوا بعثيين !!  .

3-        الشبهة الثالثة : أن زوجتـه محجبـة كما تلبس نساء الإخوان المسلمين ، وإن كانت تختلف عنهن في كشف وجهها فقط ، ومع أن كثيراً من النساء يتمسكن بهذه القيم والتقاليد البالية ، والتي عجز الحزب عن تجاوزها ، ونشر الحرية ومنها تحرر المرأة من هذه القيود .

4-        الشبهة الرابعة : وهي الأقوى أنه كان زميلاً لهذا المعتقل ، الذي ضبط مع سلاحه ، يقاتل مع عصابة الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين .

5-        الشبهة الخامسة : أنه داوم على درس ليتعلم التلاوة والتجويد ، وكان معه في هذا الدرس هذا العنصر المعتقل ...

قال عضو قيادة الفرع :

أما هذه الشبه ياسيادة الضابط فلا ترقى إلى درجة اليقين ، واسمح لي أن أرد عليها :

1-        في الحزب لانمنع أحداً من الصلاة والصوم ، صحيح أننا لانشجع عليها ، فلا نوفر مكاناً للصلاة في دوائرنا الحزبية ، ونهزأ بهدوء ممن يصلون ويصومون ، وصحيح أن معظم البعثيين لايصومون ، ولكننا لانمنع أي رفيق من الصلاة والصوم ، بل نرى أن يكون بعض رفاقنا مثل هذا المعتقل عندكم ، كي يرى عامة الناس أن بعض البعثثين يصلون ويصومون ، وأن البعث ليس حزباً ملحداً أو ماركسياً ...!!!

2-        ونفس الحجة عندي على شرب الخمر ، حيث أن من مصلحة الحزب أن يكون من رفاقه من لايشربون الخمر ، لأنها صفة وسلوك مشين لدى عامة الناس ، حتى لو كنا نختلف معهم في هذا التقييم ، لكن نحن مضطرون أن نجارى عامة الناس ...

3-        أما أن زوجته محجبـة ، فأغلبية النساء في سوريا محجبات ، والمتحررات منهن قليلات جداً ، وهذا يحتاج إلى جهود تمتد حتى الجيل الصاعد ، ونحن نعمل على هذا بجد ودأب كما ترى في مؤسسة الطلائع والشبيبة واتحاد الطلبة وغيرها ...

4-        أما أنه كان زميلاً لهذا الذي هو من عصابة الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين ، وقد عرفت أنهما كانا في المرحلة الثانوية ، أي قبل عشرين عاماً ، وهذا الرفيق المعتقل عندكم انتسب للحزب منذ بداية المرحلة الثانوية ، أي أكثر من عشرين عاماً ، فهذه شبهة ضعيفة جداً ، بل هي الشبهة الأضعف .

5-        وأما درس التجويد والتلاوة ، فهل كان الشيخ من الإخوان المسلمين ؟ أم لم يكن منهم ؟ هل عرفتم ذلك ؟

-  عرفنا أنه ليس من الإخوان المسلمين ، وقد أحضرناه ، فلم يتذكر هذا الطالب الذي كان عنده في درس التجويد قبل عشرين عاماً ...

-  إذن كل ما عندكم  يا سيادة الضابط شبهات لا ترقى إلى درجة اليقين ، فكيف يعتقل بعثي ( أمين فرقة ) بهذه الشبهات !!؟

-  غريب منك ذلك يا رفيق !!! ألا تعلم أن اللواء صلاح جديد ، الأمين القطري لحزب البعث سابقاً ، معتقل منذ عقد من الزمن !!! هل هذا رفيقكم يصل إلى قدمي صلاح جديد !!؟

-  الرفيق صلاح جديد معتقل بعد معركة حزبية مع سيادة الرئيس حافظ ، وقد أراد طرد الرفيق حافظ من منصبه كوزير للدفاع ، فذلك يستحق الاعتقال ، وهذه ليست شبهه بل واقـع باشره الرفيق صلاح ، وكاد أن يحققه لولا أن الرفيق ( أبو سليمان ) كان يقظاً ، وكان بالمرصاد !!!

 

قام المحقق معلناً نهاية اللقاء مع الرفيق عضو مكتب الفرع ، وهو يتمتم :

عندنا في الوحدات الأمنية ، شبهة واحدة من هذه الشبهات الخمس كافية ليقذف المتهم بها إلى سجن تـدمر مع بقية الإخوان المسلمين .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ