ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد  30/11/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


فقه التغيير

(2)

د.خالد الأحمد*

ولإلقاء مزيد من الضوء على معنى الآية الكريمة ، أنقل لكم مقتطفات من كتاب الشيخ جودت سعيد بعنوان ( حتى يغيروا ما بأنفسهم ) الطبعة الثالثة (1977م) ومما يهمني فيه :

1-       قوله : أن مضمون الآية الكريمة سنة عامة للبشر ، وليست خاصة بالمسلمين ، ولابغيرهم ، بل هي عامة .... ولعله يقصد أنها قانون بشري ، مثل قوانين الطبيعة ( فيزياء ، كيمياء ...) تنطبق على المادة في كل مكان وزمان ، فهي عامة ...

ودليله أن كلمة ( قوم ) لم تأت مخصصة بقوم معينين ـ وإنما هي لكل قوم ، ومجيئها نكرة في الآية يدل على هذا ، فمضمون الآية ينطبق على كل البشر .

2-        يقول : سنة مجتمع لاسنة فرد ، أي أنها قانون للمجتمع ، وليست للفرد ، ويقصد أن تغيير أنفس القوم ، يتبعه تغيير حال القوم ، الأول يقوم به الناس ، والثاني يأت به الله عزوجل .. والمقصود المجتمع وليس الشخص ، فقد يغير الشخص مابنفسه ، ولايأتي تغيير حاله كفرد ، لأن هذا قانون للمجتمع ... ومعناه أيضاً أن تغيير مابالقوم لايأتي بعد تغيير عدد قليل من الناس لأنفسهم ، لابد أن يكون ذلك التغيير ظاهرة اجتماعية ، فقد نصر الله المسلمين في بداية غزوة أحد ، ثم تغيرت أنفس عدد كبير من الرماة رضي الله عنهم ، وهم ( 40) من اصل ( 50) ، هؤلاء ال (40) أرادوا الدنيا كما أخبرنا الله عزوجل عنهم ، وبعد أن رأوا النصر والغنائم أمامهم ، فكان لتغيير هؤلاء أنفسهم تغيير حال القوم ( المسلمين ) من النصر إلى الهزيمة ، كما هو معلوم ... لو أن ( 10) فقط من الرماة ( غيروا أنفسهم ) وأرادوا الدنيا ، ماتغيرت حال القوم ، والله أعلم ، وهذا حسب قول الشيخ سعيد بأن قانون التغيير قانون اجتماعي وليس فردياً ....

3-        يقول الشيخ جودت : سنة دنيوية لا أخروية ، وهذا لايقلل شأن الآخرة ، ولكن تنبيه على مجال السنن وحدودها ، وأن التغيير الذي يأتي في المجتمع ، جاء على أساس عمل جماعي ، وهو أن تغيير الأنفس حصل بشكل جماعي أيضاً ...

ونعود إلى مادخلنا به في المرة الماضية ، فعندما يحصل تغير جماعي عندنا في إحسان الحوار ، نكون قدغيرنا جزءا من أنفسنا ، وبعد تغيير غيره من الأجزاء أيضاً تغييراً جماعياً ننتظر عندها التغيير الثاني الذي يأتي به الله عزوجل ...

دورنا هو في تغيير أنفسنا ، وهذا أمـر نقدر عليه ، وهام جداً ، لأنه يترتب عليه تغيير مابنا من حال ، مابنا من استبداد وذل ، إلى ما نطمح له من حرية وعدالة ....

وأول ما أقترح أن نغير اسلوبنا في الحوار ، لأن اسلوبنا في الحوار ( مناقرة ) وليس حواراً ....

 

وإحسان الحوار أمر نقدر عليه ، وليس خارجاً عن حدود قدرتنا ، ومن أولياته ( إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ) ، وهذه من دعائم الحوار ، وهي فضيلة الاستماع ....وإحسان الحوار يقفز بنا خطوة كبيرة إلى الأمام ، وفي المرة القادمة سأقص عليكم موقفاً حضرته مع الشيخ سعيد حوى يرحمه الله يوضح ذلك .... تبين لنا أهمية فضيلة الاستماع ، وأتمنى أن نبدأ بها في مجموعة يابلدي .... وإلى الحلقة الثالثة لنقرأ ما وجدته عند الشيخ سعيد حوى يرحمه الله من هذه الفضيلة....

-------------------

* كاتب سوري في المنفى باحث في التربية السياسية.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ