ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
فقه
التغيير (2) د.خالد
الأحمد* ولإلقاء مزيد من
الضوء على معنى الآية الكريمة ،
أنقل لكم مقتطفات من كتاب الشيخ
جودت سعيد بعنوان ( حتى يغيروا
ما بأنفسهم ) الطبعة الثالثة (1977م)
ومما يهمني فيه : 1-
قوله : أن مضمون الآية
الكريمة سنة عامة للبشر ، وليست
خاصة بالمسلمين ، ولابغيرهم ،
بل هي عامة .... ولعله يقصد أنها
قانون بشري ، مثل قوانين
الطبيعة ( فيزياء ، كيمياء ...)
تنطبق على المادة في كل مكان
وزمان ، فهي عامة ... ودليله أن كلمة ( قوم )
لم تأت مخصصة بقوم معينين ـ
وإنما هي لكل قوم ، ومجيئها نكرة
في الآية يدل على هذا ، فمضمون
الآية ينطبق على كل البشر . 2-
يقول : سنة مجتمع لاسنة فرد ،
أي أنها قانون للمجتمع ، وليست
للفرد ، ويقصد أن تغيير أنفس
القوم ، يتبعه تغيير حال القوم ،
الأول يقوم به الناس ، والثاني
يأت به الله عزوجل .. والمقصود
المجتمع وليس الشخص ، فقد يغير
الشخص مابنفسه ، ولايأتي تغيير
حاله كفرد ، لأن هذا قانون
للمجتمع ... ومعناه أيضاً أن
تغيير مابالقوم لايأتي بعد
تغيير عدد قليل من الناس
لأنفسهم ، لابد أن يكون ذلك
التغيير ظاهرة اجتماعية ، فقد
نصر الله المسلمين في بداية
غزوة أحد ، ثم تغيرت أنفس عدد
كبير من الرماة رضي الله عنهم ،
وهم ( 40) من اصل ( 50) ، هؤلاء ال (40)
أرادوا الدنيا كما أخبرنا الله
عزوجل عنهم ، وبعد أن رأوا النصر
والغنائم أمامهم ، فكان لتغيير
هؤلاء أنفسهم تغيير حال القوم (
المسلمين ) من النصر إلى الهزيمة
، كما هو معلوم ... لو أن ( 10) فقط
من الرماة ( غيروا أنفسهم )
وأرادوا الدنيا ، ماتغيرت حال
القوم ، والله أعلم ، وهذا حسب
قول الشيخ سعيد بأن قانون
التغيير قانون اجتماعي وليس
فردياً .... 3-
يقول الشيخ جودت : سنة
دنيوية لا أخروية ، وهذا لايقلل
شأن الآخرة ، ولكن تنبيه على
مجال السنن وحدودها ، وأن
التغيير الذي يأتي في المجتمع ،
جاء على أساس عمل جماعي ، وهو أن
تغيير الأنفس حصل بشكل جماعي
أيضاً ... ونعود إلى مادخلنا به
في المرة الماضية ، فعندما يحصل
تغير جماعي عندنا في إحسان
الحوار ، نكون قدغيرنا جزءا من
أنفسنا ، وبعد تغيير غيره من
الأجزاء أيضاً تغييراً جماعياً
ننتظر عندها التغيير الثاني
الذي يأتي به الله عزوجل ... دورنا هو في تغيير
أنفسنا ، وهذا أمـر نقدر عليه ،
وهام جداً ، لأنه يترتب عليه
تغيير مابنا من حال ، مابنا من
استبداد وذل ، إلى ما نطمح له من
حرية وعدالة .... وأول ما أقترح أن
نغير اسلوبنا في الحوار ، لأن
اسلوبنا في الحوار ( مناقرة )
وليس حواراً .... وإحسان الحوار أمر
نقدر عليه ، وليس خارجاً عن حدود
قدرتنا ، ومن أولياته ( إذا كان
الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ) ،
وهذه من دعائم الحوار ، وهي
فضيلة الاستماع ....وإحسان
الحوار يقفز بنا خطوة كبيرة إلى
الأمام ، وفي المرة القادمة
سأقص عليكم موقفاً حضرته مع
الشيخ سعيد حوى يرحمه الله يوضح
ذلك .... تبين لنا أهمية فضيلة
الاستماع ، وأتمنى أن نبدأ بها
في مجموعة يابلدي .... وإلى
الحلقة الثالثة لنقرأ ما وجدته
عند الشيخ سعيد حوى يرحمه الله
من هذه الفضيلة.... ------------------- * كاتب
سوري في المنفى باحث في التربية
السياسية. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |