ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
النسخة
التي لم تصلني من بيان مؤتمر حق العودة
"للسوريين المنفيين من
بلادهم" مؤمن
محمد نديم كويفاتيه* لماذا يُراد لسورية
أن تنتقل من أزمة إلى أزمة ؟ فمن
أزمة تعيين لحود غصباً عن
اللبنانيين إلى أزمة مقتل
الحريري واتهام النظام السوري
فيها فالمُحاكمة ، فعرقلة
انتخاب رئيس لبناني ، وأزمة دعم
الإرهابيين في كل من لبنان
والعراق ، إلى أزمة الاتهام
بالبرنامج النووي الذرّي ،
وأزمة دعم اختلاف الفلسطينيين ،
وأزمة المُعتقلين والمُختفين
الأردنيين واللبنانيين
وكُبرى هذه الأزمات القضية
الإنسانية مع شعبنا السوري
بمعتقليه ومنفييه وحالة
الاستبداد الجاثمة على صدور
أبناء شعبنا الحبيب ولا أُخفي على أحد
بأنه وصلني بيان عن الملتقى
العربي الدولي لحق العودة والذي
سُمّي بإعلان دمشق العالمي
للدفاع عن حق العودة
للفلسطينيين
، ومُزيّل ببيان من الملتقى
العربي الدولي لحق العودة إلى
سورية الذي لم يصلني من مصادره ،
والذي جاء فيه من ضمن بنوده "
كما يؤكد المشاركون على حق
المواطنين السوريين المهجرين
قسراً من ديارهم بالعودة
الفورية إلى بلدهم سورية
ليساهموا في بناء الوطن والدفاع
عنه ، كما يؤكدون أن الاستبداد
وإقصاء الآخر يوهن نفسية الأمة
ويضعف قدرتها على المقاومة ،
والوحدة الوطنية الحقيقية هي
التي تعين على الصمود ومقاومة
العدوان "
والذي كدت بعد قراءته أن
أُخطّئ نفسي عن تصوراتي وتصورات
الكثير من أبناء شعبي والشعوب
العربية عن مثل هكذا مؤتمرين
ومؤتمرات وعدم نفعيتها ، ولكني
تمالكت نفسي قبل أن أُرسل
البيان لنشره الذي وصلني من
صديق أثق به وصله من آخر ، بعد
اتصالي به للتأكد مما اعتبرته
سبقاً صحفياً مُهماً ، وحدثاً
لو كان صحيحاً لكانت نتائجه غير
طبيعية على الساحة السياسية
الوطنية والقومية ، ولكن بكل
أسف كان وكما نعرف جميعاً عن
المؤتمرين الذين نعرفهم أعجز من
أن يُصدروا مثل هكذا تصريح
لصالح شعبنا السوري المذبوح ،
والذي لن يُكلفهم الكثير فيما
لو قرروا فعله للنهوض بأنفسهم
وبهذه المؤسسات التي بليت
وأكلها العت ، ولم تعد تصلح إلا
أن تكون متحفاً ينظر إليه
السائحون على تلك الخُشب
المُحنّطة ، التي بيدها كتبت
نهايتها عندما أعطت قرارها
للأنظمة الاستبدادية ، وراحت
تُسوّق لهم زيف ما يفعلون ،
والأعجب من كل ذلك أننا لم نرى
استنكاراً واحداً من أحد
الحاضرين لحالات التشرّد
والنفي القسري ورحلة الضياع
للسوريين التي هي – مشكلة
المنفيين السوريين قسراً - أعظم
وأكبر ممن سواها في العالم أجمع
وحتى أكبر حجماً من المنفيين
الفلسطينيين ، ليُثبتوا بما لا
يدع مجالاً للشك بفقدانهم
لأهلية القيادة ، وعجزهم أن
يقودوا أيّ حركة إصلاح في
بلادهم وأنهم لن ينفعوا إلا أن
يكونوا أدوات تُستخدم لتجميل
المُستبدين لقمع الشعوب وليس
للاستنهاض بها ، وبالأخص لشعبنا
السوري الحبيب ونحن كسوريين من حقنا
أن نسأل إخواننا المؤتمرين عن
الأسباب التي تجعل النظام
السوري يستبدل الأفعال التي من
واجباته القيام بها حيال القضية
الفلسطينية ومئات الآلاف من
المنفيين السوريين بالعنتريات
القولية، فنسمع جعجعة ولا نرى
طحيناً ؟ وكذلك يُستبدل ابناء
الوطن عن المؤتمرات
والاجتماعات واللقاءت والنافع
الثمين للوحدة الوطنية ولدعم
القضايا العربية وعلى رأسهم
قضية فلسطين بغيرهم ، مع أنّ
الأحق في الحب كما يقولون لليلى
العامرية بنت الديار ، التي هي
أعني أبناء الوطن السوري بجميع
أطيافه ، فمنذ نصف قرن من الزمان
من حكم العسكر المبغوض لا نسمع
إلا عن عقد المؤتمرات واستدعاء
المُصفقين والمُهرجين من
الأفاق ، ولا أقصد جميع
الحاضرين ، بل وأقصد من يأتي إلى
تلفزيونات ومسارح النظام ممن
يُصفقون ويُهللون له ، ليُشيدوا
بإنجازات القائد الصامد
الممانع ...، بينما أبناء الوطن
من الأحزاب المثيلة للتي
تُستدعى لا يرون في هذا النظام
إلاّ كل الظلم والتخلّف
والهيمنة على مُقدرات البلد
لفئة من النّاس وبطرق غير
مشروعة ، فالإسلاميين
والناصريين والشيوعيين
والإخوان المسلمين
والليبراليين والقوميين
والعلمانيين وغيرهم في سورية من
الأحرار وأصحاب الرأي هم إمّا
وراء القضبان أو على منصات
الحكم البوليسي التفتيشي
يُحاكمون بالأحكام العسكرية
الجائرة أو هم في المنافي أو
الإقامات الجبرية ، أو من هم تحت
التعذيب يُستجوب ، والكثير منهم
قد قضى نحبه لكلمة قالوها ، أو
لرأي عبّروا عنه بحرية ،
والمشكلة في بعض هذه
الأحزاب والشخصيات السياسية
والإجتماعية المُستدعاة أنها
لا تُراعي شعبنا السوري ولا
مظلوميته ، وتحسب أن هذا
الاستدعاء مغنماً ومكسباً
للاسترزاق والظهور وإقامة
الموائد والحفلات على جثث ودماء
وأشلاء وآلام أبناء هذا الوطن ،
وهم لا يتضامنون إلاّ مع الذي
يقومُ بتوجيبهم وتكريمهم
والإغداق عليهم بما لذّ وطاب ،
مع انهم يصفون انفسهم في
بلدانهم بأنهم مُناضلين من
الطراز الأول وبالمُخلصين ، وما
أكثرهم ممن ذكرت إلاّ مُرتزقة
وتعرفهم شعوبهم وشعوب العالم
العربي ،
، وهم لا يجرؤون حتّى الحديث عن
رُفقاء دربهم في الخط الواحد من
أبناء سورية والمُضحك المبكي من
البعض الذي تجرأ في الحديث عن
مُعاناة شقيقه في القطر السوري
زمن الأسد الأب وضرورة حل
القضايا الإنسانية كما روا ،
بأن هذا الأخير كان يتغير لونه
ثُم يُزبد ويُرعد في إشارة عن
انزعاجه للحديث في هذه الأمور ،
فيضطر هؤلاء المناضلون الأشاوس
إلى تغيير الموضوع ووضعه تحت
الوسادة أو دفنه في حفرة عميقة
كي لا يُسبب لسيادته
أي مشكلة أو صُداع –
المُناضلون
في غنى عن هذا الإزعاج
لسيادته وسيادتهم
، كون الموضوع الإنساني
السوري الضخم لا يحتاج إلى كل
هذا الانفعال ، وهم - هؤلاء
المناضلون الذين يواجهون العدو
بتلك المؤتمرات التي تقضّ مضجعه
، وتجعله في ارتباك شديد ،
وبالتالي هم بحاجة إلى الهدوء
وأجواء الرومانسية للتفرغ
لإطلاق المدافع الكلامية
والقنابل الخطابية العنقودية
الموجهة لصدر العدو ، لتجعله
ركاماً وقاعاً صفصفاً ، وخاصة
بعدما لمعت أسماء هؤلاء وصاروا
يُذكرون في التلفزيونات ونشرات
الأخبار، ويُستدعون على الدوام
لمثل تلك المؤتمرات التي تهزّ
أركان العدو الإسرائيلي هزّا ،
من تلك الأحاديث والبيانات
المُملة والمكررة التي
يُرددونها في كل مؤتمر موجه
لهذا العدو ، الذي يستعرضون فيه
إمكاناتهم على الحاضرين ،
لنراهم وتراهم الجماهير
العربية في النهاية أبطال على
ورق أو خلف الشاشات كما طرزان أو
شمشون الجبّار أو المُفتش وحيد
، والمعذرة إن كنتُ لا اعرف سوى
هذه الأسماء الكرتونية التي
غطّت عليها الشخصيات الكرتونية
الجديدة من ذوي المقام الرفيع
من الوجوه التي في مُعظمها قد
أُحيل إلى التقاعد بعد انتهاء
مفعول تفكيرها ، وجاء من يبثُ
لها الروح من جديد ، ليستخدمها
حُكّام دمشق
أسوا استخدام وأخيراً : أود أن أنقل
رأي بعض الحاضرين لمثل هكذا
اجتماعات ومؤتمرات الغير ذات
جدوى ، وذلك كان أثناء توجهنا
لحضور أحد المؤتمرات القومية
وأولاها بالنسبة لي ، والتي
توصف على الدوام بالمُهمّة ،
حيثُ قال هامساً في أُذني كي لا
أُفاجأ من تلك الشخصيات الهرمة
، بأنني سأرى الكثير من الوجوه
الكالحة التي مرقت على النفاق
والتدليس ومسح الجوخ ، وقال
أيضاً سترى العديد من العُتاة
الذين يُسوقون للطغاة مسلكهم
وأفعالهم وهم لا يستحون على فعل
ذلك ، ووصفهم كما ورد في الأيه
بأنهم "في كل واد يهيمون"
وليست عندهم مشكلة ليُسوقوا لكل
الأطراف العربية وكل التوجهات
الحاكمة ، وفي المؤتمر التقيت
بأحد الكُبراء الذي سألته
مُتحرشاً به عن احتلال بيروت من
قبل حزب الله في 7 أيار ، فلم يكن
أمامه إلا إدانته لهذا العمل
المشئوم ، لا بل وأبدى تخوفه
الشديد من هذه الخطوة
وارتداداتها ، وحينها طالبته
بإصدار بيان استنكار وإدانة
وتصريح مُسجّل فاعتذر ، ليعلن
عجزه عن فعل ذلك ، لأنه بجرة قلم
قد يُصبح وراء الأضواء ، وعلى
هؤلاء ينطبق قول الله " لما
تقولون مالا تفعلون "؟
ـــــــــ *باحث
وكاتب ومُعارض سوري ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |