ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  04/12/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


غزّة تحت الحصار

بقلم: محمد علي شاهين

تستطيع أن تصف المشهد الحزين لشعب غزّة المحاصر وسط صمت عربي وتآمر دولي مريب، بأنّه كارثة إنسانيّة مدمّرة، ومأساة حقيقيّة، وجريمة متواصلة ترتكب كل يوم  أمام سمع العالم وبصره، وخرق فاضح للمواثيق الدوليّة، وإبادة جماعيّة لمليون ونصف من سكان غزّة.

أغلقت المعابر التجاريّة بما فيها المعبر المصري في رفح، وفرض حصار مشدّد على غزة منذ منتصف حزيران 2007 وبقيت ما نسبته من احتياجات المواطنين 10% إلى 15% والتي تقدر ب 600 شاحنة يومية, وقامت إسرائيل منذ 4/11/2008 بتصعيد الحصار فأغلقت المعابر بشكل تام دون السماح لأي كميات تذكر حتى كمية الـ15% المسموح بها مما أثّر علي القطاعات الصحية والبيئية والاجتماعية بشكل خطير، وسلّطت الغازات الخانقة على الأنفاق السريّة لمنع تهريب الأدوية.

وأصيب الأطفال بفقر الدم وسوء التغذية بسبب فقدان الحليب، وحرمت المستشفيات من الأدوية والمضادات الحيويّة حتى مات المرضى، وهلك الخدّج في حاضناتهم، وحرم مرضى الفشل الكلوي من غسل دمائهم، وتوقفت غرف العناية المركّزة والعمليّات وأجهزة التنفّس الاصطناعي بسبب انقطاع الكهرباء، وتوقفت سيارات الإسعاف عن العمل يسبب نقص الوقود، وحرم المرضى من السفر للعلاج في دول الجوار، وأصبحت مستودعات منظّمات الإغاثة الدوليّة خاوية.

وعاشت غزّة الصامدة في ظلام دامس بعد توقف المحطّة الرئيسيّة التي تلبي 30% من الاستهلاك عن تزويد الشبكة بالطاقة الكهربائيّة، بسبب شحّ الوقود، واضطر تلاميذ المدارس للسهر على ضوء الشموع لمراجعة دروسهم اليوميّة.

وتوقفت الأفران والمصانع والورش الصغيرة، ومضخّات الصرف الصحي عن العمل، وكادت حركة السير أن تتوقف بسبب نقص المحروقات، وفقد آلاف العمال عملهم ومصدر رزقهم، وغدت العائلات الفلسطينيّة عالة على المنظّمات الدوليّة، وبلغت معدلات الفقر والبطالة درجات غير مسبوقة، وتسبّب الحصار في وقوع كوارث صحية وإنسانية وبيئية خطيرة، حيث تجاوزت نسبة العائلات الفقيرة في القطاع 80%، وبلغت الأسر التي تعيش في فقر مدقع 66،7% من مجموع الأسر المحاصرة.

استهدف المحاصرون تجويع غزّة الصامدة وتركيعها، وتحويلها إلى سجن كبير، يضم مليوناً ونصف من السكان، بالإضافة إلى أحد عشر ألف أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رفضوا الاستسلام لمشاريع العدو ومخطّطاته وكياناته المزيّفة.

ولم يتوقف الحصار والعدوان والعقاب الجماعي على التجمّعات الفلسطينيّة الآمنة في غزّة الصمود، حتى حجاج بيت الله الحرام لم يسلموا من الحصار فمنعوا من تأدية هذه الشعيرة المقدّسة.

إنّه مشهد حزين يدين الضالعين في هذه الجريمة، ويفضح الصامتين والمتواطئين مع العدو، ويعرّي الممارسات الإسرائيليّة ويعزلها ويسلّط الأضواء على جرائمها بحق الإنسانيّة.

فهل من موقف جريء يتجاوز قرارات الإدانة والاستنكار، وينهي الحصار الظالم ويكسره، وينقذ غزّة من القتل البطيء.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ