ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
نحن
والإعلان العالمي لحقوق
الإنسان ستين عاماً افتتاحية
النداء لا
يستطيع الحزن الذي يغمرنا بسبب
حالة حقوق الإنسان في سوريا،
ولا الغضب لغياب عددٍٍ من خيرة
مواطنينا خلف قضبان السجون لا
لذنبٍ اقترفوه إلاّ ممارستهم
حقَّهم في الرأي والتعبير؛ أن
يمنعنا من الاحتفاء بالذكرى
الستين لصدور الإعلان العالمي
لحقوق الإنسان في العاشر من
كانون الأول. لقد كان
ذلك التاريخ نقطة مضيئة وفارقة
في التاريخ البشري الحديث، حين
اشترك عدد من البارزين في الحقل
الإنساني- وبينهم عربيان- في
صياغة ذلك الإعلان، لينطبق على
البشرية كلها من دون تفريق، بعد
اعتماده في الأمم المتحدة. وكما
كان لأفراد عرب دور رئيس في
ولادة ذلك الإعلان، تُسهم أنظمة
عربية كثيرة في خرقه وانتهاك
مبادئه، وتمنع تعميم ثقافة حقوق
الإنسان وتشريبها للأجيال
الطالعة، الأمر الذي أصبح يشكّل
ركناً هاماً من أركان التقدّم
والازدهار لأيّ دولة ومجتمعٍ في
العصر الحديث. لقد
ابتُلينا في سوريا الغالية
بسجلٍّ حافلٍ من الاعتداءات على
حقوق الإنسان، على يد النظام
الأمني- السياسي السائد منذ
عشرات السنين، وكان آخرها تلك
المواجهة مع المعارضة
الديمقراطية المسالمة في إعلان
دمشق، باعتقال اثني عشر من
قياداته ومحاكمتهم بشكل جائر
والحكم عليهم بعامين ونصف من
السجن. لكننا
في هذا اليومَ نذكر بخاصةٍ
واحداً من أكثر المدافعين عن
حقوق الإنسان عناداً على الحقّ
وإخلاصاً له، وهو المحامي أنور
البني، رئيس المركز السوري
للدراسات والأبحاث القانونية،
الذي اعتُقل في سياق الحملة على
موقّعي "إعلان بيروت- دمشق،
إعلان دمشق- بيروت"، ثمّ ظهرت
معالم موقف السلطة الخاص منه،
وتميّزت وقائع محاكمته
ومحاسبته والحكم الجائر عليه
بخمس سنواتٍ من السجن. لم يكن
اندفاع الأستاذ وحماسته في
قضايا حقوق الإنسان وحدهما
السبب في هذه "المعاملة"
الخاصة التي حظي بها، بل أسهم في
ذلك أيضاً- كما يبدو- مقاربته
المشروعة لحقل الدراسات
الحقوقية في الاتحاد الأوربي.
بذلك اجتاز حاجزاً كنا نحسب أن
اجتيازه بديهي حسب كلّ الشرائع
والقوانين ومصلحة التقدّم،
فإذا به عند النظام الأمني
جريمة كبرى وذنب لا يُغتفر. نتذكّر
ذلك أيضاً بمناسبة الأنباء عن
توقيع اتفاقية الشراكة السورية-
الأوربية هذا الأسبوع، ونذكره
لكلّ من يمكن أن يسمع ويعي. من ذلك
كلّه يبدو أن حقوق الإنسان هي
العدوّ الأكبر للنظام، وهذه
مأساتنا التي نتميّز بها عن
غيرنا، مما يُؤسفنا نحن، ويدمغ
سلوك النظام ويفضحه. في مثل هذه
الأحوال الخانقة لا ننسى توجيه
التحية لأولئك الشجعان من نشطاء
حقوق الإنسان في بلادنا، في أيّ
موقع كانوا. وفي هذه
الذكرى المجيدة، نطالب
بالإفراج الفوري عن رياض سيف
وفداء الحوراني ورفاقهما، وعن
ميشيل كيلو ورفيقه، وعن أنور
البني.. وجميع معتقلي الرأي
والضمير في سوريا.. ولعلّها
لا تأتي ذكرى أخرى، ونحن على ما
نحن عليه! 13/12/2008 هيئة
التحرير ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |