ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
تاريخ
سورية "3" مؤمن
محمد نديم كويفاتيه* صُنع
بدم ودموع ونضالات وآمال وآلام
وتلاحم ومحبّة وُمُعاونة
الأشقّاء وجدنا
في الحلقة السابقة كيف توّحد
السوريين وتآلفوا حتّى صاروا
جبهةً واحدة في مُقاومة متطرفي
الترك القوميين ومن ثُمّ
الاستعمار الفرنسي من خلال
التجييش والنهوض والثورات
المتتالية ، والتي كان أهمها
الثورة الكبرى التي انطلقت من
كل أنحاء البلاد عام 1925 بقيادة
المُناضلين أمثال سلطان باشا
الأطرش وإبراهيم هنانو وحسن
الخرّاط وصالح العلي وغيرهم
الكثير ، والتي حينها أدركت
فرنسا بأنّ الشعب السوري لن
يرضخ ولن يستسلم ، ولا بُد من
التفاوض معه لترتيب عملية
التسليم والخروج بماء الوجه ضمن
جدول مُبرمج ، فتمّ على إثر تلك
الأحداث تشكيل حكومات وطنية
لتدريبها تمهيداً
لرحيلهم وباعتبار
الاستعمار والاستبداد صوّان
مُتشابهان لا ينفكّان ، وهما في
النهاية لا يؤديا إلاّ إلى
نتيجة واحدة من خراب البلد
وظُلم النّاس وقهرهم وسلبهم
واستغلالهم
، كونهما لا يؤمنان بحق
الشعوب ، ويعيشان على عرق وجهد
ودماء الشعوب ، وهما لأجل ذلك
يُمارسان كُل أساليب الطُغيان
والاستكبار ، كما رأينا ما فعله
الاستعمار الفرنسي في بلدنا من
التقسيم والتخريب والتجويع
وإفقار النّاس وقصف المدن عند
فترة الإنتداب ، وهو تماما
مافعله نظام الإستبداد في بلدنا
سورية منذ عقود ، ويفعله اليوم
من الدمار وتخريب وإضعاف نفسية
المجتمع وانهزاميته ، والتوهين
من عزيمة الدولة من خلال الخوف
في الدفاع عن الوطن ، حتّى صارت
سورية بمن فيها سُخرية النّاس
في الجبن والتردد واستباحة
الأرض ، بفضل هذا النظام الذي
يرفض التصالح الى شعبه والتحاور
معه ، ومشاركته في اتخاذ القرار
، وتماما بما كان يجري في
رومانيا -عهد تشاوشسكو- من الظلم
والإضطهاد ،
وفي تشيلي من قِبل بنوشيه ، ودول
البلطيق والمُستقلّة في عهد
الإتحاد السوفيتي والأمثلة
كثيرة ، ولكن في كُل الحالات
التي تخلّصت فيها تلك الشعوب من
جزّاريها ، كانت تلك الشعوب
تتلقّى الدعم من الدول المجاورة
والمجتمع المدني والدولي
والعالم أجمع ، وليس بخافياً
على أحد في فترة الاستعمار
الفرنسي على سورية ، كان أيضاً
شعبنا العظيم يتلّفى دعم أشقائه
العرب في توراته وانتفاضاته لا
سيّما الثورة وبشكل سرّي من
الملك فيصل بن الشريف الحسين في
العراق وغيره من الدول العربية
، هذا عدا من تسخير علاقاته
الملك مع الإنكليز لدعم تفاوض
السوريين مع الفرنسيين لنيل
حقوقهم في ظُلّ التنافس
والاستقطاب السائد في ذلك الوقت
من كلا الدولتين العُظميين ،
وفي عصرنا هذا ونقولها بصراحة
بأننا بحاجة الى مثل هذا الدعم
من الأشقّاء العرب والمجتمع
المدني ومُنظمات حقوق الإنسان
للتخلص من حالة الظلم
والاستبداد التي يعيشها أهلنا
في سورية ، والتي يُعاني منها
ايضاً مئات الألاف من أبناء
شعبنا الذين لايستطيعون العودة
الى بيوتهم واهليهم ومزارعهم
وأرضهم وذويهم واصدقائهم ، وإلى
رائحة وعبق الوطن الحبيب وسورية
التي كانت بلد الحرّية والنور ،
بلد العطاء والدعم والمُساندة
للأشقاء ، والبلد الآمن الذي
يطمئن إلية كل العرب والمسلمين
، والبلد الذي كان يُسابق دول
النمور الأسيوية وصار كالرماد ،
وحتّى أجواءه صارت مُلوثة بفعل
الإهمال ونهب الدولة ، فلا
طُرقات مُلائمة ولا أنفاق ولا
بُنية تحتية ، والموت بسبب
الإهمال يحصد يومياً عشرات
الأرواح ، والبلد الذي كان
يهابه الأعداء ويُحسب له ألف
حساب قبل مجيء هذه السلطة
العسكرية المُستبدّة الحاكمة ،
والذي صار
اليوم معزولاً بفعل سياسات هذا
النظام ، وارتباطاته بحلف طهران
الفارسي التوسعي وبُعده عن
إخوانه العرب، ولذلك نحن أحوج
ما نكون إلى الدعم العربي ، ودعم
الجار الكردي في كردستان العراق
، واللبنانيين الذين لن
يستطيعوا التخلص من هذا الكابوس
إلاّ بمُساعدة الشعب السوري
وقواه الحيّة من المنظمات
والهيئات الشعبية التي قالت
رأيها عن العلاقات اللبنانية
السورية ، فزُجّ من أجل ذلك
رموزاً وطنية في السجون ، وعلى
الجميع أن يجدوا الطرق لدعم
الشعب السوري للتخلص من هذه
الحالة الاستبدادية المزمنة
والمستعصية بأي طريقة يراها
العرب للتعاون والتنسيق ،
ولتخليص بلدنا من الوقوع في
براثن الفارسية الشيعية ، التي
سخّرت الإمكانيات الهائلة
لتغيير وجه سورية العروبي
والإسلامي السُنّي وبكل أسف ،
والكثير من قادة الدول العربية
نائمة ، وهم لا يأخذون
التحذيرات بكل أسف محمل الجد ،
وإنما لازالوا يتفرجون ،
ويأملون من تغير سلوك النظام من
تلقاء نفسه وخطره يستفحل، ولذلك
نُهيب بتلك الدول مدّ يد العون
لهذا الشعب المذبوح ، وخاصة
وانّ سورية اليوم تشهد حالة
وطنية وتلاحم بين شرائح المجتمع
مالم تعرفه سورية منذ وجود
الاستعمار الفرنسي والتخلص منه
، ونحن لا نُطالبهم بالاقتتال
والحرب ، بل بالضغط الدبلوماسي
وما فعله الغرب مع جيرانه
رومانيا وهنغاريا وبولندا
وغيرهم في عمليات التغيير دون
أن تُراق قطرة دم ، فبعض الأنظمة
أُزيلت بثورة شعبية مدعومة من
الجيران بالتأييد والمُساندة ،
وبعض الأنظمة انقلبت على نفسها
وارتضت بالأمر الواقع وسلطة
الجماهير ، ونحن لا نُريد أكثر
من ذلك الدعم ، لمساعدتنا
بالتغيير السلمي ونشر السلام وأخيراً
: وما دمت أتحدّث عن تاريخ سورية
سأكتفي في الختام بإشارات عن
تلك المرحلة ، لأدخل فيما بعد في
مرحلة الاستقلال حيث
أشرتُ في مقالة تاريخ سورية 2
"الملحمة الوطنية في فترة
اندحار الأتراك والاستعمار
الفرنسي" بأنّ مرحلة
الانتداب شهدت سلطة المفوضين
الساميين والحكّام الفرنسيين
وحكومات لدول مستقلّة بعد تقسيم
سورية ، وشهدت وجود رؤساء وزراء
لحكومات مركزية في دمشق تحت
سلطة المفوضين الساميين
الفرنسيين ، وهم على التوالي 1-
جميل الألشي ... من 6\9\1920
إلى
30\11\1920تغيرت في أيامه شكل
الوزارات واستبدلت باسم
المديريات 2-
حقّي العظم ... من 1\12\1920
إلى
28\6\1922من أصل تركي وفي أيّامه
تصاعدت مطالب الوطنيين بإعادة
وحدة الأراضي السورية
، وتمّ الإعلان عن انشاء
الإتحاد السوري ، ومقرّه في حلب 3-
صبحي بركات الخالدي ... من
28\6\1922 إلى
1925من مواليد 1889انطاكية
وكان مُتعجرفاً ، وكان
مُسايراً للفرنسيين ، شكّل
حكومتين ، وهو أول رئيس لسورية
بعد توحيدها باتحاد فدرالي
فضفاض بين حلب ودمشق والعلويين
، ثُمّ تم توحيد دمشق وحلب وفصل
العلويين عن ذلك الإتحاد ، وعلى
عهده قامت الثورة السورية
الكبرى وقُصفت دمشق من قبل
الفرنسيين 4-
الدامادا أحمد نامي بيك
...كردي صهر السلطان العثماني
من 4\5\1926
إلى 8\2\1928
شكّل ثلاث حكومات في تلك
الفترة ، وعُين لإسترضاء
السوريين وزُعماء الثورة ، وقد
قبل بهذا المنصب في الوقت
العصيب والثورة قائمة في جميع
أنحاء البلد ، وقال في بيانه إنه
يهدف الى اخراج البلاد من
الكارثة والمصائب المفجعة التي
تمثلت بالإحتلال الفرنسي ،
وقدّم استقالته اثر الخلاف
الكبير مع الفرنسيين 5-
الشيخ تاج الدين الحسيني ...
من 15\2\1928
إلى 19\11\1931 على عهده صدر
العفو العام على جميع السياسين
الذين اعلنوا الحرب على فرنسا
إلا سبعين منهم ، وتميزت فترته
بتشكيل الأحزاب التي فاق عددها
ال 25 حزبا سياسياً 6-
حقّي العظم ... من أصل تركي
من 15\6\1932
إلى 17\3\1934
أول رئيس حكومة اثر فوز
كتلته بثلاثين صوت من خمسين في
ظل تحت الانتداب الفرنسي وهو
محمد علي العابد أول رئيس دولة
حيادي "غير منتمي " تمّ
الإتفاق عليه لإسقاط صبحي بركات
الذي قُصفت دمشق على عهده عام
1925، والذي – العابد - كانت
ولايته من 1932 إلى 1936 ، وهي نفس
السنة التي تم توقيع معاهدة
الاستقلال مع فرنسا والتي سمحت
لدولتي اللاذقية وجبل الدروز
بالانضمام إلى الجمهورية
السورية. مواضيع
ذات صلة تاريخ
العلم السوري تغير
العلم السوري عدة مرات خلال
القرن العشرين، إلا أن ألوانه:
الأبيض و الأحمر و الأسود و
الأخضر لم تتغير. وهي الألوان
المعتمدة في أعلام دول عربية
كثيرة. و هي ألوان علم الثورة
العربية الكبرى التي قادها
الشريف حسين عام 1916 و اشتقها من
التاريخ العربي الإسلامي:
فالأخضر يرمز إلى الخلفاء
الراشدين و الأبيض يرمز إلى
الأمويين، والأسود إلى
العباسيين ، والأحمر إلى النضال
العربي ودماء الشهداء على مر
العصور. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |