ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ليس
هناك، اليوم، من يحكم بأمر
الله.. لكن، هناك
من يحكم بأمر نفسه، أو أمر غيره! عبدالله
القحطاني أنماط
الحكّام كثيرة، منذ القدم.. وكل
منهم يحكم بأمر حاكم معيّن! * منهم
من يحكم بأمر الله، كما كان في
بعض الدول القديمة.. ومن ذلك، في
تاريخ أمّتنا: الحاكم بأمر الله
الفاطمي.. الذي تخلّى، لاحقاً،
عن أمر الله، وصار يحكم بأمر
نفسه، بعد أن ادّعى الألوهية!
وفي عدد من دول العالم القديم،
كان الحاكم يوصف بأنه ظِلّ الله
في الأرض! * ومنهم
من يحكم بأمر نفسه، كما هو الحال
في أكثر الدول المحكومة
بالاستبداد، من أيام الفراعنة
حتى اليوم! وهم يردّدون، على
تعاقب عصورهم، واختلاف دولهم..
قول فرعون، المعروف: (ما أريكم
إلاّ ما أرى وما أهديكم إلاّ
سبيلَ الرشاد)! وقد اتّخذ أكثر
المستبدّين، لأنفسهم، صفتين من
صفات الإله، هما : (فعّال لِما
يريد).. و(لا يُسأل عمّا يَفعل)! * ومنهم
من يحكم بأمر شعبه، مباشرة،
لأنه اختاره بالانتخاب
المباشر.. أو عن طريق حزبه، الذي
فاز بأكثرية أصوات الشعب، في
انتخابات حرّة نزيهة! * ومنهم
من يحكم بأمر حزبه، الذي فرض
نفسَه على الشعب، بقوّة السلاح،
دون انتخابات.. ثم طوّر الحاكم
طريقة حكمه، بأساليب معيّنة،
فصار يحكم الحزبَ، نفسَه،
ويتّخذه مطيّة، ليحكم، باسمه،
الشعب! * ومنهم
من يحكم بأمر إمبراطور، خارج
البلاد (كسرى.. أو قيصر)! يولّيه
على دولة ما، من دول
إمبراطوريته، أو بقعة ما:
مدينة، أو منطقة.. يمارس حكمها
بأمر الإمبراطور، الذي ينصّبه
وكيلاً له، في هذه المنطقة..
ويسمّيه ملكاً، أو والياً، أو
أميراً، أو نحو ذلك! ويرسم له
خطوطاً معيّنة، لإدارة المنطقة
التي يولّيه عليها، ويمنحه
هامشاً معيّناً، للتصرّف
والاجتهاد.. على ألاّ يخرج عن
سياسة الإمبراطور العامّة، أو
يخالف أمراً يصدره إليه.. وإلاّ،
نزع منه السلطة التي منحه
إيّاها، وولّى غيره في مكانه!
وأبرز نموذج، لهذا الطراز من
الحكّام، هو ملوك الغساسنة، في
بصرى الشام، الذين كان يعيّنهم
قياصرة الروم.. وملوك المناذرة،
في الحيرة، في العراق، الذين
كان يعيّنهم أكاسرة الفرس! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |