ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  18/12/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


شيخ الأزهر .. تطرف الاعتدال 

د . أسامة عثمان  

شيخ الازهر طنطاوي يصافح بيريس!

لا الموقف الشرعي الإسلامي، ولا الموقف الشعبي، ولا طبيعة المتصافحَيْن، ولا الظروف التي تعيشها القضية الفلسطينية وغزة تسمح بما أقدم عليه شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي من مصافحة علنية حميمة للرئيس 'الإسرائيلي' شمعون بيريس، في مؤتمر حوار الأديان الذي عقد في الأمم المتحدة .

في التاريخ الإسلامي ظلت العلاقة بين العلماء الأتقياء الصادقين والحكام محفوفة بالحذر والترفع من جانب العلماء، بالرغم من استناد الدولة حينذاك إلى المرجعية الإسلامية، لكن الدور الذي يشغله الحاكم، والسلطة التي يستند إليها ظلت حاجزا بين دنيا العلماء ومهماتهم، ودنيا الحكام ومغرياتهم .

ولا تعدم حوادث من التصادم المفضي إلى قتل العلماء، وسجنهم وتعذيبهم، كما حدث بين سعيد بن جبير والحجاج الذي قتله صبراً، وكما حدث مع الإمام أحمد والخليفة المأمون، فيما عرف بفتنة الإمام أحمد.  

وكما وقف العز بن عبد السلام الذي لم يمنعه منصب قاضي القضاة الذي كان يشغله من المضي في تنفيذ الحكم الشرعي الذي رآه يقضي ببيع المماليك وقد كانوا الأمراء الذين يعتمد عليهم الملك الصالح أيوب، ثم يتم عتقهم؛ ليصبحوا أحرارا تنفذ تصرفاتهم .  

وقد حاول الأمراء مساومة الشيخ فلم يفلحوا وأصر على بيعهم ... فرفضوا ورفعوا الأمر إلى السلطان الصالح أيوب، فراجع الشيخ في قراره فأبى، وتلفظ السلطان بكلمة أغضبت الشيخ، وفهم منها أن هذا الأمر لا يعنيه ولا يتعلق بسلطته، فانسحب الشيخ وعزل نفسه عن القضاء ... ولما علمت الأمة بالخبر خرجت الأمة وراء الشيخ العز الذي غادر القاهرة وأدرك السلطان خطورة فعلته، فركب في طلب الشيخ واسترضاه وطيَّب خاطره واستمال قلبه، وطلب منه الرجوع معه، فوافق العز على أن يتم بيع الأمراء بالمناداة عليهم .

فهل ثمة شبه بين ذاك النمط من العلماء ونمط علماء أفرطوا في ' الاعتدال' حتى أفقدوا أنفسهم ما وجدوا لأجله؟! إذ كيف لا يُستبقى لشيخ الأزهر هامش من الهيبة والاستقلالية، ويزج به في كل محفل، ويستنفد بالفتاوى والآراء المعاكسة لما يتفق عليه العامة قبل الخاصة ؟!

لعل الأرجح أن ما أقدم عليه الشيخ - دون التخفيف من مسؤوليته عنه - يندرج ضمن الإملاءات غير الخالية من السطحية، أو الخبث؛ فإما أنها لا تدرك ما يعنيه ذلك لرجل مثل شيخ الأزهر بما يمثله من قيمة اعتبارية، ومرجعية دينية لدى كثير من المسلمين السنة، في العالم كله، وليس في مصر، وحسب، أو أنه يتمنى أن يسهم هذا المشهد المعلن في تجريع النــــاس التطبيـــع مع 'إسرائيل' مهما بالغت في عدوانها، واستخفافها...

يفتح هذا الحدث باب الجدل حول مهمة العلماء الرسميين وحدودهم، هل سيقطعون كل صلة لهم بالأمة ؟ ويغدون أصداء للسياسات الرسمية التي انبتت عن أية شعبية، أو شرعية، فلا منطقة موحدة في المواقف، أو في المشاعر!!!  

وللحق فإن ثمة تفاوتا في هذا المجال بين البلدان العربية والإسلامية، حتى الآن؛ إذ ما زال علماء في بلدان عربية كالسعودية يتحرجون من المشاركة في مؤتمرات التطبيع الديني- السياسي بالرغم من كون حكومتهم هي الداعية لها، قد يكون ذلك لخصوصية الأجواء الدينية في ذلك البلد   

والخشية أن يكون شيخ الأزهر مقدمة لمشايخ آخرين يعدون تلك المصافحة وما ترمز إليه سابقة تحتذى ، لا سنة سيئة عليه وزرها ووزر من عمل بها !

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ