ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين  22/12/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تاريخ سورية - 7

فترة المخاض الوطني وقمّة التضحيات

*مؤمن محمد نديم كويفاتيه

فترة المخاض الوطني باتجاه الاستقلال هذه هي شبيهة بفترة المخاض الحالية التي يعيشها شعبنا السورية للتخلص من حالة الاستبداد والإستكبار والظلم والفساد المُنتشر حالياً في كل أنحاء سورية ، هذه الفترة الصعبة التي عمّت فيها الفوضى وقلّة المواد والاحتكارات وانتشار الفقر والفساد ألقت على عاتق رئيس الحكومة عطا الأيوبي بصلاحيات رئيس الدولة الرئيس في 25 آذار – 19 آب 1943 مسئوليات جمّة وعظيمة بعيداً عن سلطة الانتداب التي تركته يواجه الأزمة بمفرده بقصد إفشاله ، بعد الشهور الماضية من الفوضى وحالات الثورة والغليان الشعبي ضد الفرنسي المُحتل ، وتعطيل الحياة العامّة ومصالح النّاس ، ليصدر – الرئيس الأيوبي - على الفور عفواً عن المُعتقلين السياسيين وأصحاب الرأي من الوطنيين الأحرار الذي اجتمع معهم ومع ممثلي الشعب من الكتل الوطنية للتوصل إلى حلول للنهوض بالبلاد من جديد على كل الصُعد وفي كل المجالات ، مما أعطى كُل ذلك الطمأنينة في نفوس الشعب ، لتتحسن صورة الحكومة والثقة بأدائها بعد فرض سيطرتها بتعاون كل الفئات ، مما ساهم ذلك في تخفيف أزمة الخبز الصعبة وخلق أجواء هادئة تمهيداً لإجراء انتخابات كانت شرطاً من الرئيس الأسبق هاشم الأتاسي أحد رجالات الكتلة الوطنية على الفرنسيين الذي رفض منهم استلام الحكم تعييناً أو المُشاركة فيه أو العودة إليه إلا بعد إجراء الانتخابات التشريعية الحرّة ، ووفق لما ستُفرزه صناديق الاقتراع ، التي أشرف على ترتيبها وإدارتها والسهر عليها حكومة الأيوبي ، وكان التنافس فيها واضحاً بين الكتلة الوطنية بزعامة شكري القوتلي وبين الهيئة الشعبية الشهبندرية - التي كانت إلى ما قبل عودة الشهبندر النهائية تُسمى بحزب الشعب -  التي على ما يبدو تمّ معاقبتها من الشعب انتخابياً لصراعها الأهوج مع الحكومة الوطنية بين عامي ( 1936-1939 ) لأنها كانت السبب في إسقاطها الذي لم يستفيد منه إلا الفرنسي بضياع الكثير من المُكتسبات السورية ، فعُوقبت في الانتخابات التي فازت فيها الكتلة الوطنية فوزاً ساحقاً إضافة إلى فوز عدد من عدد من المُستقلين ورجال الأعمال وزعماء العشائر والأحياء التي نسقت مع الزعيم شكري القوتلي الذي نال أغلبية 118 صوت من أصل 120 لمنصب الرئاسة في 17 آب 1943،  ليخوض هذا الرجل الشريف الوطني الغيور المؤمن بقضيته أشرس معارك التحرر والصمود لنيل الاستقلال ، بعدما أنفق من ماله الكثير على العمل الوطني إلى حد التبذير وضياع الأملاك  لجمع القلوب وفيما يخدم النضال من أجل التحرير .

 

 

 

هذا الرجل الذي نذر نفسه لربه وقضية شعبه ، ووضع نصب عينيه الانتصار ولا بديل عنه ، وتجلّى ذلك بأبهى صوره عندما بدأت فرنسا الديغولية تتنصل من وعودها بعد التقاط أنفاسها إثر تقهقر قوّات المحور – المانيا وإيطاليا - وانحسار حكومة فيشي في فرنسا على يد الحلفاء بمنح سورية كامل الاستقلال لربطها بمعاهدة تضمن لها الاحتفاظ بالقواعد العسكرية وبعلاقات ثقافية ومالية اقتصادية كاملة وهو ما رفضه الرئيس القوتلي ونوّاب الشعب الذين دعوا الجماهير إلى مُساندتهم فهبّوا عن بكرة أبيهم من كل أنحاء سورية يُلبون الواجب الوطني ، فعمّ الإضراب في القطر السوري بأجمعه وارتدى الطلاب والأساتذة والجامعات ومُمثلي الشعب لباس الدرك لتنظيم الصفوف والتهيئة للهجوم على القوات الفرنسية الذين كسبوا الكثير من أسلحتهم ومُقاومة هذا الاحتلال والوقوف في وجه أطماعه ، مما تسبب بردة فعل فرنسية التي تتمركز مُعظم قواتهم في دمشق بقصفها بنيران المدفعية الثقيلة والطيران ، كما قُصفت حماة السورية في شباط 1982 وبقية المُدن السورية التي دُمرت وأُحرقت ، وذهب ضحية ذلك عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء نتيجة الثورة على الطغيان والاستبداد ، والتي لم تُكتمل حينها لعدم نضوج الوعي الوطني عند الكثير من فصائل المُعارضة التي جلست تنظر إلى ما يجري دون أن تُحرك ساكنا ، بعدما أوهمها النظام بحسن نواياه وأن المُستهدف هم الرجعيين وليس الوطن كما صوّر لهم ، وكما هم لم يثوروا بفعل المُكايدات السياسية ، وفي ظل التباعد بين الأفرقاء ، مما مهد للنظام فيما بعد من التهام القوى واحداً تلوى الآخر لينطبق عليهم القول " أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض "

 

 وهو نفس الخطأ الذي وقع فيه الوطنيين عام 1938 عندما تشاغلوا عن الاحتلال بأنفسهم ، لكنهم في هذه المرّة كانوا مُصممين على تحقيق النصر المؤزر على العدو ، وكان أول ما قُصف في دمشق يوم 29ايّار 1945 مقر البرلمان مُمثلي الشعب ،الذي استمر لأيام وجرت على أعتابه مذبحة قُتل فيها جميع حامية المجلس ومُثل بجثثهم ، كما مُثل بجثث أهلنا في حماة على يد هذا النظام الحالي ، وكان الرئيس القائد شكري القوتلي الذي حاول الفرنسيين إخافته بنسف البيت بمن فيه من عائلته لإرغامه على توقيع مُعاهدتهم  مريضاً في الفراش تنزف معدته من القرحة وهو ينظر من نافذة غرفته إلى دمشق وهي تحترق ، وقال حينها قولته المشهورة مُتحدياً " إنني أنتظر من يحملني إلى مجلس النواب كي أموت مع هؤلاء الأبطال الرجال الذين يذودون بأرواحهم دفاعاً عن حُرمة البلاد وكرامتها فألقى ربّي راضياً مرضياً ، وذلك خير من عقد هدنة أو استسلام للمُعتدين"، وكانت جُملة الضحايا في الهجوم على دمشق 616 شهيد و2072 جريح مما أثار الرأي العام العالمي بسبب وحدة القرار الوطني وتعاطف الدول العربية مع مُكونات الشعب السوري المُتحدة ، ومما أوجد ردة فعل وطنية تجاوزت فيه مرحلة الحديث عن مُفاوضات ، بل صار الحديث فيه فقط في جلاء القوات الفرنسية عن سورية لا غير ذلك ودون قيد أو شرط ، في نفس الوقت الذي سقط فيه عشرات الآلاف في المُدن السورية بداية الثمانينات ، والمئات الإضافية إلى يومنا هذا ولم يُستغل كُلّ ذلك وأيضا لم يتحرك الضمير العالمي بسبب الخلاف إلا مؤخراً بفضل التلاقي الذي حصل والتلاحم الذي وُجد بين أطياف المُعارضة ، وشعور الجميع بهذا الخطر الحقيقي الذي يتهددهم  جميعاً  ويتهدد الوطن بفعل حالة الاستبداد الموجودة والكاتمة على صدور الشعب وإمكانياته وطُموحاته ، حتّى صارت بلادنا على حافة الهاوية في العديد من المرّات ، ولا زال وطننا مُهدداً بفعل السياسات التعسفية والفساد وما وصل إليه الشعب من حالة الجوع والقهر بما لم تشهده سورية طوال تاريخها القديم والحديث

 

وللحقيقة أقول : بأنّ القائد الرئيس القوتلي أدرك بأنّه لن ينفع سورية أي تحالفات أو مُعاهدات مع الاستعمار أو مُماطلات كانت قد جُربت في السابق ، وتمّ التعاقد عليها مع الفرنسيين الذين كانوا سُرعان ما ينقضوها مع أي ظرف مُغاير ، وأدرك القوتلي أنّ الدول والنّاس لا تحترم إلا القوي ، وأنّ القوي لا يكون كذلك بمفرده بل عبر اتحاد مجموعات المُكونة للمجتمع الوطنية ، وعبر اجتماع الكلمة التي تلتف حولها الجماهير فيسهل عليها التغلب على الخصم والوصول لغاياتها المنشودة كما هم استحقوا شرف تحرير الأرض السورية واستقلال سورية بفضل تضحياتهم وتفانيهم وإصرارهم للوصول إلى الأهداف ، وكذلك نحن لن نتحرر من حالة الاستبداد الجاثمة على صدور شعبنا إلا عبر توحيد الكلمة ، والتوجه إلى الشعب بخطاب واحد ، ومن ثُمّ التوجه إلى الدول لدعم المطالب المشروعة في التحرر من ربقة الظلم والاستعباد والحالة الاستبدادية 

 

مواضيع مُتعلقة :

شكري القوتلي : الكثير من مقاطعه نقلاً عن موقع الشرق العربي للدراسات الحضارية والإستراتيجية

هو شكري بن محمود بن عبد الغني القوتلي. ولد في دمشق عام  1891 من عائلة عربية عريقة نزحت اليها من العراق منذ سبعمائة عام ، تلقى علومه الابتدائية في مدرسة الآباء العيزرية بدمشق. وفي عامه الحادي عشر انتسب إلى مدرسة عنبر ليتم دراسته الثانوية، أكمل تعليمه في الكلية الشاهانية بالأستانة وتخرج منها يحمل الليسانس في العلوم السياسية عام 1912.

التقى بالأمير فيصل بن الشريف حسين سنة 1915 بدمشق وتوطدت الصداقة بينهما وانضم الى الجمعية العربية – الفتاة – واتفق مع أعضائها على العمل المُشترك لاستقلال البلاد العربية عن تركيا التي باتت تحكمها جمعية تركيا الفتاة ذات القومية الطولونية المُتطرفة التي عملت بكل تعصب على تتريك العناصر العثمانية ليضعوا فيما بعد أُسس الثورة العربية وحدود الأقطار العربية التي ينبغي أن يشملها الإستقلال ، وشكّل العلم العربي وألوانه ، وهو العلم الذي رفعته سورية يوم أن أعلنت استقلالها في 8 آذار 1920 ( وكان مُقرراً في ذلك الحين أن يتخذ كل قطر عربي استقل بعد سورية العلم نفسه ، وويضاف اليه نجمة تُمثله ، فالدولة العربية الثانية التي تستقل بعد سورية يكون علمها نجمتان والثالثة ثلاثة نجوم وهكذا ...)

 

اعتقله الأتراك لانتمائه الى الجمعية العربية الفتاة في عام 1915 بأمر من باشا السفاح ، ثُم أُطلق سراحه ، ولكنهم عادوا واعتقلوه ثانية مع رفاقه بعد الوشاية عليهم في الحرب العالمية الأولى عقب الانتهاء من مجزرة المجلس العسكري العثماني ببلدة عالية، فاعتقل وزج به في سجن (خان الباشا) بدمشق، وهدد بالتعذيب، فخشي أن يبدر منه في حالة الإغماء ما يقضي عليه وعلى أخوته في جمعية الفتاة، فحاول الانتحار بقطع شريان يده، وكتب رسالة بدمه وجهها إلى جمال باشا السفاح يحذره فيها من مغبة الظلم، وغاب عن وعيه فنقل للمعالجة، ثُمّ بعد ذلك غيّر الأتراك سياستهم بعد نشوب الثورة العربية الكبرى ، فأفرجوا عن جميع المُعتقلين السياسيين وكان شكري القوتلي منهم وبهذا نجا من المحاكمة. والتقارير عن بطولة القوتلي رفعته إلى دائرة الأضواء كبطل قومي، وفي عام 1918 أسس مع بعض أصدقائه حزب الاستقلال العربي.

كلفه الملك فيصل بتشكيل ولاية دمشق، ولما احتل الفرنسيون سورية كان اسمه في قائمة المحكوم عليه بالإعدام لما تميز به القوتلي عن رفاقه بالدعوة الى مقاومة الخضوع للأجنبي مهما يكن شكل هذا الخضوع ، ولكن المؤامرة على استقلال سورية بين الدول العظمى المُنتصرة كانت أقوى من أن تُقاوم في ذلك الحين ، فوقعت معركة ميسلون في 24 تموز عام 1920 وضاع الإستقلال .ونزح أحرار سورية الى مصر ومنهم القوتلي الذي نزح إلى القاهرة ثم الى حيفا، وبقي أربعة أعوام يتنقل بين فلسطين ومصر وأوروبا يدعو للقضية السورية. ليعود إلى دمشق هو ورفاقه عام 1924 بعد اسقاط الحكم عليهم  ، ولما نشبت الثورة السورية ضد الفرنسيين عام 1925 التحق بها فصدر عليه حكم الإعدام من جديد .

عاد إلى دمشق سنة 1930 بعد سقوط حكم الإعدام عنه، واشترك في المؤتمر العربي القومي الذي عُقد في القدس في كانون الأول 1931 ووقع على الميثاق التاريخي، وفي عام 1932 كان أحد الأعضاء المؤسسين للكتلة الوطنية التي تحولت فيما بعد إلى الحزب الوطني المنادي باستقلال سورية كهدف أساسي له.

أثناء وجود الوفد المفاوض في باريس تولى القوتلي إدارة مكتب الكتلة الوطنية، والذي أسفر عن توقيع مُعاهدة أدّت الى الدعوة الى انتخاب مجلس النواب السوري عام 1936 وكان القوتلي من أعضائه، ثم تولى في أول حكومة وطنية وزارتي المالية والدفاع، وفي أثناء غيابه في السعودية عقد جميل مردم بك رئيس الوزراء اتفاقيتي البنك السوري والبترول مع فرنسا، وكذلك مساعي جميل مردم بك لدى وكيل وزارة الخارجية الفرنسية والتي انتهت بإعطاء الحكومة الفرنسية ضمانات باحترام حقوق الأقليات، وقبول الخبراء الفرنسيين، ومتابعة سياسة التعاون بين البلدين السوري والفرنسي. لكن الوزراء والنواب اعترضوا على هذه الاتفاقية، وكان أشدهم نقمة شكري القوتلي فاستقال من الوزارة في 22/3/1938 احتجاجاً، واكتفى بالنيابة، وفي العام نفسه انتخب نائباً لرئيس مجلس النواب.

عام 1941 انتخب القوتلي زعيماً للكتلة الوطنية خلفاً للمرحوم إبراهيم هنانو، فأعاد تنظيم صفوفها بعد أن لجأ زعماؤها إلى العراق بعد اتهامهم بمقتل عبد الرحمن الشهبندر، وقد ألصقت هذه التهمة بالوطنيين وكان ذلك في تموز عام 1940، أما القوتلي فلجأ إلى حماية قنصل السعودية في دمشق والذي تربطه صلات وثيقة بالفرنسيين فتدخل لديهم باسم الملك عبد العزيز، وحقق مع القوتلي وثبتت براءته والوطنيين بعد اعتراف قاتل الشهبندر بالجريمة ، ليستمر في نضاله الذي أسفر ب 8 حزيران 1942 عن إعلان الفرنسيين عن استقلال سورية على لسان الجنرال كاترو مُمثل ديغول

وعلى أثر دخول الديغوليين سورية في الحرب العالمية الثانية، كان القوتلي السياسي الأكثر شعبية، وبعد وفاة تاج الدين الحسني رئيس الجمهورية بالتعيين، قاد القوتلي معركة الانتخابات بقائمة موحدة في سائر البلاد، وبالتئام مجلس النواب انتخب رئيساً للجمهورية بالإجماع في 17/8/1943، وهو أول زعيم وطني تولى رئاسة الجمهورية السورية بالإجماع .

ازدهرت سورية في أيام القوتلي، كما قاد التحرك السياسي في فترة الاستقلال من 1943 ولغاية الجلاء الذي كُتب على يديه عام 1946، والتي تميزت بالنشاط السياسي السوري في الحقل العربي، وقد تمحور هذا النشاط حول ثلاثة مواضيع:-

1ـ دعم استقلال سوريا التام أي ضمان جلاء الجيوش الأجنبية عن أراضيها.

2ـ العمل من أجل قضية الوحدة العربية (الجامعة العربية) خاصة بعد إعلان الأمير عبد الله أمير شرق الأردن مشروع سوريا الكبرى.

3ـ العمل من أجل قضية فلسطين.

بعد انقلاب حسني الزعيم انتقل القوتلي إلى مصر، واستقر في الإسكندرية، وتغيرت الأوضاع في سورية مع مرور الأيام، فعاد إلى دمشق وانتخب رئيساً للجمهورية عام 1955 للمرة الثالثة.

في عام 1958 قصد مصر على رأس وفد من سورية، فاتفق مع رئيس الجمهورية الرئيس جمال عبد الناصر على توحيد القطرين وتسميتهما (الجمهورية العربية المتحدة)، وتنازل عن منصبه لصالح الوحدة، وانتخب عبد الناصر رئيساً لها، وقد أُطلق عليه لذلك لقب المواطن العربي الأول. تنقل بعد قيام الوحدة بين سوريا ومصر وأوروبا، وعندما وقع انقلاب الانفصال في 28 أيلول1961 كان في جنيف، فعاد إلى دمشق بطلب من حكومة الانفصال، وبقي في دمشق حتى انقلاب 8 آذار1963 حيث غادرها إلى جنيف وبعد عام انتقل إلى بيروت واستقر بها. واشتدت عليه القرحة التي كان مصاباً بها إلى أن توفي في (30 حزيران1967)، فنقل جثمانه إلى دمشق حيث دفن في مقبرة الباب الصغير.

كان ما ألقاه من الخطب الرسمية قد جمع أيام رئاسته الثانية في كتاب (مجموعة خطب الرئيس شكري القوتلي). كما عمل مدة في تدوين مذكراته، لكن لا علم بما حل بها.

------------

تاريخ العلم السوري

 

تغير العلم السوري عدة مرات خلال القرن العشرين، إلا أن ألوانه: الأبيض و الأحمر و الأسود و الأخضر لم تتغير. وهي الألوان المعتمدة في أعلام دول عربية كثيرة. و هي ألوان علم الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين عام 1916 و اشتقها من التاريخ العربي الإسلامي: فالأخضر يرمز إلى الخلفاء الراشدين و الأبيض يرمز إلى الأمويين، والأسود إلى العباسيين ، والأحمر إلى النضال العربي ودماء الشهداء على مر العصور.

 

عطا الأيوبي : ترجمته في مقالتي  " تاريخ سورية 6 فترة اللاعودة إلى الوراء وباتجاه الاستقلال الحقيقي "

 

هاشم الأتاسي : ترجمته في مقالتي " تاريخ سورية 5 فترة الانتكاسة الوطنية وإعادة الصحوة وضياع اسكندر ون "

 

حالة الاستبداد أخطر من الاستعمار وهما وجهان لعملة واحدة

الاستبداد هو حالة معروفة لدى الكثيرين من الشعوب ، وهي طبيعة أزلية لكل حاكم فاشل يُريد أن يُغطّي عجزه عبر فرض إرادته وقناعته للبقاء والاستمرار هذا إن كان قرار وجوده من ذاته ، وهي في الغالب في عصرنا الحاضر مسنودة في بقاءها الى الاستعمار كونها خير وسيلةٍ للحفاظ على مصالح الاستعمار المُضرة بمصالح الشعوب ، وهذا الاستعمار الذي جرّب الاحتلال والاستيطان لمص خيرات الأوطان ، عبر تعيينه لمندوبين ساميين من قِبله أو حُكام مُباشرين يُديرون حُكّام محليين كما جرى في سورية عند الاحتلال الفرنسي ، ولكن هذه الطريقة كانت مُكلفة بالنسبة للدول الاستعمارية التي دفعت أثمان تجربتها تلك الكثير الكثير من أبناءها وأموالها لتعود في النهاية خائبة وهائمةً على وجهها ، لترضخ في النهاية أمام إرادة الجماهير الحرّة في التحرر ونيل استقلالها وحريتها ، بعد تولي حكومات وطنية مشت مع نبض الشارع وحققت الكثير من الانتصارات ، حتّى أن فرنساً مثلاً لم تستطع أن تُجبر الرئيس  المُنتخب ديمقراطياً شكري القوتلي على توقيع مُعاهدة تضمن لها بعض الوجود والنفوذ في بلادنا ، الذي – القوتلي - وقف إلى جانبة أعضاء البرلمان السوري المُنتخب والجماهير الشعبية رغم ما فعله الاستعمار من مجازر ذهب ضحيتها الآلاف وقصفه للعاصمة دمشق ، للضغط على الحُكّام المُنتخبين ، وكان من أشهر  مجازر الفرنسيين  للبرلمان السوري في نهاية أيّار 1945 ، دون أن يوهن ذلك من العزيمة شيئاً في التحرر وفرض الإرادة الوطنية التي أوصلت البلاد إلى الاستقلال في 17 نيسان 1946 ، لتتعاقب بعد ذلك حكومات وطنية مُتعددة وكانت جميعها عصيّة على الاستعمار ولا تخضع إلا لإرادة الشعب ، بل وكانت تتماهى في إرضاء رغبات الشعب وتوجهاته وتطلعاته الذي به كانت تُحقق المُعجزات ، وفي حال المُخالفة كانت تُزال بإرادة الجماهير.

ـــــــــــــ

*سوري في اليمن

mnq62@hotmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ