ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  23/12/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الصحافي الحافي والفقيد المحامي

بدرالدين حسن قربي

مع كل الفرح والسرور الذي ساد قطاعات عريضة من جماهير الناس في مشارق بلاد العرب ومغاربها في الأسبوع الماضي بما فعله المنتظر الزيدي والهوسة الإعلامية التي كانت بين رافضي ثقافة الأحذية وبين من فاض سروراً وحبوراً بفعلته رامياً فردتي حذائه اليمين واليسار الاثنتين حيث أنه بطريقةٍ ما فشّ غِلّ ملايين كثيرة من الناس.  ولكن ما جمع بين المؤيدين والرافضين أن كلاً منهم في باله رئيس تمنّى لو أنه كان المضروب ولو بإحدى فردتين.

يلفت النظر في ردود الفعل على الحدث الحذائي العالمي العربي ماكان من آلاف التعليقات والنكات التي انطلقت أو أطلقت تعقيباً وسخرية وضحكاً على ماكان بين الرامي الذي بات قيد الحجز والحبس، والمرمي الذي بدا في وقتها مع كل الحرج أشبه مايكون بحارس مرمى حاضر البديهة ومتماسكاً، والحذاء المرمى بينهما وهو أداة الاعتداء التي أُتلفت وفوتت على الحالمين باقتنائها أحلامهم.

وعلى الرغم أن الزيدي لم يتم قتله فوراً كالعادة وإنما اعتقاله، فإن التصريحات الرسمية العراقية تؤكد أن الحكومة لن تسامح هذا الصحافي ( اللي صار حافي ) على الرغم من اعتذاره وطلبه العفو على ذمتهم. أما الرئيس بوش فأكد بسرعة جوابه بداهةً قال فيها: هذا الشخص يريد لفت الإنتباه له، ويريد الاحتجاج وهذه طريقة معهودة في المجتمعات الديمقراطية.  ويؤكد هذا المعنى ماكان من مظاهرة أمام البيت الأبيض لعدد من الأمريكيين المناهضين لسياسة بوش ومعهم كمية كبيرة من الأحذية القديمة التي تداولوا على رميها في وجه دمية تمثل الرئيس الاميركي ولم يعترضهم أحد، وما كان أيضاً من خروج مظاهرات مثلها في أماكن مختلفة من العالم حاملة الأحذية الضاربة لشيء ما، ولو على شكل دمى (لاتهش ولاتنش). 

مايعنينا هنا الاحتفاء السوري الذي تجلى بشكل استثنائي لهذا الحدث الاستثنائي في اجتماع استثنائي للمجلس المركزي لنقابة محامي سورية في اجتماع استثنائي عقده عن تشكيل لجنة لمتابعة محاكمة الصحافي الحافي والدفاع عنه أمام المحاكم العراقية برئاسة نقيبه وليد التش.  والأهم من كل ماسبق مطالبة المجلس جميع المنظمات والهيئات الرسمية والشعبية العربية والدولية ومنظمات حقوق الانسان ونقابات المحامين في الوطن العربي والعالم بالوقوف والتضامن مع الصحافي الحافي لتأمين محاكمة عادلة له واطلاق سراحه والحفاظ على حياته، يعني بالمشربحي سيشقلبون الدنيا بهذه المناسبة نخوةً ودفاعاً عن الصحافي المعتقل.

نعم.. لقد كانت ردود الفعل كثيرة ومثيرة ومابينهما ضحك وإضحاك ولكن رد فعل نقابة المحامين كان للأمانة مختلفاً نتمنى فيه دائماً أن يكون موقفاً فيه نش وهش، ولاسيما أن نقيبها هو وليد التش.

قبيل شهرين بالتمام والكمال من حادثة الصحافي الحافي قُتل سامي معتوق المحامي في بلدة المشيرفة الحمصية السورية خلال عملية إرهابية رسمية، وذلك عندما ظهرت من باطن الأرض سيارة بيك آب نوع شيفروليه حمراء اللون منصوب فوقها مدفع رشاش آلي متوسط فجأة، وعلى طريقة الرامبو الواثق الخطوة قام من فيها بإطلاق النار الكثيف من مدفعهم وبنادقهم (وليس أحذيةً أو شيئاً من هذا) على أشخاص مدنيين عزْلٍ بلباس الراحة متواجدين داخل وأمام بقالة القرية يشربون الكولا ويتبادلون الأحاديث، وعلى طريقة عصابات المافيا المدعومة والمسنودة ممن لاتخاف في القتل والترويع لومة لائم، نفّذ من نفّذ جريمته وبقلبٍ بارد فقتل اثنين أحدهما المحامي سـامي عضو النقابة التي اجتمعت استثنائياً بعد أن هيجتها ثورة الحذاء التي عمت المنطقة ولم يهيجها دم أحد أعضائها يهراق إجراماً وإرهاباً، لتجتمع استثنائياً من أجله ودفاعاً عن دمه وحقه، وربما تنتظر دور انعقادٍ عادي لبحث الأمر.

مضى شهران كاملان مكمّلين على الجريمة، لم تعاين الجهات الرسمية بعدُ موقعها كما لم تحقق فيها، ولم يصدر بيان رسمي واحد عن جهة رسمية، في نفس الوقت الذي لم يكن فيه للنقابة همس أو حس أو هش أونش ولو سطرين مدافعين عن دم الفقيد يكسرون فيه جدران الصمت في جريمة قتلٍ مريبة لأحد زملائهم، الفاعلون فيها محفوظون ومحصّنون بحصن حصين من مراسيم وقوانين إضافة إلى سكوت النقابة العتيدة ومجلسها الموقر الذي أهاجه حذاء ولكن لم يتحرك فيه الدم لقتل زميلهم.  ومن ثمّ نتمنّى على النقابة نقيباً ومجلساً ألا يشغلوا أنفسهم بقضية تهيأ لها محامون آخرون من أقطار أخرى بالعشرات، وليتفرغوا لعمل شيءٍ تجاه زميلهم الفقيد في محاسبة الفاعلين والإرهابيين لأنها قضية تخصهم ومسؤولية تعنيهم ولن يتصدى لها محامون من أقطار أخرى كما في قضية الصحافي الحافي.

*******

لطمأنة كل القلقين على صحة الصحفي الزيدي ومشغولي البال، أكد المالكي مؤخراً في معرض حديثه مع نخبة من الصحافيين العراقيين أن الزيدي في صحة جيدة، وأنه منذ اليوم الأول لاعتقاله لم ينم ليلتها إلا بعد أن تأكد أن الزيدي بخير، وتم توفير الطعام والملابس والفراش له.  اللافت في كلام المالكي أنه تمّ تأمين كل شيء للزيدي إلا الحذاء ويبدو أنه سيخرج من السجن كما دخله حافياً.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ