ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
صبيان
دايتون , ومخاطر العبث احمد
الفلو* لقد كان
وصول الجنرال الأمريكي دايتون
المشئوم من واشنطن بوظيفة
منسِّق أمني مع السلطة بداية
لنكرار التجربة الأمريكية عام
1955م في فيتنام عندما دعمت نظام
سايغون العميل لواشنطن ضد ثوار
الفيتكونغ , ففي وقت تزامن
تماماً و بدقّة مع النجاح
الشعبي الكاسح لحركة المقاومة
الإسلامية حماس في انتخابات
المجلس التشريعي و الذي ترافق
مع تردّي شعبية حركة فتح و سقوط
جبهات و أحزاب اليسار أصحاب
نظرية الاستسلامقاومة الذين
سال لعابهم
عندما اشتمّوا رائحة
الدولارات التي خصصها الجنرال
الأميركي كيث دايتون لتنفيذ
مخططه, وهو يشرف منذ مدة على
تدريب قوات الأمن الوطني
التابعة للسلطة الفلسطينية في
معسكرات خاصة في الأردن لتدريب
المجندين الجدد, وقد وصفهم
بأنهم الآن أكثر قدرة للعمل في
الميدان من أي وقت مضى ، وأن هذه
القوات لعبت دوراً قوياً في عدم
توجيه السلاح مرة أخرى ناحية
إسرائيل, وأضاف دايتون لجريدة
الجيروزاليم بوست "إن تركيز
هذه القوات يجب أن يكون منصبّاً
تماماً على العناصر الخارجة على
القانون داخل المجتمع
الفلسطيني" ويقصد بذلك
المقاومين . ولاشك
أن لهذا الكلام مدلولات خطيرة
ربما كان أحدها أن الإدارة
الأمريكية رغم عملية الحسم
العسكري التي قامت بها حركة
حماس في قطاع غزة في 16/6/2007, و بعد
أن فشلت كل مراهنات الجنرال
دايتون من فوق ظهور مطاياه
الأوسلويين فإنه مازال يحاول
ترتيب صفوف أزلامه المهزومين
خاصة و أنه الحاكم الفعلي
للمناطق الخاضعة لسلطة رام الله
, أما ثاني هذه المدلولات فهو
الهلع الذي أصاب الصهاينة ومعهم
الإدارة الأمريكية من تنامي
شعبية حركة حماس و قوتها
الجماهيرية على الصعيد الوطني
الفلسطيني من جهة , وتعاظم دورها
الإقليمي و الإسلامي في مواجهة
الهيمنة الصهيونية و الأمريكية
على العالم الإسلامي قاطبة ,
وهذا ما يفسِّر الإنفاق المالي
الأمريكي الهائل على برنامج
دايتون و كذلك استنفار جميع
طاقات أنظمة الحكم في الدول
العربية والإسلامية و تسخير
العديد من الهيئات و الشخصيات
العربية و الدولية المأجورة من
أجل تشديد الحصار على غزة و
إطلاق ألسنة
العديد من الزعماء و
الوزراء و المشائخ و الصحفيين
ضد حماس, و نحن هنا لا نبالغ أو
نقوم بإطراء لحركة حماس بل إننا
نوضح حقائق تدكُّ الأرض وتهزها
بعنف, و لولا الرعب الذي ألقاه
الله في قلوب هؤلاء المتصهينين
لما كان كل هذا الحشد الذي نراه
اليوم ضد غزة . ويبدو
أن دايتون قام باستغلال أصابة
عباس وجماعته بجائحة الأزمة
المالية العالمية و تضررت
بسببها مصالحهم المالية و
ثرواتهم و استثماراتهم كل منهم
حسب مستواه المعيشي و موقعه
الوظيفي في السلطة, مما جعلهم
الآن و أكثر من أي وقت مضى
متشبثون بمراكزهم و وظائفهم في
السلطة من منصب الرئاسة وحتى
أصغر عنصر في الشرطة مروراً
بالهيئات واللجان والمجالس
بأنواعها مركزي و ثوري و تنفيذي
و وطني , و جميع هؤلاء مستعدون
لممارسة أي من الرقصات و
الألعاب و هزّ الوسط التي دربهم
عليها الجنرال دايتون على
المسرح السياسي أو الأمني , و هم
يتصرفون على أن السلطة و
هيئاتها قد تم تفصيلها وتشكيلها
على مقاساتهم الشخصية و هي ملك
لهم و مصدر تكسُّبهم وليس لأي
فلسطيني أن يقترب منها . و من
المؤكد أن التهيئة النفسية و
الإعداد التعبوي الذي خضع له
عناصر الأمن الدايتوني , كان
مدروساً ومخططاً بعناية و قد
استُخدمت فيه طرق علمية حديثة و
فعّالة تمكَّنت من غسل أدمغة
هؤلاء المتدربين و جعل ولاءهم
التام لخدمة دولة إسرائيل و
اعتبار المقاومة الفلسطينية من
أعمال الإرهاب الذي يجب القضاء
عليه , وهذه سابقة خطيرة في
تاريخ القضية الفلسطينية حيث
تحولت رام الله من خلال الدعم
الإسرائيلي الأمريكي إلى وضع
شبيه بسايغون و نظامها المدعوم
أمريكياً إبان الحرب
الفيتنامية و مما شجع هذا
التوجه الخطير ثلاثة عوامل
أولها الانفصال الجغرافي ما بين
الضفة والقطاع مما هيّأ لجماعة
أوسلو و أتباعها المتعاونين مع
الاحتلال الأرضية الملائمة
لتنفيذ إملاءات دايتون, و
ثانيها وجود رئيس للسلطة في
الضفة الغربية منخرط كلّيةً
لتنفيذ جميع مستلزمات خطة
دايتون حتى لو أدى ذلك إلى إبادة
و ذبح ثلاثة أرباع الشعب
الفلسطيني و تقسيمه مناطقياً ,
أما ثالث هذه العوامل فهو دعم
العديد من الأنظمة العربية
المطلق لمحمود عباس و مساندته
الفعلية في تنفيذ الانقسام
الداخلي الفلسطيني من جهة
وبالمشاركة الفعلية في تجويع
قطاع غزة بهدف إسقاط حركة
المقاومة . ـــــــــــ *كاتب
فلسطيني ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |