ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد  28/12/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


غـزة

القلعة الاخيرة ، فى معركة الاعتراف باسرائيل

بقلم /  محمد سيف الدولة

* منذ عام 1947 ، والمعركة مستعرة بيننا وبين الصهاينة ومن ورائهم امريكا وشرعيتها الدولية حول مشروعية دولة اسرائيل ، مشروعية الاغتصاب الصهيونى للارض العربية .

* كانت بداياتنا مبدئية ، اذ وقفنا صفا واحدا شعوبا وحكومات فى مواجهة قرار التقسيم رقم 181 لعام 1947 ، بل وشاركنا فى حرب 1948 دفاعا عن فلسطين ، ورغم هزيمتنا بسبب احتلال اقطارنا وتبعيتها ، الا اننا تمسكنا بموقنا المبدئى الرافض للاعتراف باسرائيل

* واستمر صمودنا رغم الضغوط الدولية وعدوانى 1956 و 1967

* وظهرت اول ثغرة فى صفوفنا بقبولنا القرار 242 بعد عدوان 1967 والذى ينص على حق اسرائيل فى الوجود مقابل الانسحاب من اراض تم احتلالها عام 67 ، ولكننا لم نتوقف كثيرا حينذاك بسبب مقررات مؤتمر القمة العربية بالخرطوم الذى رفع شعار اللاءات الثلاثة : لا صلح ، لا تفاوض ، لا اعتراف . وبسبب انشغالنا فى الاعداد للحرب

* ولكن الضربة القاسمة الاولى للامة العربية ، تمت بعد حرب 1973 عندما اعترف السادات باسرائيل ، تحت التهديد والرعاية الامريكيين ، وذلك بموجب اتفاقيات كامب ديفيد

* تلا ذلك اخراج القوات الفلسطينية من لبنان عام 1982 فى ظل العدوان الصهيونى ، وبدات عملية ترويض للقيادة الفلسطينية المنفية فى تونس ، وتسويتها على نار هادئة ، الى ان انهارت مقاومتها وبدات سلسلة من التنازلات انتهت باتفاقية اوسلو 1993 والتى اعترفت فيها م.ت.ف بحق اسرائيل فى الوجود وتنازلت عن فلسطين 1948

* ثم الاتفاقية الاسرائيلية الاردنية ، وادى عربة ، عام 1994

* واخيرا انهارت مقاومة النظام الرسمى العربى ممثلا فى جامعته العربية امام الضغط الامريكى بعد احداث 11 سبتمبر 2001 ، وذلك باصداره لمبادرة السلام العربية عام 2002 التى تقر بحق اسرائيل فى الوجود ،  وقبوله التطبيع معها ان هى انسحبت الى حدود 1967

* وبذلك لم يتبقى من العرب الذين رفضوا قرار التقسيم عام 1947، الا الشعب العربى الاعزل المحجوب عن فلسطين ، وقوة وحيدة فى الارض المحتلة لا تزال تحمل السلاح وتقاوم هى " غزة "

* انها القلعة الاخيرة فى معركة الاعتراف باسرائيل . ان انهارت لاقدر الله ، سيكون علينا ان ننتظر عقودا طويلة قبل ان نربى جيلا جديدا داخل الارض المحتلة يرفض مشروعية اسرائيل ويعيد الاعتبار لمعركة التحرير والمقاومة

 

ولكن ما معنى الاعتراف باسرائيل ؟؟

* انه يعنى الاعتراف " بمشروعية" الدولة الاسرائيلية  ، بمشروعية الاغتصاب الصهيونى لفلسطين ، والاعتراف بصحة الاساطير الصهيونية حول الامة اليهودية والشعب اليهودى وحقه التاريخى فى ارض الميعاد

* وهو ما يعنى التسليم بالعقيدة الصهيونية فى الصراع وبالتالى تبنى رؤية عدونا فى صراعنا معه ، انها الهزيمة العربية الكبرى التى يحلم بها الصهاينة منذ قرن من الزمان

* وهو يعنى الاعتراف بان الحركة الصهيونية حركة تحرر وطنى نجحت عام 1948 فى تحرير وطنها المغتصب من الاستعمار العربى الاسلامى والتى يحتفلون بذكراها كل عام فى عيد يطلقون عليه "عيد  الاستقلال  ".

* واذا كان هذا صحيحا ـ وهو ليس كذلك ـ فان الضفة الغربية وغزة ، هى الاخرى ، وبذات المنطق ، ارض يهودية مما يستوجب تحريرها عاجلا ام آجلا من الاحتلال العربى لها

* وسيكون وبالقياس وجودنا نحن ايضا هنا فى مصر وجودا غير مشروعا ، فنحن نمثل احتلالا عربيا اسلاميا لاراضى الغير

* وسيعطى الاعتراف ضوءا اخضر لكل القوى الطائفية فى المنطقة بالسعى لتكرار وتقليد التجربة الصهيونية ، وانشاء دولا محررة من الاحتلال العربى ، دولا كردية وشيعية وسنية وزنجية وقبطية ..الخ

* ان الاعتراف باسرائيل فى حقيقته هو عملية انتحار جماعى ، بموجبه تقرر الامة العربية الانتحار وتعترف بان وجودها على هذه الارض هو وجود باطل وغير مشروع على امتداد 14 قرن

* ليس ذلك فقط بل ان الاعتراف بشرعية اسرائيل يعطيها كل الحق فى كل ما تفعله دفاعا عن وجودها وامنها القومى

* فكل من لا يعترف بها يمثل تهديدا لهذا الامن ، عليها ان تطارده وتصفيه اغتيالا او اعتقالا او نفيا او حصارا

* وتكون المقاومة الفلسطينية بالفعل ارهابا

* ويكون الارهاب الصهيونى هو دفاعا مشروعا عن النفس

* ان الاعتراف فى النهاية هو جريمة تاريخية وعملية انتحار مجنونة ، ناهيك عن كونه استسلاما للعدو

* كما ان التنازل عن الاوطان ليس من صلاحيات احد ، حتى الشعوب نفسها ، فالاوطان ملكا جماعيا مشتركا لكل الاجيال الراحلة والحالية والقادمة . وليس للجيل الحالى بكامله ، الا حق الانتفاع بالوطن فقط ، فليس من حقه التنازل او التفريط او التصرف فيه

* ان هناك 50 جيلا قبلنا ناضل وقاتل واستشهد لكى تكون هذه الارض لنا

* فلسنا نحن الذى جلبناها لانفسنا لكى نملك حق التخلى عنها

* من هنا تكون المهمة الوطنية الملحة  للشعب العربى فى كل مكان هى حماية القلعة الاخيرة المسلحة فى الارض المحتلة  من السقوط

* واول خطوة فى هذا الطريق هو فى تحريرها من الحصار المفروض عليها  لاخضاعها وكسر ارادتها وارغامها على الاعتراف باسرائيل

* وهى مهمة شعبية بالدرجة الاولى لان  كل الرسميين العرب   قد اعترفوا او فى طريقهم الى الاعتراف بشرعية الاغتصاب الصهيونى لاوطاننا . بل هم شركاء اصليون فى محاولة اخضاع غزة .

* اما باقى الطريق ، فهو الضرب فى شرعية اسرائيل بكل الطرق والوسائل . وان هذا لحديث آخر .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ