ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
سيناريو
إسقاط حماس: المقدمات (1-3) كتب:عريب
الرنتاوي مخطئ من
يقرأ الجولة الأخيرة من التصعيد
في قطاع غزة وعلى حدوده
ومعابره، من منظار التهدئة،
وقاصرة تلك القراءة التي تختصر
المشهد بالحاجة لضبط نفس متبادل
أو وقف للصواريخ إلى غير ما
هنالك من تفسيرات ومطالعات، فما
يجري على خطوط التماس في القطاع
الجائع والمحاصر، ليس في واقع
الحال، سوى حلقة في سلسلة
متعددة الحلقات، تبدأ من غزة
ولا تنتهي في واشنطن مرورا بتل
أبيب والقاهرة وعواصم محوري
"الاعتدال"
و"الممانعة". في ظني،
وليس سوى بعض الظن إثم، إن ما
يشهده قطاع غزة، هو فصل – ربما
يكون الأخير – من سيناريو أكبر
وأعقد وأخطر، يستهدف إسقاط
حكومة حماس وإنهاء سيطرة الحركة
على قطاع غزة، وهو سيناريو منسق
"بدرجة ما" بين أطراف عدة،
فلسطينية وعربية وإقليمية
ودولية، وثمة مؤشرات وتسريبات
وأحداث، تذهب جميعها باتجاه
"تظهير" هذا السيناريو
وتوضيح فصوله ومعالمه، ولقد لخص
مبعوث الرباعية الدولية هذا
السيناريو بكلمات قليلة: (عدوان
على غزة ليس كارثة، الحسم
العسكري وليس الحوار هو الوسيلة
للتعامل مع إرهاب حماس، والحصار
لم يجد نفعا مع حماس، ولا بد من
البحث عن وسائل أخرى لإنهاء
الوضع الشاذ في غزة حتى تكون
جزءا من الدولة ومن "وعد
أنابوليس" ومساره). لن نعود
بعيدا إلى الوراء، إلى
الانتخابات الفلسطينية وما
أعقبها من حكومات وائتلافات
وحسم عسكري ومؤامرات
واتفاقيات، سنكتفي باسترجاع
أحداث الأسابيع القليلة
الماضية، واستحضار استحقاقات
الأسابيع المقبلة، لوضع ما يجري
في غزة في إطار "الصورة
الأكبر" للوضع الإقليمي. ولعل
أهم حدث يحضرنا، هو هزيمة
الجمهوريين والمحافظين في
الانتخابات الأمريكية، ورغبة
الإدارة الأمريكية المرتحلة في
تسوية حساباتها مع خصومها،
و"تلخيص" ما أمكن لها
تلخيصه، من منجزاتها المتواضعة
في المنطقة، وفي هذا السياق،
ننظر إلى "تمديد مسار
أنابوليس"، بوصفه نقطة بد
الفصل الأخير في سيناريو تصفية
حماس، وهو التمديد الذي تقرر في
بيان الرباعية الدولية وقرار
مجلس الأمن رقم 1850. ولقد
سبق التمديد لأنابوليس، تمديد
مماثل للرئاسية الفلسطينية،
الشريك الفلسطيني الرئيس في هذا
المسار، وهو التمديد الذي تقرر
في اجتماعات وزراء الخارجية
العرب في القاهرة، وفي زيارات
عباس العربية والدولية، وفي
الحشد الخليجي في كنيسة القيامة
في عيد الميلاد المجيد، وهو
تمديد حظي بموافقة مسبقة من
الغرب "الديمقراطي"،
ودعمته روسيا شريكة الولايات
المتحدة في القرار 1850 ولأول مرة
منذ رعايتهما المشتركة لمؤتمر
مدريد. ومما لا
شك فيه أن لعمليات
"التمديد" المزدوجة التي
جرت بـ"نصاب سياسي" إقليمي
ودولي شبه كامل، أسباب عدة،
منها رغبة واشنطن التي أشرنا
إليها في "توثيق" منجزاتها
الشرق أوسطية على تواضعها،
ومنها أيضا، رغبة أطراف
أنابوليس في قطع الطريق على
صعود نجم الليكود ونتنياهو في
إسرائيل، وسط مؤشرات ترجح
فوزهما في انتخابات العاشر من
شباط/فبراير القادم، ووسط
قراءات تؤكد أن حصول أمر كهذا لا
يعني سوى شيء واحد ببساطة: إسقاط
مسار أنابوليس، وإعادة عقارب
الساعة سبع سنوات إلى الوراء
على أقل تقدير. ولكي
يكون للتمديدين: التمديد للرئيس
عباس والتمديد لمسار أنابوليس،
قيمة عملية وسياسية، فإن
المطلوب تحقيق أمرين معا: الأمر
الأول، قطع الطريق على نتنياهو،
وفي هذا السياق يأتي اجتماع
الرباعية ومجلس الأمن ونشر
المبادرة العربية بـ"لسان
عبري مبين" مطروحا منها حق
عودة اللاجئين، ودعوة ليفني
(المنافس الأقوى لنتنياهو) إلى
القاهرة (وليس باراك الأقل حظا
على سبيل المثال). أما
الأمر الثاني، فيتمثل في إسقاط
حكومة حماس وإنهاء سيطرة الحركة
على قطاع غزة، وفي هذا السياق،
وفي هذا السياق أساسا، بدأ
مسلسل التفلت الإسرائيلي
المنهجي من استحقاق التهدئة
والتزاماته، وبدأ مسلسل
الخروقات والعدونات، وبدأ
مسلسل الخنق والتجويع والتعطيش
والتعتيم إلى غير ما هنالك من
أساليب همجية وممارسات ترقى إلى
مستوى جرائم الحرب. الخلاصة:
لكي تبقى جذوة أنابوليس متقدة،
ولقطع الطريق على انهيار السلطة
وفقدان شرعية الرئاسة
الفلسطينية، لا بد من تطويق
"اليمين الإسرائيلي" ممثلا
في الليكود وإسقاط "اليمين
الفلسطيني" ممثلا
بحماس...وإلى الغد ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |