ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مجازر
غزة , لن تبيد حماس و لن تعيد
عباس احمد
الفلو* بالرغم
من كل إخفاقاته المتتالية التي
تَّمت بتصدي المقاومة
الإسلامية لها فإن الجنرال
دايتون لم ييأس بعد بل أضاف
هدفاً جديداً لقائمة أهدافه
الشريرة وهو إعادة سيطرة محمود
عباس على قطاع غزة عبر سحق
المقاومة الإسلامية تارة عبر
الإيعاز للنظام المصري بتشديد
الحصار وعبر اعتراض مندوب عباس
في مجلس الأمن على مشروع فك
الحصار تارة أخرى, وقد دايتون
قام بالإيعاز للقادة
الفتحاويين المنحرفين بتحريك
عناصر التنظيم الفتحاوي في غزة
بإقامة المربعات الأمنية
لمجموعات حلّس و العشائر و
المرتزقة, ولكن المقاومة
الإسلامية كانت لهم بالمرصاد
وأفشلت محاولاتهم الانقلابية
وكعادتهم فقد لجأ هؤلاء
الانقلابيون لإسرائيل, والآن
يلجأون لإسرائيل لضرب حماس
والشعب الذي انتخب حماس لقد
تطورت الأساليب المتبعة لإعادة
سيطرة عباس على غزة وسحق
المقاومة من مرحلة المكايدات
السياسية ثم إشاعة الفلتان
الأمني , ومع قرب انتهاء فترته
الرئاسية فإن غزة وفق النظرة
الدايتونية يجب أن تعود
إلى حكم عباس بالدخول في
مرحلة الاستعانة بالعمل
العسكري عن طريق استجرار الجيوش
الأجنبية ففي حزيران 2007 وخلال
زيارته لفرنسا طرح عباس فكرة
نشر قوات دولية إلى قطاع غزة
وطلب من الرئيس الفرنسي ساركوزي
تقديم الدعم لذلك المشروع وطرحه
في مجلس الأمن الدولي, وقد دعمت
إسرائيل و الولايات المتحدة ذلك
الطلب ولكن حركة حماس أعلنت
رفضها لهذه الفكرة وأنها ستعتبر
تلك القوات جيوش احتلال وأنها
ستقاتلها فأفشلت المشروع, لكن
دايتون وصبيه المطيع عباس لم
ييأسا بل إن عباس بالتعاون مع
عمرو موسى وأبي الغيط حاولوا
الحصول على إجماع عربي من خلال
جامعة الدول العربية في آب 2008
بالموافقة على إدخال قوات
عسكرية عربية ذات غالبية مصرية
إلى القطاع وبالطبع فإن الهدف
سيكون اجتثاث حركة حماس وإعادة
تنصيب عباس بواسطة الدبابات
المصرية, ولكن مشروع القرار قد
أفشله رفض حماس القاطع لدخول
تلك القوات, ولكن مبادرة عمرو
موسى بالتعاون مع أبي الغيط
وعريقات عاودوا طرح مشروع قرار
يقوم بموجبه وزراء الخارجية
العرب بإصدار قرار التمديد
لعباس بالبقاء رئيساً للسلطة
لسنة أو سنتين و لكن أحبط القرار
سورية وقطر واليمن والسودان ونستخلص
من كل ما ذُكر بأن إسرائيل
والولايات المتحدة تضغطان بقوة
لفرض عباس رئيساً على
الفلسطينيين في رام الله وغزة,
مهما كلَّف الأمر وعليه فإنه لم
يعد لدى الشعوب العربية
والإسلامية وعلى الأخص الشعب
الفلسطيني أدنى شك بأن هناك
مؤامرة واضحة المعالم والوسائل
والأهداف, يقوم بالتنفيذ الفعلي
لها الجيش الإسرائيلي بينما
يقوم الجانب المصري بتشديد
الحصار من جهة و الكذب والتضليل
الإعلامي وتشويه صورة المقاومة
الفلسطينية من جهة أخرى, ولكن في
هذه المرّة كشف حاكم مصر عن
عوراته بشكل سافر وانتقل من
مرحلة التهديد العلني بإزالة
حماس من الوجود و التشنيع
المفرط في قبحه و دناءته على
المقاومة الفلسطينية وتأتي
استضافة القاهرة لحاكم رام الله
ثم الوزيرة الإسرائيلية ستيفي
ليفني جزءً من تكامل الحلف
المتصهين, نقول أن النظام
المصري انتقل إلى مرحلة العداء
السافر للشعب الفلسطيني
والمشاركة مع الإسرائيليين في
المجزرة الأخيرة بشكل فعلي, حيث
تم الإعلان عن نية إسرائيل
بالقيام بهذه المجزرة من
القاهرة و ليس من القدس المحتلة
وبعد لقاء ليفني الحميم بحاكم
مصر ثم ظهورها على الصحافة
والفضائيات برفقة أبو الغيط وهي
تعلن عن نيتها ذبح الفلسطينيين
وإبادة حركة حماس ضمن جو من
الابتهاج والفرحة بدا واضحاً
على سحنته البائسة, ثم خداع مصر
لحماس بأن إسرائيل لن تهاجم غزة
خلال اليومين القادمين مع علم
الحكومة المصرية بالموعد
الحقيقي للمجزرة بهدف إلحاق
أفدح الأضرار بالشعب الفلسطيني إن
التخطيط للمجزرة الإسرائيلية
الأخيرة قد تم وضع تفاصيله
بالمشاركة مع النظام المصري و
عصابة قصر المقاطعة في رام الله
وبمباركة الكثير من الأنظمة
العربية , خاصة وأن كل الجهود
التي بذلها أزلام دايتون
الفتحاويين الأوسلويين منذ فوز
حركة حماس وحتى الآن لم يحالفها
النجاح , و لم يهدأ النشاط
المحموم لأزلام عباس لحظة واحدة
منذ فوز حركة حماس في
الانتخابات من أجل إسقاط تلك
الحركة المجاهدة , ويتكشف لنا أن
الوصول بالقضية الفلسطينية
لهذا الحال لم يكن وليد اليوم و
الأمس إنما هي مؤامرة تم
إعدادها و الترتيب لها منذ أكثر
من أربعين عاماً تمكنت خلالها
الماسونية العالمية من التسلل
لأعلى المناصب في حركة فتح وفي
قيادة منظمة التحرير ليبدأ
مسلسل التنازلات من تحرير
فلسطين كاملة إلى القبول بجزء
من أريحا دون أن تكلَّ الأيدي
المنتفعة من التصفيق للقائد
الرمز و الإعجاب المطلق
بتكتيكاته الراقصة التي جلبت
لشعبتا الويلات ,والتي أورثها
لأزلامه اللصوص والعملاء من
بعده لقد مكر
دايتون و صبيانه في رام الله
مكراً فارتد مكرهم عليهم و
ترسَّخت حماس في ضمائر
الفلسطينيين أكثر وأكثر بعد
المجزرة الإسرائيلية على غزة, و
تجلَّت حقيقة مشاركة عباس و
أزلامه في تصفية المقاومة و
معهم اليسار الماركسي المنافق
المعادي للعقيدة الإسلامية
والطامع بدولارات دايتون,
والتحمت الجماهير الفلسطينية
بقيادتها الشرعية المنتخبة
وإذا كان عباس قد راهن على إسقاط
حماس من خلال الغارات على غزة و
تراءى له أنه سيعود إلى غزة
حاكماً , فإنها أضغاث أحلام و
أضحت عودته إلى غزة ضرب من
المستحيل خاصة بعد انكشاف دوره
بالتنسيق للمجزرة , فالمقاومة
الإسلامية رغم ضعف إمكاناتها
المادية , فإنها تتنامى و تكبر
ليس في فلسطين فحسب بل في قلوب
المسلمين والعرب جميعاُ , فهل
ستنجح إسرائيل بفرض عباس رئيساً
على الفلسطينيين عبر المجازر؟ .
ـــــــ *كاتب
فلسطيني ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |