ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
سيناريو
إسقاط حماس: العوائق (3-3) عريب
الرنتاوي نحن
إذن، على وشك الولوج إلى ما
يعتقد أنه الفصل الأخير في
سيناريو الإطاحة بحكومة حماس
وتقويض سيطرتها على القطاع،
وبرغم أن المواجهة تدور في
مناخات سياسية وعسكرية،
فلسطينية وإقليمية ودولية غير
مواتية لحماس، بل وتدفع
للاعتقاد بأن تطورا نوعيا قد
يطرأ على الساحة الفلسطينية،
إلا أن ثمة من العوامل غير
المواتية لهذا السيناريو
والقائمين عليه، ما يجعل الجزم
بفرص نجاحه ينطوي على مجازفة
تحليلة ومعرفية كبيرة. فإسرائيل
المرشحة لإنجاز الحسم العسكري
مع حماس، ليست موحدة في نظرتها
لهذا الملف، وهي وإن كانت كذلك
الآن، فإن تجربة الصراع الطويل
معها تؤكد بما لا يدع مجالا
للشك، بأنها قد لا تظل كذلك في
المستقبل، خصوصا إذا ما جرت
الرياح في ميدان القتال، بغير
ما تشتهي سفن الثلاثي: أولمرت،
ليفني وباراك. وإذا
كان البازار الانتخابي سببا
يدفع على تغليب التكهنات
السوداء، فإن هذا البازار نفسه،
قد يدفع صناع القرار في إسرائيل
للتردد اتخاذ القرار أو التنصل
منه ومن تبعاته، فميزان
الانتخابات حساس جدا لأي خطأ،
خصوصا في ظل "توازن الرعب"
بين كاديما والليكود، ولا أحد
أبدا يريد أن يقع في الخطأ
القاتل. ثم من
قال أن غزة ستكون لقمة صائغة
أمام الإسرائيليين، وأن غزوها
وإطاحة سلطة حماس فيها، ستكون
بمثابة نزهة قصيرة، صحيح أن
إسرائيل قادرة على تدمير غزة
وإغراقها في البحر، ولكن كلفة
خيار كهذا ستكون باهظة على
إسرائيل وأطراف أنابولس
و"البرغماتيين
الفلسطينيون" اللذين تغنت
بهم ليفني في القاهرة....صحيح أن
إسرائيل تستطيع أن تصل إلى مكان
في غزة، ولكن الصحيح كذلك أنها
ستضطر للسير على جثث
الفلسطينيين وجثث جنودها كذلك،
فغزة على ما يظن ويؤمل، لن تكون
أقل "رجولة" من مخيم جنين،
خصوصا وأن قادة الفصائل
وكوادرها يعرفون ما ينتظرهم إن
دارت الدوائر عليهم. فضلا عن
ذلك، فإن داعمي خيار "جز
الرؤوس" في غزة، يقابلهم محور
لم يعد ضعيفا ولا معزولا كما كان
عليه الحال من قبل، وثمة إدارة
أمريكية جديدة تقرع الأبواب، قد
لا تكون سعيدة بتدشين عهدها فوق
بركة من دماء الفلسطينيين في
القطاع، وأوروبا التي لا تروقها
حركة حماس ولا حكومتها، بصدد
إجراء مراجعات هي الأخرى
لسياساتها ومواقفها، والأرجح
أن من بين هذه المراجعات، حوار
وانفتاح وشراكة متوسطية مع
سوريا، ودبلوماسية وقنوات
اتصال مع إيران. وثمة
تطور لا يجوز التقليل من شأنه
كذلك، فما يسمى محور الاعتدال
العربي لم يعد على تماسكه
وانسجامه السياسي الذي كان
قائما قبل عامين، فمقابل حملة
مصرية- سعودية شعواء ضد سوريا،
هناك تقارب واضح بني عمان
ودمشق، وهناك تفلت عربي عموما
وخليجي خصوصا من قبضة "نظرية
الشقيقة الكبرى"، وفي مقابل
الحملة على "عصابة مشعل ونصر
ونزال"، هناك علاقات مستأنفة
بين الأردن وحماس، من شأنها أن
توفر قنوات اتصال خلفية يمكن ان
تسهم في تدوير الزوايا الحادة،
وأن تحول دون إحكام أطواق
العزلة، وتوفير نصاب سياسي كامل
للسيناريو / المخطط المذكور،
شريطة أن تعرف حماس، كيف تدير
اللعبة السياسية، وان لا تبقى
أسيرة التصريحات الانفعالية
لقادة الكتائب والعصائب
والأولوية، ووعودهم بردود
خارقة حارقة ومزلزلة. نعم، هي
مواجهة ليست كسابقاتها سياسيا
وميدانيا على الأرجح، معظم
عناصرها والعوامل المحيطة بها،
تشير إلى وضع غير موات لحماس
وحلفائها، بل وتنذر بتغيرات
وتبدلات جوهرية في ميزان القوى
على الأرض، بيد أن هناك تطورات
مضادة، كفيلة بإسقاط مرامي هذا
السيناريو وأهدافه، خصوصا إذا
ما أمكن شراء المزيد من الوقت
لحين انتقال "آل أوباما"
إلى البيت الأبيض، وإجراء
الانتخابات المقبلة في
إسرائيل، حيث من المتوقع أن
تتبدل الكثير من الأولويات
والتحالفات في المنطقة برمتها،
وحيث من المرجح أن تتبدد الكثير
من الرهانات والأوهام، خصوصا
حين يحتل نتنياهو من جديد
"مكان تحت الشمس". ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |