ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء  31/12/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


معسكر الممانعة:

اسم ممتاز، لمن يمنع الأمّة، من أن تقوم لها قائمة!

عبدالله القحطاني

* لو سئِل، أيّ مواطن سوري، غير مرتبط بنظام آل أسد، وغير مغسول الدماغ بالشعارات الزائفة.. لو سئل عن المقصود بمعسكر الممانعة، لفكّر قليلاً، وبحث عن مدلول المصطلح، على أرض الواقع، وأجاب: لا أعلم!

* ولو سئل مواطن، محسوب على نظام آل أسد، أو مغسول الدماغ بشعاراتهم.. عن المعنى الحقيقي لمعسكر الممانعة.. لتفاصَح، وتشدّق، وأظهر بعض الفهلوة، التي حفظها من وسائل الإعلام.. وذلك عبر خطبة عصماء، عن المشروعات الصهيونية والأمريكية، في المنطقة العربية، وعن صمود حافظ أسد وتصدّيه، ثم عن ممانعة ابنه الموهوب، ووقوفه صفاً واحداً، مع حلفائه الإيرانيين، وحزب الله في لبنان، وبعض الفصائل الفلسطينية، وأوّلها حماس.. في وجه "إسرائيل" وحلفائها، وأسيادها في العالم!

* لكن لو سئل هذا المتفاصح، عن موقف رئيسه ابن الأسد، عمّا يجري في غزّة، من حرق ودمار، ومن إبادة جماعية، لشعب غزّة كله، من أطفال ونساء وشيوخ، وعجزة ومرضى، ومن بينه مجموعات حركة حماس.. لو سئل هذا المتفاصح، عن موقف رئيسه، من هذا كله، ولمَ لمْ يحرّك ساكناً، ولم يطلق صاروخاً واحداً، باتّجاه الصهاينة، ولم يفتح جبهة الجولان، للمقاومة ضدّ الصهاينة.. لو سئل عن هذا كله، لحكّ رأسه، وأجاب: نحن لا أحد يفرض علينا زمان المعركة ومكانها! ثمّ إن المسألة الفلسطينية، أكبر من أن تستطيع سورية، وحدها، القيام بأعبائها، ومحاربة الصهاينة، لتحرير فلسطين منهم، أو لإنقاذ شعب فلسطين من شرّهم!

* ولو سئل هذا المتفاصح، عن سرّ صمت الأسد الممانع، على اختراق الطائرات الصهيونية، للأجواء السورية، باستمرار، وتحليقها فوق قصره العامر، في العاصمة دمشق، ثمّ عن ضرب المنشآت الحيوية، في العمق السوري، دون أيّة محاولة، لأيّة مقاومة، أو ممانعة.. لو سئل هذا المتفاصح، عن هذا.. لأجاب الإجابة نفسها، وهي: عدم فرض زمان المعركة ومكانها، على ابن الأسد! هذا إذا كان الحياء قد نفد من وجهه تماماً، أو العقل قد نفد من رأسه تماماً!

* بالمقابل، لو سئل مواطن سوري، عاقل حرّ، لديه شيء من الوعي السياسي والاجتماعي.. عن مفهوم الممانعة الحقيقي، الذي يتبنّاه بشار الأسد وأسرته، لأجاب ببساطة، على ضوء ما يراه، ويسمعه، ويعيشه، في بلده، كل ساعة:

- بشار الأسد، يصرّ على (ممانعة) أيّ مواطن سوري، عسكرياً كان أم مدنياً، من أن يرمي حجراً، من حدود الجولان، باتّجاه "إسرائيل"؛ بلهَ أن يطلق رصاصة!

- بشار الأسد، أتمّ تدمير الجيش السوري، الذي بدأه أبوه، من قبله! وذلك، بجعل هذا الجيش الباسل، مجرّد تجمّع ضخم من البشر، الذين لا هدف لهم، ولا رسالة، سوى الأكل والشرب والنوم، وقبض الرواتب، والإجازات.. بالنسبة لأفراده، جميعاً..  وزيادة النجَم اللمّاعة على الأكتاف، بالنسبة للضبّاط، وتحصيل أكبر قدر من المكاسب غير المشروعة، التي توفّرها لهم مواقعهم.. على شكل مزارع، وفيلاّت، وسيارات، ونحو ذلك! (وليس الضباط، كلهم، بالطبع، يحصلون على هذه المكتسبات! فما تزال لدى كثيرين منهم، مروءات تمنعهم من إرخاص أنفسهم، وهدر كراماتهم، في هذه الأمور!). وهذه كلها، بالطبع، أنواع من (الممانعة)، لأيّ ضابط حرّ، ذي كرامة، من الاحتفاظ بكرامته الإنسانية، أو شرفه العسكري!

- بشار الأسد (يمانع) من أن ينبس أحد المواطنين السوريين، بأيّة كلمة نقد، لأيّ سلوك فاسد، أو إجرامي، أو خياني.. له، أو لأحد أفراد أسرته، أو حاشيته! والتهم جاهزة لديه، ولدى أجهزته، لأيّ مواطن يشير إلى فسادهم وخياناتهم! ومن هذه التهم: (توهين نفسية الأمّة!) و(المسّ بهيبة الدولة!) وغير ذلك من فنون العبث الإجرامي المدمّر!

- بشار الأسد (يمانع) من عودة مئات الآلاف، من السوريين المهجّرين قسرياً، إلى بلادهم.. ويمانع من إعطاء الآلاف منهم، وثائقهم الوطنية، التي هي حقّ أساسي لهم، كحقّ الأكل والشرب والتنفّس!

* هذا غيض من فيض، من (ممانعات) بشار الأسد الحقيقية، التي يعرفها شعب سورية كله! فهل هذه (الممانعات!) الرائعة، تسمح له بأن (يمانع) أيّ مشروع صهيوني، أو أمريكي!؟ وبمَ (يمانع) المشروعات الصهيونية والأمريكية، إذا كانت (ممانعاته) لجيشه وشعبه، بالصورة التي ذكرنا جزءاً يسيراً منها!؟ وهل ثمّة عاقل، يرى صورة الممانعة الحقيقية، له، داخل بلاده.. يمكن أن يتصوّر أنه مؤهّل لأن (يمانع) "إسرائيل"، من احتلال دمشق، في ساعات قليلة، لو أرادت!؟

* ويبقى سؤال أخير، موجّه إلى المصفّقين (للممانع) المغوار، هو: ماذا تعرفون عن ممانعاته المذكورة، في بلاده، على جيشه وشعبه!؟ وهل هذه الممانعات تؤهّله، ليحقّق بعض أوهامكم الطفولية، في الوقوف أمام الصهاينة.. وهو، إنّما وضِع في الكرسي، لهذا النوع من الممانعات، التي تمنع سورية من أن تقوم لها قائمة!؟

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ