ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حماس
في أول "اختبار قيادة" لها...لا
بديل عن النصر عريب
الرنتاوي لأول
مرة منذ انطلاقة الثورة
الفلسطينية المعاصرة، يخوض
الشعب الفلسطيني حربا مفتوحة من
دون ياسر عرفات، وبقيادة سياسية
مختلفة، ففي جميع المرات
السابقة، كانت فتح والمنظمة هي
القيادة، أما هذه المرة فراية
القيادة تنعقد لحماس والكلمة
الفصل تعود لقادتها، لا لأن
العدوان يستهدفها فحسب، بل
ولأنه يدور على رقعة من الأرض
الفلسطينية تحت سيطرة الحركة
الكاملة، وسيكون متاحا لكل
العالم مراقبة أداء الحركة في
أول وأهم اختبار لها، كما سيكون
متاحا لكل من شاء ورغب، إجراء
المقارنات والمقاربات
والمقايسات. حماس
تواجه حربا شاملة كما وصفها
إيهود باراك، وفي شروط سياسية
غير مواتية عموما، وغالبا ما
كان الشعب الفلسطيني يخوض
معاركه وحروبه في شروط غير
مواتية، لا سيما حين يتعلق
الأمر بـ"الشرط العربي"،
وستكون الحركة مضطرة لاتخاذ
مواقف صعبة ومؤلمة، إن سياسيا
أو ميدانيا، وسيترتب على هذه
القرارات التي غالبا ما كان
يتخذها الراحل الكبير ياسر
عرفات، أكلاف وتبعات وتداعيات،
لا تطال الحركة وحدها بل مجمل
الشعب الفلسطيني ومستقبل قضيته
الوطنية. ولست
أبالغ إن قلت، أن مصير حماس
ومستقبلها متوقفان على كيفية
إدارتها لهذه المعركة، إذ وبقدر
ما يمكن أن تدشن هذه المعركة
مرحلة قيادة حماس للحركة
الوطنية الفلسطينية، ونهاية
الحقبة التي تولت بها فتح هذه
القيادة، بقدر ما قد تكون
النتيجة إيذانا بانسحاب حماس من
المشهد الفلسطيني وبداية نهاية
نفوذها وشعبيتها. ولست
أبالغ أيضا أن قلت، أن نصر حماس
أو هزيمتها في هذه الجولة
الدامية من المواجهة، هو نصر
لفلسطين أو هزيمة لها، ومخطئ من
يظن أن انتهاء "حرب غزة"
بهزيمة حماس، يمكن أن يفتح أفقا
جديدا للشعب الفلسطيني وقضيته
الوطنية، ووحدهم الفئويون
والحاقدون والمتآمرون، من
يتمنون الهزيمة للحركة في هذه
المواجهة، أقول ذلك وأنا لست
حمساويا ولا أنتمي للخط السياسي
والفكري لهذا الحركة. الشجاعة
صبر ساعة، والنصر أيضا صبر
ساعة، ونريد لحماس وشعبها في
غزة، ولكل فصائل المقاومة هناك،
أن تصبر وتصمد في معركة عض
الأصابع التي فرضت عليها بضراوة
ووحشية من الجانب الإسرائيلي،
ونريد لهذه الجولة أن تنتهي
بغير ما تشتهي سفن العدوان
والمتواطئين مع مراميه
والعارفين برزنامته، الذين ما
توقفوا على توفير "المهل
الزمنية" له لكي يحقق مراميه
القذرة، إن بالمماطلة في قبول
الدعوة للقمة الطارئة أو
بالانضمام للجوقة الإسرائيلية
التي تلقي باللائمة على حماس
والفصائل في خرق التهدئة ووقف
العمل بمقتضياتها. جميع
الأطراف المحلية والإقليمية
والدولية، حتى المتواطئ منها
والمتآمر، يريد "استعادة
الهدوء والتهدئة"، بمن في ذلك
حكومة القتلة أولمرت-باراك –
ليفني، ولكن شتان بين "تهدئة"
هي الرديف للإذعان والاستسلام
ورفع الرايات البيضاء، و"تهدئة"
هي بداية نهاية نفق العقوبات
والحصار والتجويع المظلم الذي
وجد القطاع نفسه فيه منذ عامين
أو أزيد قليلا. نريد
استعادة التهدئة، ووقف العدوان
والقتل والتدمير، ولكننا نريد
هذا وتلك مجردين من الإملاءات
الإسرائيلية المذلة، ومن
محاولات "التوظيف" القذرة
التي تجري اليوم، إن لحسابات
"الدواخل" العربية في هذه
العاصمة أو تلك، أو لـ"شبق"
بالسلطة عن بعض أوساط السلطة في
رام الله. هي حرب
فرضت على الشعب الفلسطيني،
ولأول مرة تحت قيادة حماس (لا
بأس)، ولكن من أجل المصالح
العليا للشعب الفلسطيني، يجب
إسقاط مرامي العدوان، وتوفير كل
شروط الظفر بهذه الجولة، ولتذهب
إلى الجحيم، جميع الحسابات
الصغيرة والفئوية والسلطوية
التي أملت وتملي على المتواطئين
والضالعين في الحرب على غزة،
الانحياز للعدوان والتخندق في
معسكر واحد مع باراك وليفني
وأولمرت. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |