ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الجمعة  02/01/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تركيا ومجزرة غزة

محمود عثمان

للقضية الفلسطينية طابع خاص عند الشعب التركي فهي بالنسبة له إلى جانب كونها قضية إسلامية إنسانية , مسؤولية تاريخية وجدانية .. فحتى أعوام قليلة كانت فلسطين مع بقية بلاد الشام بلادا عثمانية تابعة للباب العالي في استانبول  .. والمواطن التركي ما زال يذكر تلك الأيام بحسرة خاصة الملتزمون منهم , الذين يفتخرون بأن أجدادهم حكموا هذه المنطقة بعدالة وحكمة ودراية ,والمشاكل والقلاقل لم تبدأ إلا بعد انحسار الحكم العثماني عنها ..

وقد شهدت الساحة التركية ردود فعل غاضبة تجاه المجزرة التي قام بها الجيش الإسرائيلي في غزة , فعمت المظاهرات والمسيرات الغاضبة معظم المدن التركية , وقد شارك في هذه الفعاليات أحزاب وشخصيات وجمعيات من مختلف ألوان الطيف السياسي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار , ولم ينحصر الأمر عند الإسلاميين فقط وان كانوا في المقدمة , كما نشطت  منظمات المجتمع المدني في جمع التبرعات والمساعدات لأهل غزة , فيما سبقتها الجهات الرسمية في إرسال المساعدات العينية والطبية..

أما على الصعيد الرسمي فتكاد تكون هذه المرة الأولى التي تتطابق فيها وجهات النظر بين الإسلاميين والعلمانيين . وإذا كان من الطبيعي أن تكون ردة فعل رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان قوية وشديدة اللهجة تجاه العدوان على عزة كونه اجتمع مع اولمرت قبل يومين فقط ولمدة خمس ساعات ونصف بحثا خلالها السلام مع سوريا وبقية شؤون المنطقة إلا أن الأخير لم يخبره بشيء عن عزمه الهجوم على غزة فاعتبر اردوغان هذا استخفافا به .. فان اللافت للنظر لهجة البيان الصادر عن مجلس الأمن الوطني - الذي يضم قيادة العسكر إلى جانب الحكومة ورئيس الجمهورية -والذي حمل عبارات قاسية تجاه إسرائيل في خطوة تعد الأولى من نوعها .!

ردود الفعل الرسمية لم تقف عند هذا الحد وحسب فقد أعلن البرلمانيون أعضاء مجموعة الصداقة التركية الإسرائيلية استقالتهم منها .. كما تضمنت كلمة نائب رئيس الوزراء جميل تشيجيك في البرلمان التركي استنكارا لما قامت به إسرائيل في غزة , وذلك في معرض دفاعه عن ميزانية العام المقبل , ولم تصدر أي معارضة له عن أي من أحزاب المعارضة .. واليوم أيضا أجرى رئيس الجمهورية عبد الله جول اتصالا هاتفيا مع رئيس الدولة العبرية عبر فيه عن أسفه لما يحدث في غزة , وضرورة وقف الهجمات عليها .. كذلك بدأ رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان اليوم جولة عربية بدأت من سوريا وتشمل الأردن ومصر والسعودية . وقد تسربت بعض الأنباء عن عزمه إجراء مصالحة بين سوريا مع كل من مصر والسعودية .! بغية لملة الوضع المتشرذم للمنطقة قبيل دخول اوباما البيت الأبيض ..

التحرك التركي هذا نال قبولا على ما يبدو من بعض الأوساط السياسية الأمريكية فقد نصح ديفيد اوجناتيوس الكاتب في الواشنطن بوست اوباما أن يتبع نظرية مستشار رئيس الوزراء التركي البروفسور أحمد داوود أوغلو (نظريته أسماها نظرية الدومينو .. فحواها أنه إذا سارت المنطقة في طريق المصالحة والسلام خاصة بين سوريا وإسرائيل فان ذلك سينعكس إيجابا على المنطقة مثل أحجار الدومينو , والعكس سيدفع المنطقة إلى المزيد من التسلح عندها ستكون مهمة اوباما صعبة للغاية في تحقيق التوازن في المنطقة) في سياساته تجاه الشرق الأوسط .! لكن إلى أي مدى تستطيع تركيا الوقوف في وجه إسرائيل ؟ وهل يشكل ذلك خطرا على علاقاتها مع أمريكا وأوربا ؟ ..

مما لاشك فيه أن تركيا لن تذهب بعيدا في مواجهة إسرائيل , فالعلاقات الاقتصادية والتعاون بين البلدين خصوصا في القطاع العسكري لن يتأثر من جراء زوبعة سياسية , وإذا ذهبت حكومة العدالة والتنمية بعيدا فان هناك من باستطاعته كبح جماحها .!

و هنا تجدر الإشارة إلى أن اللوبي الإسرائيلي القوي في تركيا قد تبنى ومنذ زمن بعيد خطة إستراتيجية طويلة المدى استطاع من خلالها تحقيق بعض المكاسب على الأرض في تشكيل قناعات لدى بعض النخب الفكرية والسياسية التي أخذت تتفهم وضع إسرائيل وحقها في العيش كباقي دول المنطقة .. وقد قامت هذه الإستراتجية على الخطوط العريضة التالية :

1-        العرب ومنهم الفلسطينيون خانوا العثمانيين الأتراك وطعنوهم من الظهر عندما كانوا يقاتلون انكلترا وفرنسا خلال الحرب العالمية الأولى .!

2-        الفلسطينيون باعوا أراضيهم لليهود ثم ندموا وأخذوا يتباكوا عليها .!

3-        الفلسطينيون هادنوا إسرائيل وقبلوا بها وصالحوها , بل إن إسرائيل أعطت ياسر عرفات 93 بالمائة مما كان يطلب لكنه في اللحظة الأخيرة خاف من التوقيع على الاتفاقية النهائية.!

4-        إسرائيل تعاني من حماس مثلما تعاني تركيا من حزب العمال الكردستاني . أي يجمعهما قدر واحد لذا لابد من التنسيق وتبادل الخبرات .. بل إن كثيرا من الكتاب والصحفيين يطالبون الحكومة إتباع أسلوب إسرائيل في التعامل مع القضية الكردية .!

طبعا لسنا هنا بصدد الرد على هذه الادعاءات وتفنيدها وإنما للتنبيه إلى أن القوم لم يدخروا وسعا في سبيل قضيتهم , لكن الصحوة الإسلامية والانفتاح على العالم العربي والإسلامي في الثمانينات , والعدوان الإسرائيلي المتكرر على الشعب الفلسطيني من مذابح صبرا وشاتيلا وقنا إلى مجزرة غزة كاف وكفيل بتعرية ادعاءاتهم وكشف زيفهم .

(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ