ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الجمعة  02/01/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أداء فلسطيني رسمي مرتبك ودعوات مثيرة للسخرية

عريب الرنتاوي

دعوتان مثيرتان للسخرية صدرتا عن رام الله في يوم واحد: الأولى، دعوة لعقد القمة العربية في القاهرة، والثانية: دعوة الفصائل جميعها، بما فيها حماس والجهاد للاجتماع في رام الله لتدارس الأمر.

 

ونقول مثيرتين للسخرية، لأن أولى الدعوتين تتجاهل الموقف المصري الرافض للقمة أصلا تحت حجج ومبررات لا تقنع أحدا من نوع "التحضير الجيد"، فكيف نطالب بقمة طارئة ونسلم زمام أمرها لعاصمة بحاجة لمن يقنعها بضرورة المشاركة فيها، وليس العمل بنشاط لعقدها واستضافتها فضلا عن ترؤسها.

 

وثانية الدعوتين، تلك المتعلقة بالقمة الفلسطينية – الفلسطينية الطارئة في رام الله، وهي الدعوة التي انطلقت بعد أقل من 24 ساعة على المؤتمر الصحفي المشترك في القاهرة الذي حمّل فيه الرئيس عباس والوزير أبو الغيط عددا من الفصائل المدعوة لاجتماع رام الله مسؤولية انفجار الوضع في غزة وإنهاء التهدئة، ضاربا صفحا من حيث يدري أو لا يدري، عن مسلسل الخروقات الإسرائيلية للتهدئة وعن أشهر الحصار والتجويع والإغلاق الطويلة، التي عانى خلالها الغزيون أشد المعاناة.

 

ولأن "فوضى المواقف والتصريحات" باتت جزءا من "الفولكلور السياسي الفلسطيني"، ومن باب الحيطة والتحوط، نقول أننا لا ندري فعلا ما إن كانت "القيادة الفلسطينية" قد قررت إطلاق مثل هذه الدعوة، أم أن من اختطف اللجنة التنفيذية تحت قبّعة أمانة السر، هو الذي ناب عن الجميع في إطلاقها، وبهدف التشويش على مطلب عقد القمة، بل ومنع انعقادها إن أمكن.

 

القاهرة لم تأخذ دعوة رام الله لاستضافة القمة على محمل الجد، فالدعوة مطلوبة لذاتها ولدورها في تأجيل عقد القمة لا تسريع انعقادها واستعجاله، والأرجح أن الدبلوماسية المصرية رأت فيها "خدمة" تتخطى التملق الدارج على الألسنة الفلسطينية الرسمية، فحين يقول "أصحاب الشأن" أن القمة يجب أن تكون في القاهرة أو لا تكون، فمعنى ذلك أنهم وضعوا عصيا غليظة في عربة قطر وسوريا والرأي العام العربي، وأنهم ضمنوا من الآن، أن القمة "إن عقدت ولا بد"، فإنها ستعقد "تحت السيطرة".

 

لا أظن أن رام الله جادة في دعوتيها معا، وأكاد أجزم بأننا أمام محاولة رفع عتب ومعركة علاقات عامة ورغبة في خلق "وهم حركة ومبادرة"، فالقاهرة في هذه الأزمة بالذات، فقدت دورها الراعي والحاضن للعمل العربي المشترك، بعد أن تحولت طرفا وخندقا، تطلق منه نيران الاتهامات وتطلق عليه. كما أن من يريد أن يجلس على رأس مائدة الحوار والتشاور الفلسطينيين، وان يتصرف كقيادة تاريخية للشعب بأسره، وليس لفريق منه، كان عليه أن يتصرف قبل الأزمة وأثنائها على هذا النحو، لا أن يأتي بعد "خراب غزة" ويقدم نفسه كقيادة عابرة للفصائل وفوق المحاور والانقسامات.

 

والحقيقة أن المراقب ليشعر بالأسف، وهو يتابع الأداء المرتبك والمتهافت للقيادة الفلسطينية الرسمية في أزمة غزة وحرب إسرائيل عليها، خصوصا حين يقرأ التصريحات والمواقف التي تنضح بـ"العبقرية" لبعض المستشارين والوزراء في السلطة والحكومة، من قرار منع المظاهرات وفرض قيود على شعاراتها وهتافاتها ومنع وصولها إلى حواجز الاحتلال عملا بالتنسيق الأمني وليس حرصا على أرواح المواطنين، إلى التصريحات الأبشع لنمر حمّاد، التي كاد فيها أن يعطي إسرائيل تفوقا أخلاقيا وقيميا على الفلسطينيين في القطاع المحاصر، مرورا بتصريحات "الدم الذي لا يصير ماء" والصادرة عن الذين لا ماء ولا دماء في وجوههم، بعد أن أهدروها وأراقوها على مذابح التجييش والتحريض على الانقسام.

 

والخلاصة، أنه من السابق لأوانه الآن حصر جميع الرابحين والخاسرين في الحرب الدائرة على غزة، فالحرب التي تدخل يومها الخامس ما زالت في بواكيرها، لكننا بتنا نعرف سلفا ومقدما بعض أبرز الخاسرين والمهزومين فيها، وفي صدارة هؤلاء المحرضين على أشقائهم في غزة، من وزراء السلطة ومستشاريها وقدامى أعضاء لجنتها التنفيذية، الذين ذكّرونا بإداناتهم الأخيرة لحماس بالعبارة الشهيرة "مغامرة غير محسوبة" في حرب تموز 2006، فضلا عن زعيم أكبر الدبلوماسيات العربية وأعرقها، والذي لم يكن لتصريحاته وتعليقاته ومجمل أدائه في إدارة هذه الأزمة، من نتيجة سوى وضع بلاده في موقف يزيدها حرجا على حرج.

 

حرب تموز 2006 انتهت بتشكيل لجنة فينوغراد وتقريرها الشهير، ونتمنى أن تنتهي حرب كانون الثاني 2008 بلجنة إسرائيلية ثانية وتقرير إسرائيلي آخر، على أننا لا نجرؤ حتى على التمني بأن تنتهي الحرب بتشكيل لجان تحقيق عربية وفلسطينية مماثلة، تلقي بكثيرين من هؤلاء إلى مزبلة التاريخ، بعد أن يكون الزميل كامل النصيرات قد نظفها من زبائنها القدامى لتتفرغ لاستقبال زبائنها الجدد على حد تعبيره بالأمس، وليصرخوا فيها بأعلى أصواتهم: "ياوحدنا".

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ