ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
عن
أي وحدة وطنية يتحدث الحِركيون
؟ احمد
الفلو* هناك
مفاهيم و عبارات مضللة و خبيثة
انتشرت منذ سنتين و حتى الآن و
أصبحت قيد الاستخدام في جميع
وسائل الإعلام المرئي والمسموع
والمقروء , وربما كان أخطر هذه
العبارات ((انقسام الوحدة
الوطنية الفلسطينية)) , ((الانقسام
الداخلي الفلسطيني )) و غيرها من
العبارات التي توحي بوجود تجزئة
أو انقسام في الصف الشعبي
الفلسطيني , و أن الشعب
الفلسطيني منقسم على نفسه وهو
على وشك حرب أهلية , إضافة إلى
توظيف عملية تنظيف غزة من
الحثالات و تطهيرها من الجواسيس
و قطاع الطرق أزلام عباس ومن ثم
إحلال الأمن فيها , توظيف ذلك في
مصلحة العدو الإسرائيلي
وأعوانه الأوسلويين. و تتجلى
خطورة تفشي استخدام هذه
المصطلحات في أنها تعطي للناس
انطباعاً بأن نصف الفلسطينيين
عملاء وجواسيس و هم أتباع حركة
فتح , و النصف الآخر وطنيون و هم
أتباع حركة المقاومة الإسلامية
حماس وأن هناك شرخ حاصل بين
حركتي فتح وحماس على المناصب
والوزارات , ولكن الحقائق تفيد
بأن هذا الكلام غير صحيح البتة
من الجهة الإحصائية , والحقيقة
أن الساحة الفلسطينية تشهد
صراعاً بين فئة صغيرة نسبياً هم
الفتحاويون و ذيولهم
الماركسيون الذين استمرأوا
الدياثة السياسية و العمل ضد
قضية فلسطين مقابل ملايين
الدولارات التي يغدقها عليهم
الموساد الإسرائيلي من الأموال
الأمريكية و وفق مخطط وضعه
الجنرال الأمريكي كيث دايتون
لتصفية المقاومة , وبالتالي فإن
هؤلاء الفتحاويون وذيولهم
الماركسية لا يمكن اعتبارهم
فلسطينيون بأي حال من الأحوال ,
و في المقابل مجمل الشعب
الفلسطيني الذي رسم أهدافاً
واضحة لعل أهمها تحرير الأرض
الفلسطينية كاملة وعلى رأسها
القدس . إن الوضع الحالي
للفلسطينيين يشبه إلى حد بعيد
الحالة الجزائرية من
حيث التقسيم الشعبي وعليه فإن
الفتحاويين الفلسطينيين يمكن
أن نطلق عليهم اسم الحِركيون
بكسر الحاء و تسكين الراء , (
والحركيون هؤلاء هم فئة من
الجزائريين الذين عملوا في خدمة
المستعمر الفرنسي ويقدر عددهم
بحوالي ثلاثون ألفاً وبعد جلاء
الفرنسيين عن الجزائر رحلوا مع
الجيش الفرنسي و مُنحوا الجنسية
الفرنسية وهم الآن في فرنسا
ويعاملهم الشعب الفرنسي
باحتقار و يعتبرهم خونة لبلادهم
) , و ليس للشعب الفلسطيني أدنى
شك في الدور القذر الذي تلعبه
حركة فتح في التنسيق الأمني
والاستخباراتي مع الإسرائيليين
للقضاء على
المقاومة الإسلامية , و الدلائل
على ذلك التنسيق أكثر من أن تحصى
, و تقوم تلك العلاقات على أساس
أن يقوم الفتحاويون بأعمال
التجسس والتآمر على حركة حماس و
كذلك على الدول العربية
والإسلامية و بكل مهارة بهدف
الحصول على منزلة الطفل المدلل
لأمه أمريكا و أبيه إسرائيل . و
المقاومة الباسلة الآن تجابه في
أصعب الظروف العدو الإسرائيلي
مدعوماً من الولايات المتحدة من
جهة و العدو الأوسلوي (حِركيو
فلسطين ) مدعوماً من النظام
المصري من جهة أخرى , ومما يدعو
للاطمئنان أن الوحدة الوطنية
الفلسطينية هي الآن أقوى من
أي وقت مضى و الفلسطينيون
جميعاً يلتفّون حول قيادة حركة
المقاومة الإسلامية حماس , وإن
كان الشعب الفلسطيني قد انتخب
حماس بأكثرية كبيرة فإنهم الآن
مجمعون على السير وراء قيادة
حماس الحكيمة والتي لأول مرة
منذ ستين عاماً أعادت القضية
الفلسطينية للمربع الأول و أن
فلسطين كلها من البحر إلى النهر
محتلة ولا مكان فيها للمناورات
السياسية والتكتيكات الفتحاوية
الرعناء أي وجود , و دليلنا على
ذلك الصمود البطولي لأهلنا في
غزة في ظل المجازر الإسرائيلية
و في ذات الوقت الصبر و الثبات
الذي يبديه أهلنا في الضفة في
وجه الحِركيين الفتحاويين و أجهزة القهر السلطوية , و أصبح الإنتماء إلى حركة فتح ملازماً للعار والخيانة . و عندما نقوم بعقد المقارنة بين الفتحاويين و حِركيو الجزائر فإننا و بوعي تام ندرك أن هناك أخوة لنا من شرفاء فتح و لكن لا حول لهم ولا قوة في إدارة سياسات و توجهات الحركة , مع أن اللوم يقع على كثير من هؤلاء الشرفاء لسكوتهم طوال هذه السنوات الأربعين دون نقد فعال أو تغيير لهذه الحالة من الفساد و بقاءهم صامتين حتى تحولت حركة فتح إلى أداة يتحكم فيها الصهاينة و يسخروها حسب مقتضيات المصالح الإسرائيلية , و أصبح الانتساب إلى حركة فتح عار على جبين المنتسب و أضحت صفة فتحاوي توازي تماماً كلمة حِركي فهل سيتمكن هؤلاء الشرفاء من ثني عباس عن اعتزامه العودة إلى غزة على ظهر الدبابات الإسرائيلية و على أشلاء الأطفال ؟ . لقد كان رفض حركتي حماس و الجهاد للدعوة التي وجهها زعيم الحِرْكيين عباس لاجتماع الفصائل تعبير صادق عن الرغبة الشعبية الفلسطينية في رفض رئيس متهالك ما زال يتشبث بأمنيات تذكرنا بتمني إبليس دخول الجنة , و لن تمنح المقاومة الإسلامية عباس شرف الاستجابة لدعوته أو الاعتراف به رئيساً , عباس أيها الحِركي إرحل عن شعبنا مع قومك بنو إسرائيل . *كاتب
فلسطيني ahmedfelo@hotmail.com ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |