ـ

ـ

ـ

السبت  03/01/2009

من أجلك يا غزة المكلومه سأواصل رفض الهزيمة يا أيها الصامتون

حكايتي اليوم  تختلف عن باقي الحكايا التي كتبت أو قرأتموها. حكايا من ألف ليله وليله ولكن السوداء منها حكايا من كل بيت وكل زقاق وكل مخيم من كل طفل وطفله من كل شيخ من كل امرأة أنجبت نجوم وكواكب العرب  ولن اسرد كل حكايا أبطال الحكاية لأني سأحتاج إلى أوراق كثيرة وحبر أكثر،  كل إبطال الحكاية فلسطينيين حتى النخاع من غزة هاشم المكلومة .

هنا غزة عروس البحر المتوسط من شاطئ غزة الحزين الذي سمعته كم يتمنى أن يكون فيضانه فيضاناً هادئ وحاني ليغسل جراحنا في غزة ليمحو أثار الدم الساخن في شوارعك غزة ، ليلة ماضية ليست كباقي الليالي ليلة مضيئة وصاخبة كأنهم يرغبون أن يحتفلوا بعام جديد على أشلائنا في غزة.

حكايا غزة طويلة جداً فلكل بيت حكاية ورواية وقصة لا أريد أن يعرفها احد فحكاينا اكبر من الجميع ، واليوم سأترك كل الحكايا واحكي حكايتي التي هي قد تكون ابسط الروايات واقلها مأساة ومعاناة . أنا هنا لا احكي سياسة بل هي مشاعري الإنسانية كأم ترى ابنها يرتعد خوفا .

عندما بدأ القصف الهمجي بالأمس أحسست لثواني بأن الزمن قد توقف وان الحياة انتهت لهول الصدمة وقوة المفاجأة، فأنا أعيش في منطقة تل الهوى من يساري مقر جهاز الأمن الوقائي سابقا ومن خلف منزلي وزارة الأسري وعلى مسافة ليست ببعيدة مقر الرئاسة في تلك اللحظات وحين كانت القذائف من الأف 16 تنهمر بلحظة واحده دون توقف، صرخ ابني الذي بلغ الثانية عشر ربيعا قبل عشرة أيام ما بدي أموت بحب الحياة حرام أنا طفل يا ماما ما بدي أموت اخذ بالصراخ وأحسست بقلبه سيتوقف من الخوف أخذ يردد من هول الصدمة ليش ما طلعتوا من هون يا ماما حرام وفجاه بعد سيل من الكلمات المرعبة ضد كل ما هو عربي قال عاشت فلسطين حرة  يا ماما لم أجد إلا دموعي تنهمر وتذكرت قول احد الفلاسفة في بعض الأحيان يكون الصمت ابلغ من الكلام آه يا بني لو تدري كم قلبي مجروح وكم عقلي مضطرب ماذا أقول لك ولكل الجيل القادم أي الحكايا سأحكي أي الكلام سأقول وأي الأمنيات سأتمنى ووجدت نفس مثله أهذي بكلام وتساؤلات وأمنيات

نحن في غزة قلب واحد وعقل واحد ومصيرنا واحد.......

كم نحبك يا غزة رغم ظلام ليلك واختناق نهارك........

،  كم أحبك رغم الألم ورغم الجراح.........

أنا من غزة بلد العزة لا أحني راسي للشدة ......

صوتنا واحد.....

علمنا واحد.....

لا لتلون الأعلام نعم لوحدة الصف....

الذل والهوان لكل صامت....

الخزي والعار لكل الرؤوس المطأطئة,,,,,,,

كل المجد والفخار لشهدائنا الأبرار.....

كل التحية لخنساوات فلسطين.......

وشكرا لكل العرب الذين شاهدونا عبر الشاشات وبكوا وواصلوا حياتهم وهم يتفرجون على الشاشات ، شكرا لكل الأصوات الحرة ولكل من قاموا الليل دعاءا لغزة.

نحن هنا بخير رغم ما حدث ونحن هنا نستغني عن الجميع فلنا الله وهو خير الحافظين ولكن دعونا أسألكم وأجيبوا بينكم وبين أنفسكم .

ماذا فعلتم لغزة منذ بدء الحصار؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ماذا ستقولون لأطفالنا كل أطفال فلسطين في كتب التاريخ بعد سنين ؟؟؟؟؟؟؟
ماذا ستقولون لكل طفل تمنى أن ينام في بيت دافئ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ماذا ستقولون لكل من وقف في طوابير الخبز بانتظار دوره عشرات الساعات؟؟؟؟؟؟؟
ماذا ستقولون للمرضى وهم يحتضرون ألف مرة في اليوم لنقص دوائهم؟؟؟؟؟؟؟
ماذا ستطعمون الأطفال بدلا من حليب الأطفال الذي لم يعد الأهل يمتلكون ثمنه ؟؟؟؟؟؟

ماذا ستقولون لأمهات ثكلي فقدن أبنائهن دفاعا عن الشرف العربي المهدور ؟؟؟؟؟؟

ماذا ستقولون لكل البيوت المهدمة والزجاج المتناثر؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لا تقولوا شيئا يكفي أن تناموا وتحلموا بنا لن نزعجكم ولن نكون كوابيسكم فانتم لا تستحقون أن نأتي حتى إليكم يكفيكم ما ستعانيه ضمائركم يكفيكم ما سيحدث يوم اللقاء الأعظم.

من غزة مع كل الحزن

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ