ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
إلى
غزة.. ومن غزة افتتاحية
النداء مازال
العدوان الإسرائيلي الغاشم
والآثم يحصد مزيدًا من الأرواح
الطاهرة البريئة وما زالت
الدماء الزكيّة تسيل في البيوت
والمدارس والطرقات. ارتفع عدد
الضحايا إلى أكثر من 2700، بين
شهيد وجريح، منهم الأطفال و
النساء والشيوخ العُزّل. والعالم
يتفرّج.. لكن الأكثر إيلاماً هو
تكرار ردود الفعل العربية
نفسها، وتلك الفلسطينية أيضاً. فقد
اجتمع وزراء الخارجية العرب،
وأصدروا بياناً يستنكر العدوان
ويطالب بوقفه فوراً، كما رفعوا
مشروعهم إلى مجلس الأمن الذي لم
يتوصل إلى قرار بسبب الإصرار
الأمريكي على أنه "غير متوازن".
والمقصود بالتوازن هنا، بين
إسرائيل وحماس، أو بينها وبين
أهل غزة، أو بين طائراتها
وعدّتها الحربية وصواريخ غزة! كما قام
العرب بتشغيل عدّتهم النارية
الإعلامية، وسُمِح لبعض
تظاهرات الاحتجاح الشعبية
بالتعبير عن تضامنها، أو قاموا
بتسيير مسيرات "مُسيّرة"
في أماكن أخرى. وابتدأت تعبيرات
التعاطف الشعبية بالظهور عن
طريق جمع المساعدات والتبرّعات.
وهذا كلهّ جميل ومطلوب، وهو
أضعف الإيمان بالطبع، لكنه
متكرّر دائماً، كما العدوان
متكرر.. ومتصاعد. تريد
إسرائيل تحطيم الإرادة والعقل
والهدف الفلسطيني- العربي،
فماذا نريد نحن، أو ماذا نفعل،
ما خلا الأسى واللوعة والحسرة؟! طريقة
إسرائيل في تحطيم الإرادة هي
ممارسة العنف البالغ الشدّة
وإسالة الدماء إلى الحدّ
الأقصى، في حين يرى بعضنا في
الدم والموت فوزاً أو طريقاً
إلى الفوز، وتتداعى عزيمة
الأكثرية الصامتة التي أنهكهها
الحصار الطويل وتقادم القضية. ومدخلها
إلى تشتيت العقل الفلسطيني
إغراقه بالحالات اليومية
القاهرة التي تصبح شغلاً شاغلاً
بذاتها، يدعمها في ذلك أولئك
الذين يهاجمون العقل والمراجعة
ويتهمون دعاتهما بالتراخي عن
القتال في وقته، ووقته دائم
عندهم. في حين
يشكّل حلم الفلسطينيين في إقامة
دولتهم المستقلة وإنهاء
الاحتلال هدفاً مُضمراً
أساسياً لإسرائيل، تحاول أن
تثبت بالضرب العميق وطريقة
الردّ والخلافات أن الشعب
الفلسطيني غير مؤهل لتأسيس دولة.
. وهنا ذروة للأزمة لا يراها
أغلبنا. إن
المسألة الملحة الآن هي إيقاف
المجزرة والجريمة الإسرائيلية،
ومن أجل ذلك ينبغي للاختلاف
ألاّ يكون سبباً للتأخر عن
العمل الفعّال والضاغط الموحد
والمتناغم لإجبار العدوان على
التراجع. غير
ذلك، ومنذ الآن، لا بدّ من
مراجعة شاملة للأوضاع، ومراجعة
ذاتية كبرى، من قبل فتح وحماس
والسلطة الوطنية والقوى
الفلسطينية كلها- ونحن معها
أيضاً-، ولا يحسبنّ أحد أن
الأغلبية سوف تبقى
صامتةً إلى الأبد. لكن
تعيين الأولويات ضرورة راهنة
ومباشرة. نحن
أولاً نجدد التأكيد على بيان
إعلان دمشق يوم بدء العدوان،
فلا نشجبه وحسب، بل نطالب
العالم كله بأن يقوم بواجبه
أمام المجزرة المستمرة، فيعمل
على وقفها والتنديد بها ووضع
حدٍّ للعربدة الإسرائيلية
المنفلتة من عقالها. كما
ندعو الحكومات العربية ثانياً
إلى وضع خلافاتها جانباً في
ساعة الحدث الكبير، والالتفاف
حول الشعب الفلسطيني لوقف
العدوان وإنهاء حصار غزة وتشجيع
الحوار بين الفصائل الفلسطينية
على الأسس التي طالما جمعتها في
السابق. وندعو
شعبنا والشعوب العربية- قبل
حكامها- ثالثاًً، إلى التعبير
الواضح عن التضامن مع غزة،
وتقديم كلّ مساعدة ممكنة. ودعوتنا
الثابتة إلى تنكّب جانب العقل
والنظر العميق والترفّع عن
المكاسب السياسية العابرة أو
المُرتَهنة، والبدء بمراجعة
شاملة، منذ الآن... تحية
إكبار واجلال لأرواح الشهداء
الأبرار، ونحن
معكم يا أهلنا الصامدين تحت
ألسنة النار والدمار. ـــــــــــــــ هيئة
التحرير - السبت/3/كانون الثاني/2009م النداء:
www.annidaa.org ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |