ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
العبر
من حرب الفرقان في
غزَّة
الشيخ
حامد بن عبدالله لم يبعد
القائد المجاهد إسماعيل هنيّة
عن الحق قيد أنملة ، عندما وصف
المعركة التي تدور رحاها بين
جند الإيمان في غزة ، وجنود
إبليس من الصهاينة الجبناء ،
ومن معهم من الأذناب العملاء ،
عندما وصفها بأنها معركة
الفرقان ، فهي والله كذلك . فقد
تجلى بها من
أول قذيفة أطلقها الصهاينة على
غزة ما
كان خافيا ، وظهر ما كان باطنا ،
وانجلى الصدق مشرقاً على جباه
الصادقين ، وأظلمت من ذلك الحين
، وجوه الخونة المتآمرين . وإنَّ
فيها لعبراً عظيمة : أولا :
أنها كشفت حقيقة المؤامرة التي
حاكها من يسمُّون أنفسهم محور
الإعتلال ( الاعتدال ) على
مقدِّساتنا في فلسطين ، وأنهم
اتفقوا مع الصهاينة على تصفية
القضية الفلسطينية ، عن طريق
إنهاء خط المقاومة ، وإرجاع
عباس إلى غزة ، لأنه وحده
المفتاح الذي سيتم به القضاء
على كلِّ حقوق أمّتنا في فلسطين
، وقد أعدّه الصهاينة لذلك
إعداداً طويلا . وعندما
فشل في غزة فشلاً ذريعاً ،
واستطاعت حماس أن تسيطر على
كلِّ شيء ، قاده إحباط الفشل ،
وجنون الحسد ، إلى أن ينتهك كلَّ
المحرمات وليس
عنده محرمات
ليحطم حماس ، فنسأل الله أن
يريه الخسران المبين ، ويرده
على عقبه من الخاسرين ، هو
وأسياده الصهاينة ، قبل أن يحقق
ما في نفسه . وقد
تبيَّن أن هذه الحكومات التابعة
لمحور الإعتدال ، على إستعداد
أن تضحّي بكل النفوس المسلمة في
غزَّة ، وإهراق دماء جميع
الأبرياء فيها ، من أجل تحقيق
هدف الصهاينة في القضاء على
سلاح المقاومة ، لإجبار الشعب
الفلسطيني على الإستسلام التام
للشروط الصهيونية ، فياللعجب..
كيف تحملَّت نفوسهم ، عظيم
جرمهم ، وغلظ قلوبهم ، وفساد
فطرهم ، وإنطماس بصائرهم ،
عليهم لعنة الله من طواغيت
مردوا على النفاق. ثانيا :
كشفت أنهم لايقيمون وزنا
لشعوبهم ، فهم لم يبالوا أن
تكتشف الشعوب الخيانة برمّتها ،
وأنَّ هذه الزعامات أخَّرت
اجتماع وزراء الخارجية إلى خامس
يوم من العدوان ، لإمهال
الصهاينة فترة كافية لسحق
المقاومة في فلسطين ، ثم عرقلوا
إنعقاد القمة العربية ، ثم
رفعوا القضية إلى مجلس الأمن ،
وهم يعلمون أنه لم يأت بخير قطّ
لأمّتنا ، وأنّى له أن يفعل . أنهم
فعلوا كلَّ ذلك ، تآمراً على
الأمة الإسلامية ، واستهانةً
بشعوبهم. وكأني
بهؤلاء الخونة يقولون للصهاينة
: لاعليكم شعوبنا ستتظاهر فقط ،
وأما نحن فسنشجب فحسب كالعادة ،
وما هي إلاّ فترة يسيرة من القصف
و التدمير ، ثم نبني بأموالنا ما
دمَّرتم ، وينسى الناس الدماء
والجراح ، ثم نرتاح من سماع
القضية الفلسطينية بعد زوال
حماس ، تلك القضية التي لم نجن
من وراءه شيئا !! فنسأل
الله أن يخيب آمالهم هذه المرة،
فيجعل هذه الحرب تنقلب عليهم
بالوبال العظيم، وتصير لأهلنا
في فلسطين بردا وسلاما. ثالثا :
سبب كلّ هذا العدوان المجنون
على غزة ، أنَّ الصهاينة علموا
أن أيّ تأخير عن هذا الوقت ، لن
يكون في صالحهم ، فبوش يودّع
البيت الأبيض ، وما سيأتي بعده
غير مضمون كما ضمنوا بوش ،
وعبّاس ستنتهي ولايته قريبا ،
ولهذا فهو كان أشد الناس
إلحاحاً على الصهاينة أنْ
يهاجموا غزة وشيكاً ، ثم الأزمة
الإقتصادية آخذة بخناق الكيان
الصهيوني ، وكلَّما تأخروا في
هذا العدوان ، كانوا في وضع أضعف
فأضعف ، إضافة إلى أن الصراع
الحزبي الصهيوني قاد
المتنافسين فيه إلى التضحية
بدماء الفلسطينيين كالعادة رابعا :
لم يتوقع الصهاينة هذا الثبات
العظيم من قادة حماس ، وقد
أذهلتهم قدرتها الصاروخية التي
لم تتأثر بالقصف الصهيوني
المكثف ، ولهذا أخذ أولمرت
يتحدث أنه لايريد حربا طويلة ،
ذلك أن توقع أن يصل الجيش
الصهيوني إلى مرحلة يعجز فيها
عن تحقيق أي مكاسب جديدة ،
وسينقلب الوضع رأسا على عقب
لصالح حماس ، وهذا ما نسأل الله
تعالى أن يحدث. خامسا :
شرّفت حماس أمة الإسلام ،
وأثبتت أن الأمّة قادرة على أن
تضرب أروع الأمثلة من الصمود
العظيم ، في أحلك الظروف ، مع
شدِّة الحصار ، فهذه الحرب
يخوضها الصهاينة بكلّ قذارة ،
وكلّ جبن ، على بقعة صغيرة
مكتظّة من السكان ، تواجه فيه
حماس ، أحد أقوى الجيوش عِدّةً ،
وعتاداً ، مدعوم من كلِّ العالم
الغربي ، وبتواطؤ من خونة العرب
، ومع ذلك
ثبتت حماس ثباتا عظيماً ،
فأظهرت للعالم كلّه ، وجه الأمة
الإسلامية المشرق ، وقيمها
الحضارية العليا ، وفأصبحت
مثالا يحتذى ، وذكرى متلألأة
بالمجد محفورة في ذاكرة أمتنا ،
لن تنساها. سادسا :
تأمّلوا معي كيف أورث الثبات في
المواجهة ، والصبر على المبادئ
، أنْ هتفت الأمة كلُّها لحماس ،
واصطفّت وراءها
إلاّ الخونة وبعض الحمقى
والمخابيل وتحولت
إلى قمّة المجد ، وتربّعت على
تاج التاريخ ، بينما دخل عباس
وزمرته وخونة العرب الذين
تآمروا معه على الجهاد
الفلسطيني ، لا أقول مزبلة
التاريخ ، ولا مرحاض التاريخ ،
بل حثالة الصرف الصحي المتجمّع
من مرحاض التاريخ ! سابعا :
وتأمّلوا أيضا .. كيف أنّ هذا
والله هو النصر الحقيقي ، وحتّى
لو استشهد كلُّ أولئك القادة
الأبطال ، لكان كلُّ شهيد منهم ،
مناراً من المنارات لهذه الأمة،
ومعلم من معالم نصرها ، وقارنوا
بين هذا النصر العظيم ، وبين خزي
عباس وزمرته ، لاسيما بعدما
يدخلون لاقدر
الله ولن يكون بإذن الله
غزة على الدبابات الصهيونية
، وكيف ستلحقهم لعنة هذه
الخيانة التي ولغت في دماء أهل
فلسطين حتى ثملت ، ستلحقهم في
الدنيا ، والآخرة. ثامنا :
هذه الحرب ، حرب الفرقان ، تدل
على مدى غباء الصهاينة ، فهم
يظنون أن القضاء على حماس سينهي
المقاومة ، ولم يعتبروا أنّه
طيلة عقود مضت على أرض فلسطين
الطاهرة ، استشهد الآلاف من
القادة ، والجنود ، فما زاد ذلك
الجهاد الفلسطيني إلاّ قوّة ،
وما أضاف إليه إلاّ عزيمة على
عزيمته وما
دروْا أنَّ هذه الأمة إنما
تنعشها دماءُ الشهداء ، وترفعها
تضحيات المجاهدين ، وأن الله
تعالى تكفل لها أن يبلغ بها ذُرا
المجد ، على قدر ما تسال دماؤُهم
تحت لواءه . تاسعا :
كشفت هذه الحرب أنَّ علماء
السلطة ، بلاءٌ عظيم على أمتنا ،
وأنهم من أعظم أسباب شقاءها ،
وذلهّا ، وأنهم شركاء بصمتهم
المخزي مع الصهاينة في جرائمهم
.. والعجب والله
منهم .. لئن لم يكن لهم دينٌ
يدفعهم لنصرة إخوانهم ، أفلم
يكن معهم ضمير كضمير غير
المسلمين الذين وقفوا مع أهل
غزة؟! .. فالحمد لله الذي عافانا
مما ابتلاهم به ! عاشرا :
كما كشفت هذه الحرب جعجعة حزب
حسن نصر ، وأنَّ معادلته التي
يعمل من أجلها ، لاتنظر إلى
القضية الفلسطينية إلاّ على
أنها رقم دعائي ثانوي فيها ،
يستفيد منه دعائيا ، بشرط أن
لايضحّي من أجله بشيء ! ولهذا
كانت صواريخه ، أغلى عنده من
نفوس المسلمين في غزة ، فبخل أن
يطلق صاروخاً واحداً ، أو حتى
يهدد بذلك ، ليربك حسابات
الصهاينة ، في وقت يحتاج
المسلمون في غزة إلى أي تحرُّك
يحقن دماءهم التي تهُراق ليلا
ونهارا ! وأخيرا
.. فليعلم الصهاينة أن هذه
الجريمة العظيمة التي تُقترف في
غزة ، ستبقي في نفوس كلِّ
المسلمين ، ثأرا لن يغسله إلاّ
زوال الكيان الصهيوني ، ومحوه
من الوجود ، وأن دمَ كلّ فلسطيني
استشهد مرابطا على أرض غزة ،
سيلاحق هذا الكيان المغتصب إلى
أن يزلزل أركانه . وإني
والله أرى هذه الحرب ، إنما تعلن
نهاية الكيان الصهيوني ،ولكن
أكثر الناس لايعلمون وليعلم
كلُّ الذين تآمروا على هذه
الدماء الطاهرة في غزة ، أن الله
تعالى سيأخذهم أخذ عزيز مقتدر ،
وأن الله تعالى سيخيب آمالهم ،
ويردّهم على أعقابهم ، ويريهم
يوما أسودا ، وإنَّ هذه العاقبة
لبادية من اليوم على وجوههم
العفنة ، وجباههم المتعفّنة . فاللهم
أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ،
ولاتغادر منهم أحدا ..آمين ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |