ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حوار
على الأولويات: غزة أولا عريب
الرنتاوي تفترض
الصيغة التي عرضها رئيس المكتب
السياسي لحماس خالد مشغل لتنظيم
الحركة على معبر رفح، دورا
مشتركا لحكومة حماس في غزة
وللرئاسة في رام الله في إدارة
المعبر من الجانب الفلسطيني،
وهو دور لا يمكن التفكير به أو
الاتفاق عليه، إلا بحوار بين
فتح وحماس وبتوافق على تفاصيل
هذه المسألة بالحد الأدنى على
الأقل؟ ومع
ارتفاع وتيرة الحراك السياسي
المتصاعد على وقع العدوان في
غزة، ومع تكاثر "المبادرات
والوساطات" الإقليمية
والدولية، تزداد الحاجة لتنسيق
المواقف الفلسطينية وتوحيدها،
أقله حيال المسائل التي تدور
حولها المبادرات وينشغل بها
الوسطاء، ولقد شهدنا في الأيام
الثلاثة الأخيرة، بوادر انفراج
في العلاقات الفلسطينية
الداخلية، وإرهاصات غزل متردد
يدور على استحياء بين الطرفين. القيادة
الفلسطينية علقت (لم توقف أو
تنسحب من) المفاوضات مع الجانب
الإسرائيلي، وهذه خطوة رمزية
على أية حال فالمفاوضات معلقة
أساسا لأسباب تتعلق بانشغال
الجانب الإسرائيلي
بالانتخابات، وهي – القيادة –
ألمحت ولم تصرح باستعدادها
للانسحاب من المفاوضات واللجوء
إلى خيارات أخرى، إن وجدت أن لا
بد مما ليس منه بد، والقيادة
الفلسطينية أصدرت قرارها بوقف
حملات التحريض والاشتباك
الإعلامي، وأصدرت الدعوة تلو
الأخرى للحوار مع الجميع، بمن
فيهم حماس والجهاد. في
المقابل، رد خالد مشعل وبعض
قادة حماس على "تحية رام
الله" بمثلها، فهو تحدث عن
حوار حول سبل وقف العدوان ورفع
الحصار وفتح المعابر، وعن وحدة
في الميدان، وهو طلب وقف
الحملات الإعلامية، وهو أبدى
استعدادا للخروج في أنشطة شعبية
مشتركة تحت العلم الفلسطيني
الموحد والجامع، ثم تقدم خطوة
سياسية هامة للأمام عندما
استرجع في كلمته المسجلة للشعب
الفلسطيني، عرضا سبق لحماس أن
تقدمت به لمصر لتنظيم الحركة
على "معبر رفح" بالتنسيق ما
بين السلطة وحكومة حماس في غزة،
لكأنه بذلك يشير إلى استعداد
الحركة للقبول بهذه الصيغة
لتشغيل المعبر، أو لكأنه
بالأحرى يرد على اتهامات الرئيس
المصري للحركة وحكومتها بأنها
تنوي الاستئثار بالمعبر
لنفسها، والأرجح أن قصد الأمرين
معا، وضرب عصفورين بحجر واحد. وأحسب
الآن، أن على الجانبين أن يتبعا
"إعلان النوايا" الذي صدر
عن كل منهما على حدة، بسلسلة من
خطوات وإجراءات بناء الثقة،
بدءا بإطلاق سراح جميع
المعتقلين السياسيين وإعادة
فتح كافة المكاتب والجمعيات
والمؤسسات التابعة لكل منهما في
الضفة والقطاع، وأن يشرعا معا
في وضع خطة لـ"تثوير" الضفة
الغربية، والتميهد أقله،
لانتفاضة شعبية مدنية ضد
الاحتلال، بدل التلهي بالحصول
على تراخيص للمظاهرات وقيام
الشرطة والأجهزة الأمنية
الفلسطينية الجديدة بقمع
المظاهرات في الخليل، فمن
المعيب أن يكون أول جرحى
مظاهرات التضامن مع الشعب
الفلسطيني قد سقطوا في فلسطين
وعلى يد أجهزة حكومة سلام فياض
ومن معه من وزراء "المجتمع
المدني" واليسارين القدامى؟!. أيا يكن
من أمر، فإن فرصة استعادة
الحوار الفلسطيني تلوح في
الأفق، وهي ستتعاظم مع تعاظم
الحراك السياسي والدبلوماسي
الذي يغذيه ويحركه ويشجعه،
الصمود الأسطوري الباسل
للفلسطينيين في القطاع، من
مواطنين ومقاومين من مختلف
القوى والفصائل على حد سواء،
والأرجح أن الحوار سينصب على
"الأولويات" الضاغطة على
العقل والضمير الفلسطينيين
النازفين في غزة المحاصرة
والجائعة، ولا أظن أن أحدا لديه
الرغبة على الدخول في جدل حول
جنس الملائكة فيما حمم الرصاص
المصهور تنسكب على رؤوس الأطفال
في القطاع. ننظر
بإيجابية وارتياح لهذه
التطورات المتقابلة على ضفتي
خندق الصراع الفلسطيني
الداخلي، وإن كنا ما زلنا على
خشيتنا من أن نكون أمام
"هبة" أملتها الكارثة
المحدقة بغزة وفلسطين، سرعان ما
ستتلاشى عندما تصمت المدافع
الإسرائيلية، أو عند أول جولة
ضغوط دولية وإقليمية، أو عند أن
اصطدام للمصالح الفئوية
والفصائلية الضيقة، كما أننا ما
زلنا على خشيتنا من أن نكون أمام
"فخ" أو "طريق
التفافي" للدخول على خط
"صراع السلطة والنفوذ" من
بوابة العدوان والتهدئة وجرح
غزة النازف ؟!.. خلاصة
القول: تدرك حماس أن الحراك
السياسي لا بد سيأخذ بنظر
الاعتبار دور السلطة في رام
الله، التي ينظر العرب والعالم
لها بوصفها عنوان الشرعية
الفلسطينية، بصرف النظر عن
نتائج الانتخابات الأخيرة،
والسلطة من جانبها، تدرك أن أي
اتفاق أو صفقة لإنهاء العدوان
المجنون، ليس ممكنا ولن يرى
النور من دون موافقة حماس
وقبولها، فهي وحدها صاحبة اليد
العليا في القطاع، وطالما أن
وقف العدوان وإنهاء الحصار وفتح
المعابر، هو الهدف – المعلن على
الأقل – للجميع، فإن الحوار
يصبح أمرا لا غنى عنه. ولكنه
حوار ينطلق من الأولويات
الضاغطة والراهنة،..حوار متجرد
من أي تفكير أو محاولة لتوظيف
مجريات العدوان ونتائجه
المحتملة خدمة لأغراص فصائلية،
فلا يجوز للسطة أو بعض أركانها
أن يفكروا بأمر كهذا، وبعضهم
فكّر ودبّر، وبئس ما فكّر وما
دبّر، ولا يجوز لحماس أن تأخذها
رغبة مضمرة في تجيير نتائج
الصمود والبطولة في غزة لحسابها
وحدها، وطالما أن هناك فرصة
لتحويل هذا الوضع الكارثي السيء
إلى وضع حسن فلسطينيا، فليتم
ذلك بالحوار، وعلى المستوى
الوطني، وخدمة للمصلحة الوطنية
العليا للشعب الفلسطيني. هي
ممرات إجبارية، ستجد الأطراف
نفسها مرغمة على سلوكها إن هي
أخلصت لقضية وقف العدوان ورفع
الحصار وفتح المعابر، وستُختبر
على مائدة الحوار، وربما من أول
جلسة، مواقف وطروحات كثيرة،
وسيظهر الغث من السمين، والطيب
من الخبيث من المواقف والنوايا
والاستهدافات، أما اليوم فإننا
نردد ما قاله عباس ومشعل، أو ما
نعتقد أنها قالاه وقصداه: لنذهب
للحوار وليقتصر الحوار اليوم
على الأولويات، وليكن شعارنا
"غزة أولا". ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |