ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
يا
دمنا .....! أيمن
اللبدي* ليعذرني
القارئ الكريم، ثمة ما يخنق
الأصابع تماما كما هو خانق
لقصبات التنفس، فلا يتوقعن إلا
عدة أسطر. لن تكون
كثيرة، نعده بهذا، ذلك أن الأرض
هي التي تتكلم الآن. الأرض
بتتكلم "عربي" يا شيخ سيد ،
هذا في الماضي نعم ….الآن الأرض
بتتكلم شيء آخر تماماً. لا أدري
لماذا علينا كل عشرين أو نصفها
أن نمتحن ذات الجواب " يا
وحدنا……". العرب
والمسلمون أعطونا في بيروت طوال
ثمانية وثمانين يوما "صوتاً"
وهمة إذاعية ، هذا مع وجود جبهة
الصمود والتصدي والتحدي، ويوم
كان الجيش العراقي لا زال جيشاً… هل
تذكرون الأنشودة ( بالصوت كانوا
معانا يا بيروت، والصورة ذابت
في المية …..) استدكوا
الصورة والحمد لله ….أما
تذكرون؟ فالعرب
ومعهم المسلمون في جنين وطيلة
أسبوعين كاملين أعطونا " همة
فضائية "…. اليوم
هم سيضيفون على الهمة الفضائية،
همة جديدة ….هل عرفتم ما اسمها
…(همة بلاغية )…. صحيح ما
قاله الأمين العام، ما لجرح
بميت إيلام ……لكن أريد أن أصحح
له : الجرح فينا سيدي الوزير …وهو
يؤلم.. ما هي
الحصيلة ؟ سيوف من
ورق !…..سيوفاً من صوت : بكاء
أحيانا ودعاء أخرى … الجماهير
كلمة لازمة للظل للفعل وليس
للتنظير ولا الأماني ، لذا حبذا
لو لا يستخدمها البعض لأنها غدت
مضحكة …. الأمة
كلمة كبيرة جداً لا يمكنها أن
تتوفّر حتى إشعار آخر… العرب :
أعاريب ….. المسلمون:
بعضهم في النووي وبعضهم في
المنوي… الذين
في النووي هدفهم ما عند الذين في
المنوي …ولا شيء أكثر…. بالمناسبة
بعض الذين طالما جلسوا بعيداً
ينظّرون علينا بأسباب النصر
والهزيمة، يعيبون ثورتنا
الوطنية أنها ليست تحت راية (الأخوان)
أو راية (العقيدة) أو راية (
السلفية) واضحة بائنة، وأن هذا
سبب تخلّفهم عن أن يكونوا في أول
المحاربين ، ولذا عزفوا عنا
طيلة أربعين ونيّف ….ما قولهم
اليوم؟ يهمنا أن نسمع إلام
تطوّر القول! صحيح أن
(بعضنا) أوغل حتى أتلف (نصفنا) ….لكن
الحرب القائمة اليوم هي ضدنا
كلنا ، سواء أأعلن ذلك العدو أم
أخفاه… يحق لنا
اليوم أن نسأل : أين آباء
المقاومات العربية والإسلامية
؟ خاصة أولئك الذين أشبعونا
لطماً وأحيانا معايرةً
ومزاودةات ؟ أين
هاتيك الدول الممانعة ؟ وفيم
تمنعها وهي من الراغبات …..أم أن
التمنّع يكون فقط على دمنا …! من حقنا
أن نسأل: نحن جميعا اليوم في
الجحيم كفلسطينيين، بغض النظر
من عالج الأمر قبل أوانه …..كلنا
في المحرقة، وكلنا يحتاج إجابة
…. لم نكن
نفرّ يوماً من حتمية المواجهة،
نعرف أنه العدو، ونعرف أنه
طالما لم نأخذ كامل حقنا على كل
ترابنا الوطني، وأن تكون
عودتنا، كل عودتنا، فلا بد من
ثورة ولا بد من ثائر، حتى لو
قامت الف معاهدة والف سلطة، فهي
أجيال، وهي متلازمات، ولكننا
كنا لشديد الأسف على يقين تام،
أن هكذا هي الصورة قادمة…..يا
وحدنا … العدو
الصهيوني لن ينتصر… ربما
يكسب جولة جديدة ، ربما يذبحنا
من الوريد إلى الوريد، ربما
يحقق في عدوانه بعض الأغراض…لكنه
لن ينتصر.. شعبنا
سينتصر… فلسطين
ستنتصر… كيف؟ لأنها
ستبقى الحروف الستة التي يجيبها
المجيب عند النداء… لا يهمه
متى ولماذا وكيف وبقية الأسئلة
….يهمه فقط أن يجيب…. نحن
نقول لبيك يا فلسطين …. لبيك يا
دمنا …. اليوم
يا أبناء فلسطين: سوا أكنتم
تصلون للصليب، أم تصلون إلى
المحاريب….علينا أن ندرك انها
حربنا، وأنه دمنا، وأن لا شيء
سيأتي لا من الأرض ولا من البحر،
وربما لا من السماء… فيا
دمنا ….يا (دمنا)… ـــــــــــــ *نائب
رئيس تحرير صحيفة «الحقائق»
والمشرف العام على «الحقائق
الثقافية». ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |