ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أأنت
فلسطيني؟!
كتب
: د. سعود محمد العصفور أريد
زوجة فلسطينية تذكرني بفلسطين! أريدها
فلسطينية أصيلة! أريدها
ترضع أولادها رضاعة طبيعية! أريد
برتقالة فلسطين وعصيرها! أريدها
تطبخ ليل نهار بزيت الزيتون! أريد
أولادي يرفعون غصن الزيتون في
أيديهم، ويصيحون نحن أطفال
فلسطينيون! لا
أريدها من فلسطين المعربة
والمدولة بعد احتلالها! أريدها
من أرضها الطيبة المقدسة! ضاعت
فلسطين! يا حسرة
أهلها! سألني
أحدهم: أأنت فلسطيني؟! قلت:
لا، أنا كويتي من بطن الكويت،
قال: عجباً تكتب عن فلسطين؟! قلت:
وماذا في ذلك من عجب؟ قال:
فلسطين صارت قضية مستهلكة؟! قلت
والألم يعتصرني: صارت مستهلكة،
وصرنا نرددها صباح مساء، قضية
فلسطين صارت في آخر سلالم
أولوياتنا! أضحت
فلسطين بقدسها لا تمثل إلا لهفة
الماضي السحيق الذي يجر
ذكرياتنا إلى واقع أليم، وقد لا
تكون اليوم في مخيلة أطفالنا،
فنحن لم نرها مذ ولدنا! فتحنا
عيوننا على واقع احتلالها من
يهود العالم الذين أصبحت لهم
أرض الميعاد فتنادوا من كل صقع،
وسكنوها وألفوا بها مجتمعهم
الجديد، أما نحن فنعيش على
ذكريات عمر بن الخطاب رضي الله
عنه، وعلى فتح صلاح الدين
الأيوبي الظافر. أقول
وفي القلب لوعة: لم تفتح عيوننا
على بيت المقدس وقبة الصخرة،
ولم يعرف حتى أطفالنا كيف يكون
هذا المكان واقعاً ملموساً، فهم
لا يعرفونه إلا من خلال أطفال
الحجارة، وأعمال الحفر
والتنقيب عن الهيكل المزعوم
التي لم تقف منذ احتلاله. عرفنا
أهل فلسطين في الكويت وكانوا
كثرة سكنوا دورنا وتعلموا في
مدارسنا وشاركونا أعمالنا، ثم
جاء الغزو من قبل النظام
العراقي البائد، وفعل بنا بعض
من لا ينتمون إلى فلسطين
الحقيقية ما فعلوا ثم رحلوا! لكن، من
منا يذكر أهل فلسطين السليبة
الذين بقوا في أرضها الطيبة
المقدسة، ولم يخرجوا على الرغم
من شدة التنكيل، وبطش اليهود؟! إن
أولئك الذين صمدوا في وجه قوات
الاحتلال اليهودي لا بد أن يكون
لهم حق التقدير في كل موطن وفي
كل زمان، وأن تكون قضيتهم
الأولى في سلم أولوياتنا. فلسطينيو
الداخل، هذه إحدى التسميات التي
أطلقت عليهم، بل سموا أيضاً «فلسطينيو
الشتات»؟! يا هول سخافة هذه
التسمية الأخيرة! أهل
فلسطين صاروا ألعوبة الأمم
قاطبة لا العربية فحسب، الكل
يتاجر بقضيتهم ويجعلها فاتحة
أكذوبته! منظمات
فلسطين أخشى أن تكون أكثر عدداً
من النمل! لكنها في واقع الحال
لا تحكي إلا واقع تسمية واحدة،
فلسطين الشتات! شتات، شتات،
شتات! فتح
الأفتاح! وحماسة الأحماس!
وكتائب الشتات! والتسميات
كثيرة، لكن لا نهج، لا هدف سوى
الشتات! أليس
العاقل يتدبر ويتعظ بغيره؟! فقد
طفح كيل فلسطينيي الداخل وبحت
أصواتهم، أن اتحدوا لتكون
كلمتكم واحدة وهدفكم المسموع
واحداً، لكن لا صوت إلا صوت
السلاح يستخدم بين الحين والآخر
بين الأشقاء في رحلة الشتات! إنها
دعوة مخلصة من غيور محب لأرض
فلسطين السليبة ان في الاتحاد
قوة، وان في التشرذم كل هوان
وضعف، فلا خلاص إلا إذا حسنت
النيات، وصدق العمل. رأفة يا
من تدعون النصرة بأهل فلسطين
الذين يكابدون واقع أيامهم حرقة
الأمل، ولهفة واقع التفرق في كل
لحظة. وصيحة
مكررة لمستعصم أمة يجر أذيال
أثوابه المبللة بدموع الأطفال
اليتم في فلسطين، وهو يجمع
الشتات، ويوحد الكلمة، ويوجه
سهامه لأعداء الأمة، ويكسر سيوف
الغدر التي تصوب إلى صدور رفاق
السلاح. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |