ـ

ـ

ـ

الأربعاء  07/01/2009

بسم الله الرحمن الرحيم

تأييد واتهامات لحماس

هيثم عياش

برلين  /‏05‏/01‏/09

تفاوتت آراء السياسة الالمانية حول الجهة المسئولة عن تدهور الوضع في قطاع غزة الذي نجم عنه مؤخرا اجتياح بري لذلك القطاع وما اذا كانت المانيا بمقدرتها القيام بدور فعال في وقف اعمال تدمير الآلية العسكرية الصهيونية واستباحتها للابرياء من سكان مدينة غزة ، ففي حين أكد رئيس شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني / السياسي المسيحي / روبريخت بولنتس مسئولية حماس وحدها عما يجري في تلك المنطقة لاستمرار عناصرها بقصف المستوطنات الصهيونية والقرى والمدن الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال الصهيوني مؤكدا ان ليس فقط الكيان الصهيوني يتهم حماس بذلك بل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أكد بأن حماس مسئولة عما وصلت اليه الاوضاع في المنطقة وان للكيان الصهيوني الحق بالدفاع عن مواطنيه وشرعيته ايضا وذلك لإرغام قادة حماس وعناصرهم بالتوقف عن قصف صورايخهم الا أنه أشار الى ضرورة التوصل الى صيغة مرضية تنهي اعمال العنف وتدعو الى وقف اطلاق النار والتي تكمن بفتح المعابر اذ ان اغلاقها جعل شعب غزة ضحية مقاطعة الغرب لحماس بالعملية السلمية مؤكدا بأن اوروبا التي رفضت الحوار مع حماس جاء جراء موقف حماس الرافض بالاعتراف بالاتفاقيات الدولية التي تمت بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني معترفا بالوقت نفسه مسئولية للاوروبيين عما يجري مؤكدا الى ضرورة اعطاء الثقة بقادة حماس لدمجهم بالمشروع السياسي  لإحلال السلام في المنطقة معلنا بأن الدبابة لن تستطيع وحدها ارغام حماس والمقاومة الفلسطينية الاسلامية وغيرها بوقف اطلاق الصواريخ على المستوطنات بل السياسة . بينما اكد  عضو شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الاوروبي / السياسي المسيحي الالماني  ورئيس كتلة المسيحيين الالمان بالبرلمان الاوروبي / ايلمار بروك   بأن حماس لا تريد سلاما  مع الصهاينة معتقدا بأن مصر التي تقوم بوساطة لوقف اطلاق النار تملك تأثيرا اكثر على حماس من غيرها من الدول العربية لاقناعها بوقف اطلاق الصواريخ كحل رئيسي اذ ان مصر / وعلى حسب رأيه / تعتبر ناطقة باسم الزعماء العرب المعتدلين واذا ما كان نصيب من الانفراج فيجب ان يتم تعاون جماعي بين الدول العربية المعتدلة مع روسيا والاوربيين والولايات المتحدة الامريكية اضافة الى الامم المتحدة والمساهمة بإبعاد تأثير ايران على حماس والمقاومة الاسلامية الاخرى في المنطقة مؤكدا بأن ارتفاع نبرات الشعوب الاسلامية وتأييدها لحماس سيكون له عواقب وخيمة على الاروبيين والكيان الصهيوني ويجب الحيلولة دون ازدياد هذه النبرات والعمل على وقف اطلاق النار اذ ان الحمية الاسلامية لحماس والشعب الفلسطيني ستؤدي الى حروب حقيقية بين العالم الاسلامي والغرب . الا أن عضو شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني وزير البيئة السابق يورجين تريتين رأى ان الاتهامات بتحمل حماس المسئولية  لما يجري غير عادل موضحا ان شعب غزة محاصر منذ اكثر من ثمنيةعشر شهرا فالجوع والقهر والفقر يسيطرون على شعب غزة الاعزال وانه لا بد للخروج من هذا الحصار متساءلا عن اسباب رفض مصر لفتح معبر رفح وان سياسة الحكومة المصرية يعتبر غير انساني وتتحمل مصر مسئولية ما آلت اليه اوضاع الشعب الفلسطيني مؤكدا الى ضرورة ان يقوم الاوروبيون بتغيير سياستهم تجاه حماس اذا ما أرادوا بالفعل احلال السلام في المنطقة متهما الولايات المتحدة الامريكية بأنها وراء مصائب الفلسطينيين فمعارضتها وقف اطلاق النار تاييد لسياسة النار التي ينتهجها الكيان الصهيوني . واذا ما تعرضت الحملة البرية لجيش الكيان الصهيوني في غزة للفشل مثل ما استطاعت عناصر حزب الله تحقيق انتصار على جيش الكيان الصهيوني في الحرب التي وقعت خلال صيف عام 2007  فقد رأى خبير شئون الاسلام والعالم العربي في جامعة مدينة هامبورج جيرنوت روتر بأنه خطوة واضحة نحو انهيار الكيان الصهيوني بأكمله اذ ان انتصار لحماس ضد جيش الكيان الصهيوني يعتبر تشجيعا للمقاومة الاسلامية والعشوب الاسلامية الاخرى بأن الانتصار على  الكيان الصهيوني سهل للغاية وللمسلمين والغرب تجارب قاسية في الحروب الصليبية وحروبهم ضد التتار معربا عن أمله ان يعود الغرب الى الحكمة في علاقته السياسية مع شعوب الدول الاسلامية ولعربية وخاصة حكومات منطقة الخليج العربي وفي مقدمتهم السعودية اذ تعتبر هذه الدول وبالرغم من علاقاتها القوية مع امريكا والغرب وانفتاح بعضها على الديموقراطية والحريات العامة اكثر دول العالم الاسلامي مساعدا للاسلام وداعمة للمسلمين ولن تبخل بمد المقاومة الاسلامية بالدعم المعنوي والمادي لتحرير القدس على حد آرائهم

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ