-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
رسالة
مفتوحة الى رئيس الوزراء
الفلسطيني الأخ إسماعيل هنية (أبو
العبد) "سقط
السُقوط ، وأنتَ تعلو فكرَة
، ويداً ، وَشاما...!!" الدكتور
عبد القادر حسين ياسين* تحية
فلسطينية وبعد ، بادئ ذي بدء
، أود أن أعتذر من روح شاعر
فلسطين الراحل
محمود درويش لأنني سمحت
لنفسي أن أستعير العديد من
أبيات ملحمته
الفلسطينية "مديح الظلّ
العالي" (التي كتبها قبل 26عاما.....
من نكد الدنيا على الأمة
العربية أن تستذكر هذه القصيدة
العصماء وترددها وكأن محممود
درويش كتبها بالأمس . فبعد 40
عاما من الهزائم المتلاحقة
والهوان والذل
المتجذر في العروق ، لا يملك
العربي بشكل عام (والفلسطيني
بشكل خاص) إلا أن يستذكر"مديح
الظل العالي" ليرثي أمة من
الخراف. أتابع ، منذ
تسعة أيام ،
باعتزاز ، ما يقوم به أبطال
شعبنا الفلسطيني
في قطاع غزة، من عمليات
بطولية ضد إرهاب الدولة
الصهيوني المدّعم بكل إمكانيات
الولايات المتحدة الأميركية . ولا يملك
المرء الا أن ينحني إجلالا
وإكباراً لهولاء المجاهدين
اللذين أوفوا بالوعد ، إنطلاقا
من إيمانهم بقضيتهم وعقيدتهم ،
وسطروا أروع ملاحم الفداء
والبطولة نيابة عن أمة تزعم
أنها "خير أمة أخرجت للناس". أخي الكريم ؛
لقد أوفت
حركة المقاومة الاسلامية (حماس)
بما التزمت به، فملكت قلوب
الفلسطينيين واسترخصوا معها ،
وعلى دربها ،
كل غال ونفيس.
وما كان ذلك ليتحقق لولا
عزيمة المجاهدين ، وصبرهم ،
وقوة إيمانهم ، وعظيم تضحياتهم.
لقد صدقتم، والصدق سمة المؤمن،
فأقبل الناس على وعدكم بثقة
كلفت الكثير. واليوم ،
أنظر إلى نفسي غريباً ، في أمة
عربية أشد غربة وغرابة
واستغراباً ،فأستذكر قصيدة أبي
الطيب المتنبي ، حادي المأساة
العربية ، التي يقول فيها : "أنا من أمَّة تداركها
الله غريبٌ كصالح
في ثمود..!!" أمة أبتليتْ
ب "زعماء" أوصلوها ، خلال
العقود الأربعة الأخيرة ،
الى حالة
من التآكل ، والتواكل ،
والهزال ، في هذا الزمن العربي
الرديء... أمة أفاقت ، بعد طول
سبات ، على حقيقة بسيطة بُحَّت
أصوات شعبنا الفلسطيني ،
وشُقت حناجره ، وهو ينادي
بأن معركتنا مع العدو الصهيوني
لم تكن يوما معركة حدود ، بل
معركة وجود... وأن اسرائيل لن
تنعم يوماً بالسلام طالما ظلت
تتكر ، بدعم من الولايات
المتحدة الأمريكية ، للحقوق
التاريخية غير القابلة للتصرف
لعشرة ملايين فلسطيني ، ودون
تحقيق حق العودة ، و إقامة دولة
فلسطينية مستقلة كاملة السيادة
وعاصمتها القدس ... دولة مستقلة
كاملة السيادة وليس "سلطة"
مسخ لا
تملك من أمرها شيئاً. لقد خيَّلَ
لمحمود عباس وزمرته ، منذ أن
أعلنوا عن خيارهم السقيم في
قمة بيروت، أن قادة العدو
الصهيوني سيعودوا الى رُشدهم ،
ويعيدوا الحقوق الى أصحابها ،
بمجرد إعتراف العرب بالكيان
الصهيوني.... متناسين أن "السلام
العادل والشامل" ، من دون
إستخدام الخيارات كلها وامتلاك
قوة عسكرية
تحمي ذلك السلام، بفرض
إمكانية حدوثه، لا يعدو كونه
استسلاما مهيناً... وبعد 26 عاما
على "مبادرة السلام العربية"
، و15 عاما على "سلام الشجعان"
ها نحن اليوم نرى بأم أعيننا أن
هذا "السلام" المزعوم ، تلك
الكذبة الكبرى ، قد كلفنا ما لا
طاقة لنا به ،
وأوصلنا إلى هذه الضعف
المهين ، والذل ، والهوان ،
وموالاة الأعداء ،
والاحتماء بهم،
وأن العدو الصهيوني
لم يتوقف يوماً عن تطوير
قدراته
القتالية وترسانته الحربية
، بما في ذلك الأسلحة المحرمة
دولياً أخي الكريم ؛ لقد صدقتَ
الوعد، وها أنتَ اليوم تتحمل مع
المجاهدين الفلسطينيين
مسؤوليات كبيرة، وتواجهون معاً
العدو الصهيوني وحليفته القوة
الأعظم... لا تتوقع من
هذا الجثث المحنطة شيئاً، فهم
في سبات عميق... "هي هجرة أخرى... فلا تكتب
وصيتك الأخيرة والسلاما، سقط السقوط ،
وأنت تعلو
فكرة ، ويداً ، وشاما! ... لا برَّ إلا
ساعداك ... لا بحرَ إلا
الغامض الكحلي فيك ... فتقمص
الأشياء ، كي تتقمص
الأشياء خطوتك الحراما ، واسحب ظلالك
عن بلاط الحاكم العربي ، حتى لا
يعلقها وساما ... واكسر ظلالك
كلها ، كي لا
يمدُّوها بساطا أو ظلاما....!!" بعد أن بلغت
حصيلة المحرقة في يومها التاسع
أكثر من 3000 شهيد وجريح، بينهم 52
شهيداً و100 جريح يوم أمس ، وبعد
كل ما جرى من مجازر وتدمير ،
فكرَ "الزعماء" العرب بعقد
مؤتمر قمة ...ومازالت (والحمد لله
، الذي لا يحمدُ على مكروه سواه!!)
المشاورات مستمرة لتحقيق
ذلك النصر العربي الكبير... "كسروك ، كم كسروك
، كي يقفوا على
ساقيك عرشا ... وتقاسموك ،
وأنكروك ،وخبأوك
، وأنشأوا
ليديك جيشا ... حطوك في حجر...
وقالوا : لا تسلم !! ورموكَ في
بئر... وقالوا
: لا تسلم !! وأطلت حربك،
يا أبن أمي، ألف عام ،
ألف عام ، ألف عام في
النهار... فأنكروك
، لأنهم لا يعرفون
سوى الخطابة والفرار...!!" هل نحن ،
حقاً ، "خير أمة أخرجت للناس"
؟! لقد سقط
القناع... "سقط القناع ... عربٌ أطاعوا
رومهم ، عربٌ وباعوا
روحهم ، عربٌ...
وضاعوا ... سقط القناع
... أخي الكريم ؛
لن أطيل عليك
، فأنت
تعرف أكثر مما أعرف... ولا أظن أن
كل ما تسمعه من نباح (من القاهرة
الى الرياض...مرورا بكل العواصم
العربية) يهمك
أو يضيرك. فقلوب شعبنا معك...
هؤلاء هم "ملح الأرض" كما
يقول السيد المسيح ، وهم
وبدمائهم الزكية يعيدون
كتابة المجد والتاريخ. إن أشد ساعات
الليل حلكة هي تلك التي تسبق
بزوغ الفجر... ألا إنَّ
حِزْبَ اللّهِ هُمُ
الغَالِبُونَ . ودمتم ذخراً
للوطن والشعب. . ــــــــ *باحث وأكاديمي فلسطيني
مقيم في السويد ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |