-ـ

ـ

ـ

السبت  10/01/2009

حلف الأمّة: أين هو بين الأحلاف،

وأين الحركات الإسلامية، واتّحاد علماء المسلمين.. منه!؟

عبدالله القحطاني

* التحالفات كثيرة متنوّعة.. ولابدّ منها في السياسة، سواء أكانت خيّرة، أم شرّيرة!

* الأحلاف داخل أمّتنا العربية، متعدّدة! منها الاستراتيجي، ومنها التكتيكي.. منها الأيديولوجي (العقدي)، ومنها السياسي.. منها طويل الأجل، ومنها قصيره! وكثيراً ما تتغيّر التحالفات، وتتبدّل؛ فيصبح حليف اليوم عدوّ الغد، ويصبح عدوّ الأمس حليف اليوم، أو الغد!

* في المنطقة، اليوم، حلفان كبيران. أحدهما يسمّي نفسه : حلفَ الممانعة! والثاني يسمّيه غيره: حلفَ الاعتدال! وبعضهم يسمّي كل حلف، معسكراً! ويخلع على كل منهما، صفات معيّنة! وأكثر مَن يفعل هذا، رجالُ الإعلام، الذين تَروقهم الابتكارات اللفظية، عامّة، ما كان منها ملامساً للواقع، وما كان بعيداً عنه!

* قلنا: إن هذه الأحلاف، هي في داخل الأمّة.. بصرف النظر عن تسمياتها، وعمّن يسمّيها.. وعن حقائقها، وأهدافها، وقوّتها على أرض الواقع، أو ضعفها! أمّا الغائب الوحيد، عن أرض الواقع، فهو حلف الأمّة.. الذي لم يغب عن أذهان العقلاء، من أبناء الأمّة! فأين هو هذا الحلف!؟

  ـ أين هو الحلف، الذي يجمع أكبر قدر من طاقات الأمّة، ضمن أطر معيّنة، وصيغ معيّنة، لأهداف معينة، هي تلك الأهداف، الخاصّة بخدمة مصلحة الأمّة، وحدها.. تدور معها، حيث دارت!

  ـ أين الرجال، الذين يدركون الأهميّة القصوى، لهذا الحلف، في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ الأمّة، ويسعون، ليلَ نهار، لتحقيق الحدّ الأدنى الضروري، من مرتكزات هذا الحلف الأساسية!

  ـ أين اتّحاد علماء المسلمين، برئاسة الشيخ العلاّمة، الدكتور يوسف القرضاوي، عالم الأمّة الأجلّ، في هذا العصر، ومحور استقطاب عقولها وقلوبها.. من هذا الحلف الضروري الواجب!؟ وأين علماء الأزهر، منه!؟ وأين الحركات الإسلامية، الرئيسية، والكبيرة.. العاملة في ساحة العمل العامّ، على امتداد الساحة الإسلامية، من غربها إلى شرقها، ومن شمالها إلى جنوبها!؟

 ـ أين الحلف، الذي يجمع ولا يفرّق، ويوحّد ولا يمزق! والذي يضع لنفسه أهدافاً أساسية، مجمعاً عليها، من قِبل غالبية عقلاء الأمّة، ومفكّريها، ومثقّفيها، وعلمائها..! ويضع البرامج، التي تخدم هذه الأهداف، ما كان منها طويل الأجل، وما كان قصيره!؟

  ـ أهو حلم جميل نبيل، غير قابل للتحقيق.. كأكثر الأحلام، التي راودت أجيال الأمّة، منذ استقلالها عن الاستعمار، إلى اليوم!؟ أم هو حلم قابل للتحقيق، بهمّة رجال، يَصلون الليل بالنهار، لرفع كيان أمّتهم، من الوهدة العميقة، التي هي فيها.. والتي تتعاون قوى هائلة، من داخل الأمّة وخارجها.. لإبقائها فيها، إلى يوم الدين!؟

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ