-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
"حين
يذوب الثلج ويظهر المرج" عريب
الرنتاوي لسنا
نرى سوى جزء من "جبل جليد"
الاتصالات السياسية التي
شهدتها المنطقة والعواصم ذات
الصلة بأزمة العدوان
الإسرائيلي البربري على قطاع
غزة، وسوف تكون المفاجأة كبرى
على ما يبدو، حين نتعرف في
قادمات الأيام على حقائق
المواقف التي اتخذتها بعض
الأطراف العربية والدولية في
غضون هذه الاتصالات، وما كانت
ترمي لتحقيقه بسيف العدوان
المسلط على رقاب الشعب
الفلسطيني في قطاع غزة. والحقيقة
أننا لم نعرف الكثير بعد، لكننا
نعرف الآن كم كانت "حماقتنا"
عظيمة ونحن نطالب بقمة عربية
طارئة، فما الذي كنا نتوقعه من
هؤلاء الذين مارسوا ضغوطا
سياسية ومعنوية على قادة حماس،
أشد قسوة من قصف الطائرات
والمدافع، ودائما لتحقيق أغراض
وأهداف لا علاقة لها بشعب
فلسطين أو حقوقه ومصالحه، بقدر
ما كانت ترتبط بحسابات هذه
العواصم ومصالحها الضيقة
وعجزها المقيم ورغبتها في
الاحتفاظ بما تبقى من قطرات ماء
وجهها المهدور. نحن
نعرف الآن، أن الذين استدعوا
تركيا للقيام بدور إنقاذي
مساعد، هم أنفسهم الذي خذلوا
رجب طيب أردوغان وأخرجوه من
لعبة الوساطة والمساعي
الحميدة، لا لشيء إلا لأن الرجل
رفض رفضا قاطعا أن يكون طرفا في
"الحرب على حماس" ورفض
الأخذ بطلب "عدم السماح لحماس
بالخروج منتصرة من هذه الحرب" نحن
نعرف أن الشقيقة الكبري، أرادت
تحت ضغط العدوان أن تعيد
الاعتبار لوساطتها المأزمة بين
الفلسطينيين، إذ لم يبق إلا
اللجوء للفصل السابع للنص على
الدور المصري الوسيط في الحوار
بين فتح وحماس، علما بأن
القاهرة لم تعد جهة يمكن الوثوق
بها على الأقل من وجهة نظر نصف
الشعب الفلسطيني، ونصف قواه
الوطنية، إن لم نقل أكثر. وثمة ما
يؤكد أن القاهرة عملت على
استغلال الوضع الراهن لإعادة
غزة إلى ولاية عباس وفتح
والدحلان، تارة من بوابة إعادة
بناء الأجهزة الأمنية وطورا من
خلال الاستمساك بصفقة 2005
الناظمة للمعابر، وثالثة من
خلال النص على دورها الحاسم في
الحوار والمصالحة وصولا إلى
إقامة حكومة وفاق وطني يقبل بها
المجتمع الدولي، ولم يبق إلا أن
ينص على أسماء رئيس الحكومة
ووزرائها من بين الأطقم
الفلسطينية التي نعرف ولاءاتها
وهبوب رياحها وهواها السياسي
والسياحي على حد سواء. ونحن
اليوم نعرف، أن بعض العرب، أراد
أن يجعل من حماس وحكومتها عبرة
لمن اعتبر من حركاتها الإسلامية
المحلية، وأراد أن يبني من عظام
شهداء غزة جدارا يحول بين "معارضاته"
الإسلامية خصوصا وبين الوصول
إلى الحكم أو المشاركة فيه. بعض
العرب أدار الحرب في غزة من "خرم
إبرة" الوراثة والخلافة
وأزمة العلاقة مع المعارضة
الإسلامية...وبعض العرب إدار
أزمة الحرب من منظور "حرب
داحس والغبراء" مع دمشق،
والتي بدأت منذ اغتيال الحريري
وتصاعدت مع خطاب أنصاف الرجال
وصولا إلى "القمة بمن حضر"،
هؤلاء أرادوا أن يجعلوا من حطام
غزة وعظام أبنائها وقودا
لحروبهم الصغيرة وحساباتهم
الضيقة ونزعاتهم الثأرية
القبلية البغيضة. نحن
نعرف أن أداء الرئيس الفرنسي
نيكولا ساركوزي كان خفيفا،
استخدمته القاهرة وتل أبيب
للضغط على سوريا لتضغط بدورها
على حماس، والرجل لم يحفظ وعده
للأسد وأردوغان، بل وسعى في
مجلس الأمن إلى تعطيل/ تأجيل
التصويت على القرار 1860، لا لشيء
إلا لأنه أراد حضورا شخصيا
استعراضيا، حتى وإن كانت كلفة
هذا الاستعراض مائة شهيد
فلسطيني إضافي. نحن
نعرف اليوم أن خطاب نصر الله
الذي أبقى فيه الباب مفتوحا
أمام شتى الاحتمالات، كان ردا
على تطمينات سعيد جليلي
للسنيورة و14 آذار بأن حزب الله
لن يتدخل، في إشارة على أن الحزب
لا يبث على نفس الموجة مع إيران
في هذه الأزمة، أو أقله مع تيار
فيها، يمثله جليلي. نحن
نعرف الآن، أن كل وعود السلطة
وتعهدات بأنها لن تعود إلى غزة
على ظهر دبابة إسرائيلية، هي
وعود جوفاء، وأنها ربما قصدت
"حَرفيّة" الجملة وليس
مضمونها ومعناها، ففي كل
المشاورات والمداولات، كانت
السلطة تريد التسلل إلى غزة تحت
جنح العدوان والاتفاقيات
والمبادرات التي نجمت عنه وتدور
حوله أو ترتبت عليه. كثير
مما جرى من اتصالات ومشاورات لم
نعرفه بعد، لكن القليل الذي
عرفناه كاف لإثارة القشعريرة في
العروق بالنظر للتهافت الذي
بلغه النظام العربي والهوان
الذي ميّز مواقف دول عربية
كبرى، و"الحالة البائسة"
التي وصلت إليها السلطة. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |