-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين  12/01/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


حتى لو كان حبرُ الكلمات دماً أحمرَ

موسى حوامدة

انتهى كتاب عام  2008 م بالقصف الإسرائيلي الوحشي على غزة، وافتتحت اسرائيل رأس السنة الهجرية الجديدة والميلادية أيضا، بهذه الصور الرهيبة للقصف والقتل والإجرام، وبدل أن يذهب الناس للإحتفال برأس السنة بحثا عن ثواني قليلة من الفرح، أصر القادة الإسرائييلون على تقديم كؤوس الدم، على موائد العام الجديد.

   لقد أعادت اسرائيل ذكرى اغتصاب فلسطين مجددا، حتى لدى اولئك الذين لم يكونوا آبهين بها، لقد ذكرتنا الصور مجددا بصور إقتلاع الشعب الفلسطيني من جذوره عام 1948 وبذلك التواطؤ الغربي والامريكي، والإعتراف بقيام اسرائيل والتنكر تماما لمأساة  الشعب الفلسطيني منذ بدايات القرن الماضي..

        ظلت اسرائيل تقوم بتوسيع كيانها إما عبر الحروب وإما عبر الطرد والتهجير، وإما عبر مصادرة الأراضي والبيوت، على حساب الشعب الفلسطيني، وحتى اليوم استمرت اسرائيل في محاولتها لتهويد كل فلسطين، وحين يرفض أي فلسطيني سواء كان مواطنا او فصيلا أو حزبا، وسواء كان ماركسيا أو قوميا أو اسلاميا او مسيحيا او يهوديا صالحا، الإنصياع للمشروع التوراتي الاستعماري، فهي لا تتورع عن القيام باغتياله أو قتله أو طرده، أو استخدام كل أسلحة القتل والدمار، لإبادته، برغبة صهيونية بالسيطرة على فلسطين نقية بلا سكانها الأصليين، وطرد أهلها الشرعيين جميعا منها.

    لا ننسى ما جرى من مجازر ومذابح في مئات القرى الفلسطينية، فقد تم محو 530قرية فلسطينية عن الوجود، هذا في الأراضي التي احتلت عامي 48 و50، ومنذ قيام اسرائيل وحتى حرب ال67 ظلت اسرائيل تواصل عدوانها على القرى الفلسطينة الواقعة في الضفة الغربية، وتم الإعتداء على سكان قلقيلية وقرى القدس وطولكرم وبيت لحم والخليل، وبعد ال67 بدأت بمصادرة الأراضي، وقلع الأشجار، وبناء المستوطنات على أراضي القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، ومن يرى كيف تلتف المستطوطنات الإسرائيلية حول القدس، يدرك بلا ذكاء، أن المحاولة مستمرة لوأد كل أثر عربي فيها، ومن يرى كيفية بناء الجدارا لعازل وسط أراضي الضفة، يعرف أن مخطط إسرائيل للسيطرة على كل أراضي الضفة مستمر.

  لا ننسى تاريخ اسرائيل الأسود معنا، ولا ننسى أنها طاردت الفدائيين الفلسطينيين في الأردن ولبنان وتونس، وعواصم أوروبا وقبرص، لهذا فنحن لسنا متفاجئين بما قامت به اسرائيل من عدوان جديد على غزة، فهذه حلقة من حلقات تهويد فلسطين واجتثاث شعبها، وإخضاعهم لإملاءاتها ووجودها وروايتها التوراتية، وقهرهم بكل الطرق المتاحة، ورميهم خارج حدودها وملاحقتهم فيما بعد، لطمس معالم الجريمة.

  ورغم أن نضال الشعب الفلسطيني لم يتوقف، منذ قرن كامل، ولم يستسلم ولم يعترف بوجود اسرائيل، وظل يؤمن بحقه الكامل في أرض فلسطين كلها، وقد ثبت للحركة الصهيونية أن الشعب الفلسطيني عصي على الفناء والتذويب والتهويد أو التلاشي، لكن قادة اسرائيل يريدون المزيد المزيد من الكتب والسجلات السوداء والجرائم البشعة ليعترفوا ويقروا ببطلان كيانهم وعدوانهم واحتلالهم.

 

     اما الذين جنحوا للسلم، من فلسطينيين وعرب، وظنوا أن اسرائيل تقبل بحق الفلسطينين في جزء، جزء ولو يسير مما تبقى من بلادهم، فقد تبين لهم أن نهج اوسلو ونهج التسوية لم يرفع الظلم عن سنتمتر مربع واحد من الأرض الفلسطينية، لذلك كانت هذه الضربة موجهة أيضا لكل من توهم بقبول اسرائيل للسلام، فقد كانت الصواريخ تقصف أوهام الكثير من المطبعين، والجانحين للتفاوض والتسوية.

 

  ولا نبالغ حين نقول إن ما يجري إنتصار جديد لروح المقاومة التي تبين أن الضمير العربي والشارع العربي والضمير العالمي يقف بقوة معها، ومهما كانت النتائج فإن المقاومة تسطر كتاب فلسطين من جديد، فهذا الصمود الأسطوري يجعل كتاب النصر مفتوحا، حتى لو كان حبر الكلمات دما أحمر، فلا بد من الكتابة لتكتمل الكلمات والصفحات، ويشطب كل نص خارج الحقيقة في هذا الكتاب الزاهر،هذا السجل الذي كتب الشهداء كلمة في مقدمته، قالوا فيها؛ لا تتوهموا أن الاحياء منكم سيعيشون في رخاء، ما دام هذا الكيان العدواني موجودا.

لا بد من إحياء ثقافة الرفض والمقاومة بكل الإشكال، ولا بد من توحيد الصف الفلسطيني أولا والعربي ثانيا لأن القضية الفلسطينية هي ضمير العالم كله وليس العرب فقط، والعرب قبلنا يعرفون واجبهم ومصيرهم وقضيتهم، وهم لا يحتاجون منا الى المزايدة ولا الى الشكر والمديح، كل ما نطلبه مقاومة الإحتلال بكل الإشكال، ولن يتخلوا عنا.

 إن ما جرى حتى الآن انتصار للمقاومة الفلسطينية، بعد الانتصار الذي حققه لبنان عام 2006، ورغم الآلام ورغم اعداد الجرحى والشهداء، ومشاهد الموت والقصف، فإن صمود غزة، مؤشر على فشل العدوان مجددا، صمود عظيم وجبار، لن يمر عبثا، وستكون له نتائج إيجابية في المدى المنظور.

Musa.hawamdeh@gmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ