-ـ

ـ

ـ

الثلاثاء  13/01/2009

أنا مش معاهم يا غزة

مختار نوح

وزير الخارجية المصري يؤكد أن المصريين جميعهم قرار واحد و أنهم قد إختاروا السلام مع إسرائيل منذ عام 78 من القرن الماضي .

و لقد حاولت أن أتذكر ما إذا كنت قد إخترت السلام مع إسرائيل من عدمه.. فاكتشفت أني في هذه البلد لم أقم بإختيار أي شيء.

صحيح أني أحياناً أختار لون حذائي و نوع القميص الذي أرتديه و أحياناً الطعام الذي آكله .. إلا أني لا أتجاوز هذه المرحلة من الإختيار كما أكد سيادته أننا جميعاً كشعب و قيادة في صف واحد ..ومع ذلك فإن حكاية الصف الواحد هذه لا أتذكرها .. فقد أتذكر الصف الذي جمعني و الزملاء في المرحلة الثانوية أو الصف الذي كنت أقف فيه و أنا صغير لشراء السمك الروسي الرخيص من الجمعية..أو الصف الذي نقف فيه لشراء الخبز.. وصرف المعاشات .أما حكاية الصف الواحد مع القيادة فلا أذكرها أبداً و لا أذكر أن قيادة سياسية في تاريخ مصر قامت بسؤالي حول أي مكان أحب أن أقف فيه من الصف ... و قد قال الوزير هذا الكلام بمناسبة عدم موافقة السلطات المصرية علي فتح معبر رفح .. و كان ذلك في حديث له مع قناة العربية .. و عموماً و بهذه المناسبة و بالذات هذه المناسبة و لأجل عيون غزة .. فأنا أقرر و بالفم المليان ... أني لست معهم ... و غير موافق علي غلق معبر رفح ..كما أن القانون الدولي لا يجيز غلق المعابر .. و بالذات في زمن الكوارث و الحروب ... أما حكاية إن إسرائيل و هي دولة إحتلال تكون هي المسئولة عن المعابر .. فهذا قول قد يحتاج إلي شرح و تفصيل..ذلك أن القانون الدولي قد حمل دولة الإحتلال مسئولية صيانة الأرواح و إعداد المعابر و تجهيز الطعام و الرعاية الصحية كمسئولية مدنية و جنائية أمام المجتمع الدولي و ليس كمسئولية إحتكار .. يجوز لها بمقتضاها أن تحرم منها الشعوب المحتلة .. بما يعني أن بريطانيا كانت مسئولة عن إطعام الشعوب المحتلة في مصر و السودان فهل إذا لم تطعمهم فيمتنع العالم كله إطعام الجوعي في مصر حتي يموتوا بزعم أن ذلك هو مسئولية الدولة المحتلة .. بل العكس هو الصحيح ..و هو إذا ما امتنعت دولة الإحتلال عن فتح المعاير جاز لأي دولة أن تقوم بهذا الواجب دون إستئذان من أحد و من هذا المنطلق .. أقول بالفم المليان .." أنا مش معاهم ".. و حسب دراستي في كلية الحقوق فإن هذا الكلام خطأ و ذلك بالرغم من أني كنت أزوغ من محاضرات التنظيم الدولي .. و كنت غير مقتنع بإن في شيء إسمه التنظيم الدولي و لازلت مقتنعاً ان الشعار الدولي الوحيد الذي تؤمن به دول العالم فحواه- و علي رأي الست دي أمي – إن " الكتكوت لازم يموت و أبو فروة و ريش هو اللي لازم يعيش"...

لقد انتهي يا سادة عصر الكتاكيت.. والدول العربية في ظل الأنظمة التي تحكمها عليها أن تدخل العشة ..خوفاً من البرد و العرسة و حتي لا يأكلها أبو رجل مسلوخة ... و قد قالها الفنان عادل إمام في مسرحية شاهد ماشفش حاجة ..فقال إن الناس لا تأكل الأسود و أنها تأكل الأرانب و استدل علي هذه الحكمة بأنك لن تجد ملوخية بالأسود و انما ستجد ملوخية بالأرانب و إذا كانت إسرائيل قد كررت الأخطاء التي ارتكبتها في بيروت فخرجت مهزومة من لبنان .. فإن الحكام العرب يكررون أيضاً ذات الخطأ الذي ارتكبوه مع حرب لبنان فوقفوا يومها في الجانب الخطأ و ها هم يكررون نفس الأخطاء وسوف يكون موقفهم في غاية السخافة يوم أن تخرج إسرائيل تجر خيبتها.. وتحمل خزي مدارس الأطفال التي هدتها فوق رأس البراءة و الجمال .. وسوف نسمع أيضاً و نحن هنا في مصر بكاء الجندي الإسرائيلي و هو يصرخ و يقول بالعبري : " شخلوم بخلوم بخ يا مامي .." و ترجمتها بلغة العيال : " أنا عاوز ألوح لأمي .." ولن يكون ذلك بعيداً.. بل سوف يكون قبل منتصف يناير إن شاء الله .. وصدقوني إن إسرائيل في غاية الغباء و هي تكرر الأخطاء..و أنا الآن أؤكد أن الصهيوني هو من أغبي الناس و لا يفوقه في الغباء إلا الساسة الأمريكيون .

و بمناسبة الغباء فيروي أن أحدهم قد سأله الناس عن سر الحروق التي في خده الأيمن فأخبرهم أنه كان يقوم بكي ملابسة حتي إذا ما دق التليفون ظن أن المكواه هي السماعة فوضعها علي خده الأيمن فإحترق .. إلا أنهم سألوه أيضاً عن سر الحروق التي في خده الأيسر.. فأجابهم في بلاهة : "ما هو التليفون ضــرب تـاني ".

و عجبي

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ