-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم مذبحة
غزّة الرهيبة تنعى
إلى الدنيا موت الضمير الرسمي
العربي والعالمي .!!! د
. فوّاز القاسم / سوريا منذ ما
يزيد على أسبوعين
كاملين ، وطاحونة الموت والدمار
الصهيونية تدور رحاها على الشعب
العربي الفلسطيني المجاهد في
غزّة الصابرة ، فتعصر من دمائه
الطاهرة ، وتنثر من أشلائه
المعطّرة بأريج التضحية
والشهادة ، في واحدة من أبشع
مجازر هذا العصر ، والضمير
الرسمي العربي والعالمي ،
وبالأخص الأمريكي والأوربي ،
ومعه مؤسسات الأمم المتحدة ،
والمنظمات المعنية بحقوق
الإنسان ، وحتى الحيوان ،
يعيشون في غيبوبة الموت ، بل
إنهم قد ماتوا فعلاً ، ودفنوا
تحت أنقاض المباني الفلسطينية
المهدّمة ، التي خلّفتها قذائف
الدبابات الصهيونية ، وصواريخ
طائرات الأباتشي والفانتوم
الأمريكية .!!! وتستمر
المأساة ، ويكبر الجرح ،
وتتعاظم المصيبة ، وتتزايد
قوافل الشهداء ، وتضيق المقابر
الجماعية والفردية ، وتغصّ
المستشفيات ، وتكلُّ سيارات
الإسعاف ، وتتسع بحيرة الدم
القاني النازف من خاصرة غزّة
الجريحة .. ويهدد
جنرال الحرب الصهيوني المأفون
باستخدام المزيد من آلة القهر
والإرهاب العسكرية الصهيونية
إذا استمر (
العنف الفلسطيني ) واستمر إطلاق
الصواريخ على الكيان الصهيوني
.!!! ويستمر
العجز العربي والإسلامي ، ويطول
الصمت العالمي ، إلا من بعض
الجهات الضعيفة التي لا تكاد
تسمع نفسها .!!! وفي زحمة هذا الجو
المكفهرّ الرهيب ، الذي يختلط
فيه لون دم الشهداء القاني ، مع
رائحة أجسادهم المشوية ،
والمطعّمة بنكهة احتراق
البارود ..!!! وفي ظل
موت الضمير العالمي ، وتفسّخ
القيم الغربية ، وتعفن أقبية
ومواخير الأمم المتحدة ، تطل
علينا بعض الأصوات المبحوحة ،
وتطالعنا بعض المقالات القميئة
، التي تصف جهاد شعبنا البطل (
بالعنف ).!!! وتطلق
على استشهاد أبنائنا البررة (
بالانتحار ) …!!! وتتناقل
وكالات الأنباء
بعض التصريحات المنافقة
التي تعبّر عن ( أسفها لاستخدام
القوّة المفرطة ) .!! ومطالبتها
جميع الأطراف المعنية ( بضبط
النفس ) و ( وقف العنف ) و ( الحوار
بشفافية ) .!!! وكأن
القضية هي مجرّد عنف مشترك ،
وتطرّف متبادل ، لا مذبحة فظيعة
مدبّرة ، وظلم فاضح ، وعدوان
لئيم تديره
عصابات صهيونية حاقدة ، كانت قد
أُشربت الكفر ، وأدمنت الغدر ،
وتربّت على الإجرام ، وتعطّشت
للدماء منذ ما يزيد على نصف قرن
من الزمن .!!! ترى …
فهل هذه هي بالفعل ، حصيلة ما
توصل إليه الغرب _ بعد جهود
مضنية _ من مبادئ وقيم وأخلاق
في الحضارة والتمدّن وحقوق
الإنسان .!؟ وهل هذه
القماءة المنحطّة ، وتلك
الدناءة الوضيعة
، وذلك الجبن
الخائر ، والنفاق المفضوح ،
والازدواجية المقيتة في
المعايير ، هي كل ما خبأته لنا
الصهيونية الحاقدة ،
والامبريالية الظالمة ، في
النظام الدولي الجديد، وحضارة
نهاية التاريخ .!!؟ هل يجوز
أيتها المنظمات الدولية ،
والمؤسسات الإنسانية ، وهيئات
الأمم المتحدة ، وأحزاب الخضر ،
وجمعيات حقوق الإنسان ، وجمعيات
القطط والكلاب .!! أن يُذبح شعب
بكامله ، ويُستباح وطن ، تحت سمع
العالم وبصره ، وبأساليب من
القسوة والوحشيّة ، تشيب لها
الولدان ، و يهتزّ لها عرش
الرحمن ، دون أن تجرؤ مؤسساتكم
الخرساء ، ومنظّماتكم العمياء ،
ذات الضمير الميّت ، على أن تقف
موقفاً واحداً يردّ اعتداءً
وينصف مظلوماً .!!!؟ بل دون أن
تجرؤ حتى
على أن تقول
كلمة واحدة تسمي فيها
الأشياء بمسمّياتها ، وتشخّص
الظالمين الحاقدين المعتدين ،
المستهترين بكل قيمة من قيم
الأرض والسماء ، بدلاً من أن
تلوكوا تلك الكلمات
الجبانة والمنافقة ، التي
باتت تثير فينا من مشاعر القرف
والاشمئزاز ، أكثر مما تثيره
دبابات ( باراك ) وطائرات ( بوش )
.!!؟ أما
أنتم يا ( زعماء )
المطابخ العربية ، ويا (عبيد
) الدولار ، ويا ( صنائع )
الصهيونية والصليبية ، و يا (
أزلام ) الأمريكان ، و( خدّام )
اليهود ،
من الحكام الخونة ، وعرّابي
الانهزام والاستسلام ،
فلكم حسابان: حساب شعبكم
المنكوب بكم ، والذي ملأتم
قلبه قيحاً بضعفكم وخيانتكم
وتخاذلكم ، وتعرفون جيداً شعبكم
إذا طفح كيله
ونفذ صبره .!!! وحساب ربكم ،
الذي خنتم أمانته ، وضيّعتم
حقوقه …!!! بسم
الله الرحمن الرحيم (( وكذلك أخذ
ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ،
إن أخذه أليم شديد )) صدق الله
العظيم أما
جماهير أمتنا العربية
والإسلامية التي عبّرت عن رفضها
للعدوان الآثم بما أتيح لها من
الوسائل بالرغم من كل أساليب
القهر والتركيع والتدجين التي
تمارس ضدها ، فمطلوب منها أن
ترتقي بفعلها الجماهيري
المقتدر إلى مستويات التضحية
الأسطورية التي يقدّمها أبطال
غزّة العمالقة ، وأن ترفع
مناسيب الغضب الجهادي المقدّس
إلى درجات ترعب النظام الرسمي
العربي وتزلزله
، وترعب الأسياد المعتدين
الذين يسهرون على ترسيخه في
الأمة ويستميتون على حمايته
أكثر مما يحرصون على أمنهم وأمن
مواطنيهم ...! أما
أنتم يا أبطال غزّة ومجاهديها
الأبرار فألف تحية وإكبار
لجهادكم ، وألف عفية لبطولاتكم
وتضحياتكم ... أيها
النشامى الأبطال الذين تخوضون
أشرف ملحمة جهادية في هذا العصر
، ضد أساطين الصهيونية ومن معهم
من طواغيت هذا القرن ، ومن
ناصرهم وتحالف معهم من
الاستعماريين والامبرياليين
والمنافقين ...
أنتم اليوم اليوم أيها
العمالقة الورثة الحقيقيون
لتراث النبوّة الخالد ، وعلى
رأسه الجهاد في سبيل الله … فاصبروا
وصابروا ورابطوا ...فإنما النصر
صبر ساعة ... ((
إن تكونوا تألمون ، فإنهم
يألمون كما تألمون ، وترجون من
الله ما لا يرجون )) صدق الله
العظيم أيها
المجاهدون العمالقة ، ياليوث
الوغى ،
ويا أسود الأمة ، ويا صنّاع مجد
العرب ... من مجاهدي حماس والجهاد
الإسلامي وفتح وألوية الناصر
وأبي علي مصطفى وأبي الريش
وغيرهم من المجاهدين الأبطال ... إعلموا
بأنكم قدر الله في أرضه ، وبشارة
رسول الله صلى الله عليه وسلم في
هذا الزمن الصهيوني الأغبر... ((
لا تزال طائفة من أمتي
على الحق ظاهرين ، لعدوّهم
قاهرين ، لا يضرّهم من خذلهم ،
وهم في بيت المقدس وأكناف بيت
المقدس )) ولا يوجد من يستحق هذا
الشرف في الوجود غيركم ... فالله
... الله ... في فلسطين ،
والله ... الله في الأمة ... اسحقوا
الصهاينة الأوباش وامحقوا
هجومهم البرّي ، ودمروا
دباباتهم ، وأغرقوا سفنهم ،
وأسقطوا غربانهم
ودكّوا أوكارهم المذعورة
بصواريخكم المقتدرة ، وزلزلوا
الأرض تحت أقدامهم ، واملؤوا
قلوبهم الخاوية بالرعب
الإسلامي المقدّس (( ترهبون به
عدوّ الله وعدوّكم ))... ولتنفذوا
من العمليات الاستشهادية
الصاعقة الماحقة
في عمقهم البشري ما تزلزلون
بها الأرض تحت أقدامهم الخائرة
، وتمزّقون بها أشلاءهم القذرة
، وتنثرون بها دماءهم النجسة ،
وتردعون _ من ورائهم _ كلّ من
تسول له نفسه الاستعمارية
المريضة ، الاعتداء على شرف
الأمة وكرامتها ومستقبل
أبنائها … ولا
عليكم بما تنعق به أبواق
الصهاينة المذعورين ، وعملاؤهم
المأجورين ، وعبيدهم الخائبين
، الذين يسمون بطولاتكم
الخارقة ( عنفاً ).!! وعملياتكم
الرائعة ( انتحاراً ).!!!
وتضحياتكم المدهشة (
تهوّراً ) .!! أو ( إلقاء باليد إلى
التهلكة ) ..!!! فلكم
_أيها العمالقة ، ويا صناع
مجد العرب ، ويا تاج رأس الأمة
_ من قرآن ربّكم ، وسيرة
نبيّكم ، وتراث أمتكم ، ما
يغنيكم عن سماع تلك الأبواق
المبحوحة … فعن أبي
يعلى ، قال : غزونا القسطنطينية
، وعلى الجماعة عبد الرحمن بن
خالد بن الوليد ، فحمل رجلٌ من
المسلمين على العدوّ وحده .!!
فقال القوم : مه ، مه ، لا إله الا
الله ، يلقي بيده إلى التهلكة .!!!
فقام
الصحابي الجليل ، أبو أيوب
الأنصاري (رض )
وقال : مهلاً أيها القوم .. فو
الله ، فينا نزلت هذه الآية
الكريمة ، وذلك ، لما نصر الله
نبيه ، وأعزّ دينه ، فأردنا أن
نقيم في أموالنا فنصلحها ،
فأنزل الله فينا : بسم
الله الرحمن الرحيم (( وأنفقوا
في سبيل الله ، ولا تلقوا
بأيديكم إلى التهلكة )) البقرة
(195) فالإلقاء
باليد إلى التهلكة معناه : ترك
الجهاد ، وترك الإنفاق في سبيل
الله … قال أبو
يعلى راوي القصة : فما زال أبو
أيوب الأنصاري يجاهد الكفار ،
حتى استشهد ودفن تحت أسوار
القسطنطينية ، وما زال قبره
معروف هناك إلى اليوم ( رضوان
الله تعالى عليه ) . فاضربوا
أيها المجاهدون العمالقة ،
اضربوا الصهاينة والأمريكان
وأذنابهم وعملاءهم … اضربوهم
وأوجعوهم…اضربوا مستوطناتهم ،
ومنشآتهم ، وسفاراتهم ، وأوكار
تجسسهم ، وكل وسيلة من وسائل
غدرهم وتآمرهم..اضربوا دباباتهم
ومصفحاتهم وناقلات جنودهم
وسفنهم وبوارجهم وقواعدهم
وحاملات طائراتهم ..
بسم الله الرحمن الرحيم : ((
قاتلوهم ، يعذّبهم الله بأيديكم
، ويخزهم ، وينصركم عليهم ، ويشف
صدور قوم مؤمنين ، ويذهب غيظ
قلوبهم ، ويتوب الله على من يشاء
، والله عليم حكيم )) (التوبة14 )
صدق الله العظيم. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |