-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الأطفال
وقود الحرب على غزة ميرفت
صادق لا شيء
يطبق على النفس ألما مثلما يحدث
في غزة اليوم.. ليس الموت
المتواصل والصمت المقابل له
فقط، وليست المنازل والمساجد
التي تتوالى انهداما بفعل شتاء
من الصواريخ عليها .. وليس الجوع
والظلمة أيضا... والله لا يكسر
القلب سوى جثث الأطفال على
حمالات الموت.. وفي
محاولة لعدّ الموت الذي يبحث عن
الصغار ويصطادهم في غزة.. تؤكد
التقارير الطبية في اليوم
الثاني عشر للعدوان أن القصف
الاسرائيلي المتواصل جوا وبرا
وبحرا على القطاع أدى إلى قتل 225
طفلا فلسطينيا في حصيلة غير
نهائية. وحسب
التقرير فإن نحو 50 % من الشهداء
الذين تجاوز عددهم 700 هم أطفال
دون سن الثامنة عشرة ونساء،
فيما بلغ عدد الجرحى حتى ليل
اليوم الثاني عشر أكثر من 3100
جريح بينهم أكثر مئات الأطفال،
فيما قتلت الصواريخ
الإسرائيلية أكثر من 90 امرأة
معظمهن من الأمهات. ومنذ
سبت الهجوم الأسود في السابع
والعشرين من كانون الأول الماضي
سقطت لما وهيا حمدان ولحق بهما
شقيقهما إبراهيم بعد يومين فقط،
ثم كان محمد وإياد وعبد الستار
الأسطل، ثم أطفال عائلة الداية
جميعا وأطفال عائلة أبو عيشة
جميعا وأب من عائلة الكحلوت
وأطفاله ...وأطفال كثر في جباليا
وخانيونس والبريج وبيت لاهيا
وغزة في مشهد موت جماعي يحصد
الأطفال أولا وثانيا والأمهات
ومن تبقى من الأحياء المحاصرين
في غزة... ورغم
الأهداف المعلنة للهجوم
الاسرائيلي منذ يومه الأول
بالقضاء على "ظاهرة إطلاق
الصواريخ" إلا أن القصف الذي
تركز في اليومين الأول والثاني
على قصف أهداف قيل إنها مقرات
أمنية، تحول فيما بعد إلى
استهداف للمنازل التي تضم
الأطفال والنسوة والشيوخ ومن ثم
استهداف المساجد التي هربت
إليها مئات العائلات طلبا "لبعض
الأمن" في محاولة لتهدئة روع
أطفالهم.. ومن ثم لاحقتهم
الصواريخ في مدارس لجؤوا إليها
هربا من الرعب... فاستقبلتهم
الفاخورة بمجزرة وبرك متصلة من
الدماء... وأما
الأطفال، فقد تحولوا إلى وقود
المحرقة والحرب الإسرائيلية
على غزة، وباتوا الرصيد الأكثر
وفرة فيما يسميه الجيش
الاسرائيلي "بنك الأهداف"
المستهدفة من قبل الطائرات في
قطاع غزة. وليس من
الجديد القول، إن إسرائيل عندما
اختارت قطاع غزة مهبطا متفجرا
لصواريخها هذا العام، كانت تعلم
تماما أن شظايا قنابلها ستتمدد
في أكثر مناطق العالم كثافة
بالسكان، والعالم كله يعلم أن
حي واحد وصغير في مخيم بقطاع غزة
يعيش فيه مئات الأطفال، عدا عن
النساء والشيوخ المسنين وسلسلة
طويلة من العذابات التي خلفها
حصار استمر نحو العامين ذهب
ضحيته أكثر من 270 مريضا حرموا من
العلاج في الخارج، وكان 20% منهم
أطفالا.. وفي هذه
الحرب الأكثر قسوة وبشاعة، حتى
الملاجئ من موت حتمي غير متوفرة
لمجتمع نحو 50% من أفراده دون سن
الثامنة عشرة. وقد عبر
أحد المراسلين عن واقع "الهرب
خوفا" من مكان لآخر في غزة
بالقول إن "الناس يلجؤون من
بيوتهم المهددة بالقصف إلى
المدارس والمساجد ولكن عبثا..
كالمستجير من الرمضاء بالنار.."
فالنار هي ذاتها التي "أجارت"
عائلة بعلوشة، فأهلكت خمسة من
بناتها أصغرهن في الرابعة من
عمرها بعد أن لجأت إلى مسجد عماد
عقل الذي تم تدميره بعد قصفه في
مخيم جباليا شمالا.. وللأسف،
يطغى الدم وموت الأطفال في هذه
السطور على "ترف الحديث" عن
نفسية الأطفال وعن "أعراض
صدمتهم" من هول الموت والرعب
حولهم، وهو أمر على أولويته ليس
سوى ألم مؤجل سيستغرق معاناة
طويلة لمن تبقى من الأطفال ومن
ذويهم عندما "يضع الموت على
رأس الصواريخ" أوزاره، أو
ينفذ "بنك الأهداف" أخيرا... ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |