-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الحماية
متبادلة، بين الإنسان والقانون.
القانون
الذي لا تحميه لا يحميك! عبدالله
القحطاني * لا
يحتاج الإنسان إلى قوانين
جديدة، ونظريات جديدة، تحمي
حقوقه الإنسانية! فالقوانين
والتشريعات والنظريات.. كثيرة
جداً، بعضها قديم، وبعضها حديث. *
الديانات السماوية، تضمنت
قوانين عدّة، لحماية الإنسان،
وحماية حقوقه الأساسية، وسنّت
لها عقوبات مادّية ومعنوية،
بدنية ومالية، تتفاوت في
شدّتها.. لقمع المعتدين على هذه
الحقوق! بعض هذه العقوبات يصل
إلى حدّ القتل، من أيّة جهة حصل
الاعتداء.. سواء أجاء من حاكم،
أم من محكوم! *
القبائل في الأرياف والبوادي،
العربية منها وغير العربية..
سنّت لأنفسها قوانين كثيرة،
طوّرتها مع الزمن.. حتى صارت
مبادئ، مستقرّة في أذهان
أصحابها، ونفوسهم، وقلوبهم..
إذا اختُرق واحد منها، سبّب
كارثة نفسية، لدى أبناء
القبائل، قبل الكارثة
الاجتماعية! لما ينجم عن هذا
الاختراق، من قلق في نفوس
الناس، الذين يشعرون أنهم صاروا
في العراء، بلا غطاء اجتماعي،
قانوني ملزِم، يحميهم من
العدوان: نفوساً، وأعراضاً،
وأموالاً! لذا، يتسارع العقلاء،
جميعاً، إلى الإمساك بزمام
المبادرة، لصيانة القانون الذي
يحميهم، حتّى لو كان الكثيرون
منهم، بعيدين عن حالة الانتهاك
الفردية، التي حصلت للقانون! *
القوانين الدولية الحديثة،
تضمّنت منظومة واضحة، واسعة
مفصّلة.. لحماية حقوق الإنسان،
في بلاده، وفي أيّ مكان آخر من
العالم، بما في ذلك، حقوق
الإنسان في ظروف الحرب! * الدول
المتقدّمة، طوّرت لأنفسها،
قوانين واضحة، ومفصّلة، لحقوق
الإنسان فيها، وضمّنتها عقوبات
واضحة مفصّلة، تطبّق على من
ينتهك هذه الحقوق، سواء أجاء
الانتهاك من حاكم، أم من محكوم!
وأيّ تجاوز على هذه الحقوق،
يثير ردود فعل شعبية شتّى..
منها، على سبيل المثال: ـ حملات
إعلامية ضخمة، تتفاعل مع الرأي
العام، تثيره، وتتأثر به.. قد
تؤدّي إلى إسقاط حكومات،
أحياناً! ـ
مظاهرات شعبية عارمة، قد تشمل
سائر مناطق الدولة، التي حصل
فيه الانتهاك! وقد تستمرّ هذه
المظاهرات، أياماً عدّة.. حتّى
تجري معالجة الخلل الحاصل، الذي
سبّب المظاهرات، فينال الجاني
عقوبته! وقد تكون العقوبة
جنائية، أو سياسية، أو بدنية،
أو مالية، أو نحو ذلك.. بحسب نوع
الجريمة! * نماذج
من انتهاكات حقوق الإنسان: ـ
تزوير الانتخابات، يُعدّ
انتهاكاً لإرادة الناخبين،
وتزييفاً لها! وقد رأينا، في
السنوات الأخيرة، مظاهرات
عنيفة، واضرابات واسعة.. شملت
بلداناً عدّة، جرّاء هذه
الانتهاكات! ـ
العدوان على حرّيات بعض
المواطنين، أو أبدانهم، أو
أموالهم، أو أخلاقهم.. من قبل
بعض موظفي الدولة، من عسكر
وشرطة ومخابرات، وغيرهم! ولقد
حصلت اضطرابات واسعة، في بلدان
عدّة، بسبب حالات من عدوان
الشرطة، على بعض المواطنين، في
فرنسا، واليونان.. ومن قبل ذلك،
في أمريكا، وغيرها! *
محصّلة: القانون، في أيّة دولة،
ملك لمواطنيها، جميعاً.. وغطاء
مشترك لهم، جميعاً! وأيّ انتهاك
لهذا القانون، يُعدّ إهانة
للدولة كلها، ولسائر مواطنيها..
وتمزيقاً للغطاء، الذي يغطّيهم
جميعاً! فإذا لم يهبّوا، لنصرة
هذا القانون المنتهك، في مكان
ما، من وطنهم.. صاروا، جميعاً،
عرضة لانتهاك حقوقهم، في أيّة
ساعة! *
القيادات الشعبية: السياسية،
والإعلامية، والثقافية،
والاجتماعية.. هي التي تقود، في
العادة، مواطني شعبها.. للتحرّك
في سبيل نصرة القانون المنتهك!
وكلّما كانت هذه القيادات نشطة،
وذات حيوية وفعالية، وجرأة
ووعي.. وموثوقاً بها، من قبل
المواطنين.. كانت أقدر على تحريك
الناس، في بلادها! *
التضحيات، التي يقدّمها
المدافعون عن القانون، ليست
عبثية، ولا تذهب هدراً، في
العادة! بل هي تضحيات ضرورية،
يقدمها الناس، دفاعاً عن حياة
آمنة سليمة، في بلادهم.. تحميهم،
هم أنفسهم، وتحمي أوطانهم،
وأعراضهم، وحرّياتهم،
وكراماتهم، وإنسانية الإنسان
فيهم..! حتى لو بذِلت هذه
التضحيات، في سبيل نصرة قضيّة
فردية، في أقصى البلاد! * من
يقدّمون التضحيات، في سبيل نصرة
حقوق الإنسان، في أوطانهم..
يحصلون على مراتب عالية، في
نفوس شعوبهم.. فتخلّدهم، بوصفهم
أبطالاً تاريخيين، يسجّلون في
صفحات العزة والشرف، في تاريخ
شعوبهم! وإذا كانوا من
المؤمنين، الذين يحرصون على
الأجر يوم القيامة.. فإنهم
يأملون أن ينالوا درجات عليا،
عند ربّهم، حين ينطبق عليهم بعض
النصوص الدينية، التي يؤمنون
بها، كالحديث النبوي الشريف:
(إنّ من أعظم الجهاد، كلمة حقّ
عند سلطان جائر) والحديث الآخر:
(سيّد الشهداء حمزة، ورجل قام
إلى إمام جائر، فأمره ونهاه،
فقتله)! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |