-ـ

ـ

ـ

الثلاثاء  20/01/2009

غزة تكتب تاريخ العظماء ...

غسان مصطفى الشامي

ghasanp@hotmail.com

الحياة في غزة الصامدة بعد أيام من الحرب الإسرائيلية الصهيونية والمجازر والجرائم بحق الأطفال والشيوخ والنساء .. عظيمة، وهذا الشعب شعبٌ عظيم وهو يدافع عن الأمة ويحيي روح الجهاد والمقاومة في نفوس أبنائها من اجل تحرير فلسطين ..

* أيام طوال من الحرب والناس في غزة الصامدة لا يهابون الصواريخ ولا الطائرات ولا القنابل الفسفورية، فالمعارك الضارية في غزة لا تُشابه  المعارك أيام الحرب العالمية الأولى ولا أيام الحرب العالمية الثانية ولا أية حرب خاضها الصهاينة في تاريخ حروبهم الدامية حتى نكسة عام 67 عندما هزمت "إسرائيل" العرب، فقد حسمت الحرب خلال ستة أيام وشلت القدرات العسكرية العربية على موجهتها والوقوف في وجه دباباتها، والتي انتهت  باستيلاء إسرائيل على قطاع غزة و الضفة الغربية و سيناء و هضبة الجولان ..

* ها هي غزة الصامدة تكتب تاريخ العظماء، تكتب بأحرف من نور السجل العريق من الشهداء والجرحى والمرابطين على أرض الشام .. ها هي ترسم ملامح النصر والتحرير وتحقق بصمود أهلها وشبابها ما عجزت عنه سياسة المهادنة والتفاوض والإذلال والسلام المهين ..

* في غزة أرض النصر والعزة سطر رجال المقاومة أروع التاريخ المشرف، التاريخ الذي يعيد للأمة العربية كرامتها ويحيي الهمة في نفوس أبنائها، فالمؤامرة العالمية على غزة كبيرة إلا إن هذه التضحيات وهذا الصمود الأسطوري غير من وجه التاريخ في وقت نحن بأمس الحاجة لاستعادة تاريخنا العريق وأمجاد امتنا وبطولتنا الثورية ..

* ها هي غزة تبعث رسائل للأمة العربية وللأنظمة والحكومة كفى تخاذل كفى تقاعس ورجعية وتبعية .. أين انتم مما يحدث في غزة .. ها هي غزة تقود الأمة نحو النصر الكبير .. وسيخسأ كل من يراهن على العدو وكل من يراهن على أمريكا وعلى الاتفاقيات والمعاهدات الصهيونية ..  

* ها هي غزة الصامدة تبعث برسائلها الشرف الجهادي للحكومات العربية التي ترفع على أرضها أعلام الكيان الصهيوني - الذي يطمح للانقضاض على الوطن العربي واستغلال خيراتها ونهب ثرواته المائية والنفطية-  وتقول لهذه الأنظمة كفاكم تبعية وخوفا من بني صهيوني ..

* إن دولة الكيان الصهيوني منذ نشأتها لم ترغب برسم حدود لها، فقد أعلن المؤسسون لهذا الكيان السرطاني إن حدود الدولة هي قدم الجندي الإسرائيلي، هاهي غزة تقف أمام القوة العسكرية العالمية وأمام الترسانة الصهيونية وتجبر هذا الجندي على التقهقر والتراجع، وتجبر دولة الكيان لرسم حدودها من خلال جدار الفصل العنصري الذي بنته حول المدن والبلدات الصهيونية ..

* أمام الانتصارات الباسلة والصمود الكبير الذي يحققه أهل غزة، أطالب القمة العربية باتخاذ قرارات تهدف إلى وقف الاتصالات والتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني وطرد السفراء اليهود من الأراضي العربية، والعمل على تعزيز الصمود الفلسطيني والمقاومة الباسلة، وعدم الانجرار وراء المبادرات الغربية والاتفاقات المذلة، كما أطالب بالعمل على تنمية الوعي لدى أبناء أمتنا العربية الإسلامية بتاريخ  يهود وطموحاتها في قلب خارطة الوطن العربي واحتلالها والسيطرة على مقدراته وخيراته والدور الكبير للصهاينة في بث الفرقة والتخلف العلمي والفكري بين أبناء الأمة ..

* ها هي غزة الصامدة ذات المساحة الصغيرة تَهز العالم وتكتب تاريخا عظيما وملاحم قتالية تعجز عنها الكثير من جيوش العالم .. ها هو العدو الصهيوني يعترف أمام الجميع انه يحارب جيش نظامي يمتلك الخطط والإستراتيجيات القتالية الفتاكة، وها هم الجنود الصهيونية يخافون من غزة هذا الشبح الكبير، ويعتبرونها موت وجحيم لهم .. فهم يقاتلون من وراء جدر وبأسهم بينهم شديد ...

إنها غزة تكتب تاريخ العظماء ,,

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ