-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  22/01/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


راحيل تظهر في غزة!

سوسن البرغوتي

لا يخفى عن أحد أن الحاخامات  يشكلون قاعدة وأساساً في الكيان الهمجي "الإسرائيلي"، وهم وراء ما ترتكبه الآلة العسكرية المجنونة المتوحشة في غزة، بالإدعاء أن فلسطين "أرض الميعاد"، وهم أيضاً يقفون وراء ما يمارسه جنودهم من إبادات جماعية للفلسطينيين، تجري على مراحل، وأهل المخيمات على وجه الخصوص.

فبعد الترحيل القسري للفلسطينيين إبان النكبة الفلسطينية الأولى 1948، وارتكاب المجازر وتدمير القرى والمدن في فلسطين، وإحلال مستوطنين بدل السكان الأصليين، وبعد نكسة الـ67، استمرت مجازرهم في

مخيمات اللجوء، وأخيرًا وليس أخرًا، في القطاع الصامد الأبيّ بإذن الله، الذي لن يركع ولن يستسلم.. وبالمناسبة فإن أهم أولويات الاعتداءات والمجازر التي يمارسها الصهاينة، القضاء  على أهل المخيمات، لأنهم مصنع وقلعة المقاومة، والأمهات اللواتي ينجبن المقاومين، مستهدفات بالعقاب، رغبة في قتل روح وإرادة المقاومة حتى في قلوب الأجنّة قبل أن يخرجوا إلى نور الحياة.

 حاخامات اليهود المقتدين بـ "راحيل"  ابنة يعقوب، تتقدم آلة الحرب الهمجية الصهيونية، وتقود القتلة ليمارسوا أبشع أصناف الجريمة واغتيال الأطفال والنساء في غزة، وترشدهم  وتحرّض  الجنود الصهاينة المدججين بالسلاح الدموي لتدمير الحجر والشجر، واقتلاع الزرع والحرث، وبثّ سموم القنابل المحرم استخدامها دولياً.. تدمّر المؤسسات والبنى التحتية للقطاع، تقصف المستشفيات، كملهمة روحية، وداعية للقتل والإبادة الجماعية لشعب محاصر ومتمرد على  آوامر "الشركاء".

هذه هي تعاليم حاخامتهم في الجيش "الاسرائيلي"، وهذا ديدنهم، فلم يدخلوا قرية أو مدينة إلا أحرقوها ودمروها عن بكرة أبيها، وقتلوا سكانها، وعاثوا في الأرض فساداً.

فهل يمكن أن يكون في ثقافة هؤلاء أيّة رغبة في تحقيق السلام، وكيف يمكن لمن يحمل هكذا عقلية، أن يفكر بالتعايش مع "الأغيار"؟!.

 

عندما نفذ الشهيد علاء أبو دهيم العملية الاستشهادية البطولية،  واقتحم بجسده الطاهر المدرسة الدينية الحاخامية في القدس المحتلة، كان على يقين، أن هذه المدارس، تخرّج قتلة على خلفية وصايا دينية خرقاء.

وعندما يواجه سكان الخليل قطعان المستوطنين، واستباحتهم للحرم الإبراهيمي، فهم يعلمون، أن هؤلاء هم من أحرق  مسجد قبة الصخرة والحرم الإبراهيمي الشريف أكثر من مرة، وأنهم ينتمون إلى جذور التعطش لسفك دماء.

كما أن هدم أساسات الحرم المقدسي، لبناء وكر وليس "هيكلهم" المزعوم، من تداعيات تلك الموروثات التوارتية المتشبعة بالخرافات والأساطير.

مع ذلك كله، نجد  من العرب من يأمل  بإمكانية التعايش السلمي مع "إسرائيل" عاصمة اللوبي الصهيوني العالمي، ومخزن توراتهم وتعاليمها الحاقدة، فإذا كانوا يقتلون ويغتصبون أرضًا ليست لهم، وإذا كانت راحيل، الوجه الحقيقي لهذا الاحتلال الاستيطاني – الإحلالي-، فهل بقي  لعاقل أمل باستعادة الحق والأرض بتحقيق سلام معهم، ومشاركتهم أرض ليست لهم وليسوا منها؟!.

الغريب أن بعض العلمانيين العرب، لا يخفون العداء سواء بالتلميح أو التصريح،  لحركة مقاومة عربية إسلامية من أبناء فلسطين، ويقبلون بالتالي (دولة يهودية) جارة للبلاد العربية، بل ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك، باتهام (الظلاميين) كما يطلقون عليهم استخفافاً وتضليلاً، بأنهم يسعون لإقامة إمارة إسلامية في غزة!.

يحق لنا الآن أن نتوجّه إلى كل هؤلاء بسؤال مباشر وواضح وصريح:

ـ أليس هدف الجميع من المخلصين الشرفاء تحرير الأرض والشعب من أعداء الإنسانية الذين أبدعوا بممارسة أبشع وجوه الإجرام والتدمير وطرد وتشيت أهل فلسطين؟!.

فما الذي يمنع أن نتوحّد على برنامج المقاومة لتحرير الأرض واسترداد الحقوق ثم نحدد معًا هيكلة دولتنا الحرّة المستقلة على كل أرض فلسطين، وهذا حقنا الشرعي، ولا انتقاص منه.

لقد بات من الضروري والملحّ في هذا الوقت العصيب أن نحدد دون مواربة عدونا.. بل أعداءنا، وأن نتوحّد على برنامج استيراتيجي مقاوم، وهو وحده ينهي أسطورة راحيل، بعد أن لم تحقق  كل القوّة الحربية، الطائرات والأساطيل والمدرعات والقصف العشوائي، القضاء على روح المقاومة والصمود على أرض غزّة درّة العالم.

 

ليدرك الجميع، القريب والبعيد، المسالم والمقاتل، أن هذا الكيان المحتل الغاصب يصدّر للعالم ثقافة القتل والتدمير والافتراء والسقوط الأخلاقي، بأفكار لاهوتية وتوارة استعمارية بحتة، ويبرر استباحة "أرض بلا شعب" كما يدّعون، لا يمكن قهره بغير المقاومة والمقاطعة وكل أشكال المواجهة.

قال أحد الكتاب الأفاضل: اليوم غزة وغدًا مكة وكل عاصمة ومدينة عربية، وهذا يعني أن الصهاينة وحاخامتهم، لا يفرقون بين إسلامي أو علماني أو قومي، أو بين أبيض وأسود، الأهم   في من يتبنى مشروعهم التوسعي على أرض محروقة بالكامل، وشعوب مسلوبة الإرادة ومدجنة، ومحتلة عقلياً على وهم الاقتداء بـ "ديمقراطية" الهيمنة على العالم، تنفذ دون أن تدري تعاليم أسفارهم وبرتوكلاتهم، على جميع الأصعدة.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ