-ـ

ـ

ـ

السبت  24/01/2009

يا غزة.. أطفالك يضحكون في أكفانهم

نصر محمد الزهرة

رأيتها طفلة شهيدة تطل علينا برأسها وهي تحت الأنقاض وبقية جسمها النحيل والضئيل مدفون وسط كتل من بقايا منزلها. ـ طفلة لا تتعدي 6 أو 7 أعوام، نصف وجهها محروق تماماً والنصف الآخر سليم ولكن مغطي بغبار ودققت النظرات في وجهها الملائكي وهي راقدة بريئة مبتسمة بعدما لاقت وجه ربها الكريم ضاحكة مستبشرة وقد غابت عن دنيا الندالة والخسة وعدم الرجولة.

ويزداد حزني وألمي لا بسبب خسة وندالة اليهود، فهذه طبائعهم ولا ينتظر منهم غير ذلك فلا عهد لهم ولا ذمة ولا ضمير في كل الأزمان، بل أشد ما يحزنني هذه المواقف العجيبة من التخاذل والتهاون وعدم نجدة الإخوة في الدم والدين والعروبة والاكتفاء فقط برؤية الأجساد وهي تنصهر بالأطفال والنساء والشيوخ والشباب وهدم المنازل وقصف المساجد وحرق الزرع ورغم كل هذه الجرائم فإن شعبنا في غزة لايزال صامداً وثابتاً ومرابطاً يستعين بربه وحده ويشكو إليه خذلان القريب والبعيد والشقيق ..

وتحضرني كلمات الشاعر الراحل نزار قباني وهو يصف أطفالنا في فلسطين فيقول: يا أطفال غزة علمونا بعض ما عندكم فنحن نسينا.. علمونا بأن نكون رجالاً ونحس فعلاً أننا آباء.. علمونا فن التشبث بالأرض علمونا كيف يكون لدينا حس وضمير لقد صغرنا أمامكم ألف قرن وكبرتم في هذه الأيام قروناً. أمطرونا بطولة وشموخاً وأغسلونا من قبحنا اغسلونا من شقوق الأرض طلعتم وزرعتم جراحنا نسرينا يا أطفال غزة استعدوا واستعدوا لتقطفوا الزيتونا يا أحباءنا الصغار سلاماً جعل الله يومكم ياسمينا ..

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ