-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
التمرّد
على الظلم: إرادة
أولاً.. ثمّ بحث عن الأساليب
والوسائل، للتنفيذ! عبد
الله القحطاني * لا
نعلم أن ثمّة نفساً سويّة حرّة،
ولِدت حرّة، وعاشت ردحاً من
الزمن حرّة، وعرفت معنى
الحرّية، ومعنى العبودية،
ومعنى العدل، ومعنى الظلم،
ومعنى كرامة الإنسان، ومعنى
إذلاله واضطهاده.. لا نعلم أن
نفساً من هذا القبيل، تقبل
الظلم وترضى به، وتأبى التمرّد
عليه، ابتداءً..! من أيّة جهة صدر
الظلم، من حاكم أو محكوم، من
داخل الوطن، أم من خارجه! * إذا
علمنا أن النفوس التي ترضى
الظلم، وتأبى التمرّد عليه، شبه
معدومة بين البشر الأسوياء، أو
أنها نادرة جداً، لا يقام لها
وزن، عند تقدير الأمور.. علمنا،
بالتالي، أن الأكثرية الساحقة،
من بني البشر، هي من النوع
الرافض للظلم، الذي يرغب، أو لا
يمانع.. في التمرّد عليه! *
الأسباب التي تمنع الناس من
التمرّد، أو تصرفهم عنه.. كثيرة،
يعرفها أكثر العاملين في الحقل
السياسي، ويعرفها سائر الحكّام..
ولاسيّما الظلمة منهم! ويحرصون،
بقوّة، على ترسيخها، وتعزيزها،
كيلا يتحرّك أيّ شعب مظلوم، ضدّ
ظالمه، ولا أيّ مواطن، مخلص
لوطنه وشعبه، ضدّ الظلم
والظالمين، في بلده؛ بله
الأحزاب والمنظّمات، السياسية
وغيرها! ومن
أهمّ الأسباب، وآثَرها، لدى
الحكّام: 1)
الترهيب، بسائر أشكاله
وأساليبه: الترهيب بالقتل، أو
بالسجن، أو بقطع الرزق، أو
بإيذاء الأهل، أو بالإبعاد من
البلاد، أو بإلصاق التّهم
الملفقة، وفضح المواطن من
خلالها! 2)
الإغراء، بسائر أشكاله
وأساليبه: الإغراء بالمال،
والنساء، والمناصب، والهدايا،
وفتح الآفاق الواسعة، للعمل
والدراسة.. ونحو ذلك! 3)
التجهيل والخداع والتضليل عبر
وسائل الإعلام، التي تملكها
الفئة الحاكمة: تجهيل الناس
بحقيقة فساد الحكم وظلمه..
وتزييف المعلومات حول طبيعته
الفاسدة، بإظهاره في أحسن صورة! 4)
التيئيس: تيئيس المواطنين، من
جدوى التمرّد ضدّ النظام
الحاكم؛ لأنه باق إلى الأبد!
ولأن أيّة محاولة للإطاحة به،
محكوم عليها بالإخفاق، ولأن
القيادات الشعبية، التي تحضّ
الناس على التمرّد، ضعيفة، أو
عاجزة، أو مرتبطة بجهات خارجية،
معادية للوطن.. أو طالبة مناصب
لأنفسها، ومصالح شخصية وحزبية،
على حساب الوطن والمواطن.. أو
غير ذلك، من التهم والصفات،
التي تحبط المواطن، عن الثقة
بأيّة فئة وطنية، من الفئات
المعارضة لنظام الحكم! * إذا
ظلّت مجموعات من المواطنين،
مصرّة على رفض النظام الظالم،
وظلمه، ولم تفلح فيها أساليب
الزمرة الحاكمة: من تخويف،
وإغراء، وتجهيل، وتيئيس،
ونحوها.. وباتت تتطلّع إلى
التمرّد على النظام الفاسد.. إذا
ظلت كذلك، فقد تجاوزت أهمّ
المراحل وأصعبها، وهي مرحلة
الانتقال، من السلبية إلى
الإيجابية! أيْ: إلى الفعل، الذي
يؤدّي إلى التخلّص من الظلم
والظالمين! وهنا، تبدأ،
تلقائياً، غالباً، بالبحث عن
الأساليب والوسائل، التي
تساعدها على تحقيق هدفها! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |