-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أوباما
وفلسطين...نبرة جديدة وخطاب قديم عريب
الرنتاوي يقرأ
الرئيس الأمريكي
باراك أوباما من كتاب قديم
حين يتعلق الأمر بالقضية
الفلسطينية والصراع العربي
الإسرائيلي، وهو وإن تحدث عن
"التغيير" كشعار ناظم
لمواقف إدارته وسياساتها حيال
المنطقة، إلا أن هذا "التغيير"
وقف عند عتبات فلسطين وقضيتها
وأطرافها وحقوق شعبها، ولم
يتجاوزها، كما أن "جديد"
السياسة الأمريكية حيال هذا
الملف، وضع عموما في أيدي "فرسان
قدامى"، خبرناهم وخبرونا،
ولا ندري ما إذا كان "القوم"
قد "غيّروا" جلودهم بذات
الطريقة التي غيّرت فيها الطبقة
السياسية الأردنية لغتها
وأسلوب مخاطبتها للحكومة ورئيس
وزرائها فور خروج شقيقه من سدة
"الموقع الأمني الأول"،
ولا ندري ما إذا كانت ثقافة
الخوف والانتهازية، متفشية
أيضا لدى الطبقة السياسية
الأمريكية، خصوصا المنتمين
منها إلى نادي السياسة الشرق
أوسطية في واشنطن. أيا يكن
من أمر، فنحن لا نريد أن نستبق
الأمور ولا أن نطلق أحكاما
مسبقة، فالرجل لم يمض على توليه
منصب الرئاسة سوى سويعات قلائل،
والمقعد الذي جلس عليه في "المكتب
البيضاوي" ما زال بارد، ولم
يسخن بعد، والإشارات القليلة
والرمزية التي أطلقها كفيلة
بإقناعنا بوجوب ترك الباب
مفتوحا لاحتمالات وسيناريوهات
شتى، من بينها أن يكون الرئيس
جديدا بالفعل، وأن تكون سياسته
في المنطقة مختلفة عن سياسة
سلفه، ومنها أيضا، أن يكون
الرجل ماهرا في إدارة العلاقات
العامة، وأن كل ما يقوله ويفعله
ليس سوى محاولة لكسب "معركة
الصورة": صورة الولايات
المتحدة، وصورته الشخصية في
القلب منها. أن يشرع
الرئيس الأمريكي بالحديث عن ملف
الشرق الأوسط والقضية
الفلسطينية منذ اليوم الأول
لدخول البيت الأبيض، وأن يجري
اتصالات مع معظم الأطراف ذات
الصلة، وأن يقطع أمامها تعهدات
على نفسه بالالتزام بعملية
السلام، فهذه نقطة تسجل له وليس
عليه، خصوصا إذا ما قورن أداؤه
بأداء الرئيس المرتحل جورج
دبليو بوش، الذي جاء إلى الحكم
بقرار إدارة الظهر للقضية
الفلسطينية، ولم يقنعه
بالالتفات إليها سوى "كوارث"
بحجم الحادي عشر من سبتمبر
والحرب على الإرهاب وحرب
أفغانستان، وحرب العراق
والاستعدادات والنوايا لحرب
على إيران. أن يشرع
الرئيس الأمريكي الجديد
بالحديث عن مشاعر شخصية حيال
معاناة الفلسطينيين وآلامهم،
وأن يذكر ذلك بوضوح في خطاباته
الأولى للشعب الأمريكي وشعوب
المنطقة والعالم، فهذا أمر مهم
قياسا بالمقاربة "اللا -
إنسانية"، والمفتقرة للإحساس
والحساسية، التي طبعت سلوك
سلفه، الذي ادّخر جميع مشاعره
للتضامن مع "ضحايا الصواريخ
الفلسطينية"، بل أنه وأركان
إدارته كانوا على الدوام، في
قلب المعركة على الفلسطينيين في
قطاع غزة وحماس، وقبلها على
الضفة وياسر عرفات، ووفروا
الدعم والغطاء السياسيين
لعدوان إسرائيل الهمجي
وجرائمها الحربية وانتهاكها
للقانون الدولي الإنساني، ما
مكنها من الاستمرار في الحرب
وقتل الأطفال والرجال والنساء
الأبرياء. كل ما
ذكر، ومن بينه تعيين ميتشيل
مبعوثا خاصا للشرق الأوسط أيضا،
يسجل لأوباما لا عليه، وعليه
نبني بعض من تفاؤلنا، بيد أنه لا
يعطي صورة واضحة عن توجهات
الرجل ووجهة سيره، خصوصا وأن
على يمينه ويساره من المساعدين
ممن هم محسوبين على إسرائيل
والداعين لمحور إيران عن
الخريطة دفاعا عن أمن الدولة
العبرية وليس عن أمن الولايات
المتحدة، وأن "جماعات الضغط"
التي قيل بأنها سيقلم أظافرها،
ما زالت لها أنياب ومخالب. القليل
من "السياسة" التي وردت في
ثنايا تصريحات الساكن الجديد
للبيت الأبيض وخطاباته، ينتمي
للمدرسة الأمريكية التقليدية،
لا في انحيازها الأعمى لإسرائيل
فحسب، بل وفي إصرارها مفرط "الغباء"
على تجاهل الحقائق الجديدة على
مسرح القضية الفلسطينية،
وأهمها الدور الذي لا يمكن
تجاهله لحركة حماس على المسرح
الفلسطيني، والتراجع الذي لا
تخطئه عين على دور السلطة
والرئاسة على المستويين
الفلسطينيين والإقليمي، فهل
بعد هذا وذاك، يمكن القبول
باجترار شروط الرباعية الدولية
للحوار مع حماس؟...هل يمكن
القبول بتكرار الشعارات و"المخارج"
والسياسات التي لم تفض إلى "مطرح"
منذ سنوات، حتى لا نقول منذ
عقود؟. قبل أن
يوضع الرئيس الجديد على محك
الاختبار، وقبل أن "يبق
البحصة" ويخرج ما بصدره من
أقوال ويترجمها إلى أفعال كما
وعد، فإن من السابق لأوانه،
تحميل "نواياه الطيبة"
أكثر مما تحتمل، وتفسير
الإشارات "الطيبة" التي
وردت على لسان وارتسمت على
تعابير وجهه، بأكثر مما يمكن أن
تفسر به. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |