-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
سعيد
صيام وزير الداخلية الشهيد بقلم:
ممدوح إسماعيل منصب
وزير الداخلية في المنطقة
العربية من المناصب المكروهة
شعبياً بسبب أساليب القمع
والاستبداد التي تمارسها
وزارات الداخلية العربية بخلاف
تلفيق التهم للأحرار وقمع
المعارضة الشريفة والزج بها في
السجون والمعتقلات. ودائماً
المنصب في المنطقة العربية هو
عنوان تزوير إرادة الشعوب
والتعذيب وتحتفظ منظمات حقوق
الإنسان الدولية والإقليمية
بسجل أسود في انتهاكات حقوق
الإنسان لوزراء الداخلية العرب
وكل شهر وكل عام تصدر المنظمات
الدولية والعربية تقارير تحصي
فيها كم هائل من انتهاكات حقوق
الإنسان العربي. لكن في
غزة حكاية أخرى فريدة ونادرة في
وطننا العربي المغلوب والمقهور
شعوبه دائماً ففي غزة تمت
انتخابات نزيهة وجاءت حركة حماس
بإرادة الشعب الفلسطيني إلى
الحكم وكان لافتاً ذلك الرجل
سعيد صيام الذي حصد أعلى
الأصوات في الانتخابات فقد حصل
على ما يزيد من سبعين ألف صوت
وكيف لا يحصد تلك الأصوات وهو
ابن فلسطين وابن المقاومة
وأيضاً هو الشيخ الداعية خطيب
مسجد اليرموك وهو المصلح
الاجتماعي الذي عرفته العائلات
الفلسطينية بإصلاحه ذات البين
بين الفلسطينيين. فكان
اختياره وزيراً للداخلية في
الحكومة التي شكلتها حركة حماس
نقطة ملفتة وبارزة جداً في عالم
وزراء الداخلية العرب فلأول مرة
يرشح لمنصب وزير الداخلية رجل
جاء بإرادة الشعب، رجل مصلح
اجتماعي وداعية إسلامي، رجل
تربوي تعّلم وتربّى على يديه
الآلاف من شباب غزة.. اندهش
وزراء الداخلية العرب من هذا
الوزير الذي يخالفهم في كل شيء
بل لم يعين من قبل حاكم لمهارته
في القمع بل جاء بإرادة شعب
فرفضوه لأنه ليس من طينتهم ولم
يدع لاجتماع واحد لوزراء
الداخلية العرب. ولكن
سعيد صيام لم يبال واستلم مهام
منصبه فكان خير الرجال أحبه
الصغير والكبير ومضى يحارب
الجريمة وتجارة المخدرات في غزة
فازداد حب الشعب له ولكن على
الطرف الآخر العملاء والخونة
والمجرمين حاولوا النيل منه ومن
وزارته ففشلوا. وشكل
سعيد صيام القوة التنفيذية
لتكون يداً قوية تردع الخونة
والمجرمين داخل غزة وبفضل الله
أحبط سعيد صيام الانقلاب
الأمريكي الدحلاني في يونيو 2007
فاشتد حنقهم وغيظهم من سعيد
صيام الذي تمكن من القيام
بواجبات منصبه بطريقة فريدة حيث
عمل على رضا الله ثم رضا الشعب
الفلسطيني وبفضل الله أحبط
محاولات أكابر المجرمين في غزة
والعملاء الذين فشل في إيقافهم
كل وزراء ياسر عرفات. وكان
ملفتاً أن سعيد صيام وزير
الداخلية الفلسطينية هو الذي
يرعى المقاومة ويؤمن المظاهرات
والمسيرات لا يقمعها ويؤمن عمل
فصائل المقاومة لا يقبض عليها
ويعتقلها. وفي ظل
الحرب والعدوان الصهيوني
الهمجي الوحشي العنصري على غزة
لم يختف الرجل بل كان وسط أهله
وشعبه ورجاله يضبط الأمن في ظل
الحرب ويساعد كل محتاج ويدفع
مرتبات العاملين معه بل ويوصلها
إلى كل موظف يعمل معه في بيته. وفي
مساء الخميس 15 يناير ليلة
الجمعة كان ميعاد البطل المجاهد
سعيد صيام مع الشهادة ولم يكن
وحده بل كان معه ابنه وشقيقه
وعائلته ليثبت للجميع أن قيادات
حماس لا تختبأ وإنما وسط الشعب
يقاومون بفضل الله. يقيناً
أعتقد أن الخونة من العملاء هم
من قاموا بإرشاد العدو الصهيوني
إلى مكانه فقامت طائرات العدو
بتدمير المنزل وتسويته بالتراب
على كل حال استشهد سعيد صيام (نحسبه
كذلك ولا نزكي على الله أحداً)
ليصبح أول وزير داخلية عربي
يستشهد ليضاف إلى مكارمه الأولي
كأول وزير داخلية عربي ينتخب
وأول وزير داخلية يحبه شعبه
وأول وزير داخلية مجاهد مقاوم
للعدو الصهيوني ثم أول وزير
داخلية يستشهد. وكما
قيل قديماً بين أهل الحق وأهل
الباطل الجنازات. فقد كان
سعيد صيام ً أول وزير داخلية
يشهد جنازته عشرات الآلاف وسط
الحرب والتدمير وتحت القصف غير
خائفين وتحاصرهم النيران
والصواريخ والقنابل الفسفورية
الحارقة ورغم ذلك يخرج عشرات
الآلاف من أهل غزة لتوديع وزير
داخليتهم الشهيد المحبوب
والدعاء له ويبكون فراقه
ويهتفون بالثأر له ويدعون الله
أن يجمعهم به في الجنة. بينما
الكثير من وزراء الداخلية في
المنطقة العربية عندما يموتون
لا يعرفهم أحد وينكرهم الناس
ويدفنون سراً أو تحت الحراسة
ولا يخرج في جنازتهم إلا عدد
محدود معروف والجماهير تلعنهم
ويدعو كل مظلوم عليهم. فهنيئاً
لك يا سعيد صيام حب الناس
واختيار الله لك بالشهادة
وأسعدك الله في الجنة برضوانه
يا أعظم وزير داخلية لم تعرفه
ولن تعرفه المنطقة العربية. وهنيئاً
لكل الشهداء في غزة وأسأل الله
أن يثبت أهل غزة وينصرهم على
اليهود ومن عاونهم. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |