-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
رسالة
مفتوحة إلى من يهمه الأمر في
لبنان.. لا
تراهنوا على الحصان الخاسر! الطاهر إبراهيم* كتبت فيما سبق عدة مقالات كنت أدافع فيها
وأنافح عمن كان ينضوي تحت راية
تيار المستقبل في لبنان، لا
لأني واحد منهم، فأنا سوري
إسلامي مهجّر قسريا من وطنه ولن
أكون إلا سورياً. خروجي من وطني
سورية كان وراءه من كان يدعم
بشكل أو بآخر من اتُّهِم
باغتيال الشهيد "رفيق
الحريري" في لبنان. أو لنقل
بصورة أوضح: إن قوى 8آذار التي
تخاصم تيار المستقبل وقوى 14
آذار في لبنان هي مدعومة من
النظام السوري وأنا معارض له.
وإن كنت قد علّقْت –إلى حين-
معارضتي لهذا النظام، مثلما علق
الإخوان المسلمون السوريون
معارضتهم له. مناسبة هذا الكلام، أني أود القول أن
تحالفات اللبنانيين انعكست
بشكل أو بآخر على السوريين.
فمعارضو النظام السوري في داخل
سورية وفي خارجها، اصطف معظمهم
مع تيار المستقبل بلبنان.
ولا أكون مبالغا إذا قلت أن
الانتخابات اللبنانية المقبلة (كما
هو معظم الشأن اللبناني منذ
اغتيال رئيس الوزراء الأسبق
المرحوم "رفيق الحريري")
يستقطب اهتمام المواطن السوري.
لأن أي تطور في لبنان ينعكس سلبا
أو إيجابا على السوريين الذي
يعيشون في الداخل السوري كما
ينعكس عند السوريين المعارضين
في منفاهم القسري. وإذا كانت جماعة الإخوان المسلمين
السورية قد"علّقت"
معارضتها للنظام السوري –إلى
حين- بسبب تعاطفها مع الشعب في
غزة، ولترسل رسالة إلى حماس
التي تحظى بعطف سورية بأن الإخوان
يعيشون مع هَمِّ حماس كما يعيشه
المسلمون في مشارق الأرض
ومغاربها. وليس كما فَسّر
الأستاذ "جهاد الزين" هذا
التعليق في النهار في 22 من كانون
ثاني الماضي بأنه: (تحالف بترتيب
من حماس و"إخوان مصر"
والتمويل قطري). والصحيح أن
جماعة الإخوان المسلمين
السورية قدمت الأهم على المهم،
وهي ترى السكين وقد وضعت على عنق
حماس في غزة.
وإذا كنا لم نتوقع أن تقف أوروبا وأمريكا
مع شعب فلسطين في غزة، ولا نعتب
عليهما. كما لم نكن نتوقع أن
تطالبا إسرائيل بأن توقف
عدوانها على غزة، فما أوصل
الأمور في فلسطين قبل عام 1948
وبعد عام 1948 إلى ما هو عليه من
عدوان، ما هو إلا أمريكا
وأوروبا، وما رسمتا من مؤامرات
على فلسطين، بل وعلى المنطقة
العربية بأكملها، خصوصا
بريطانيا. لكن ما أحبط المزاج العربي العام بأشد مما
فعله عدوان إسرائيل هو أن كتابا
وصحفيين عربا عمدوا إلى اتهام
المقاومة في غزة، وعلى رأسها
حركة حماس اتهاما جزافا، وكأن
حماس –لا إسرائيل- هي من يدمر
أحياء وبلدات قطاع غزة. نحن لا نعتب على رؤساء تحرير الصحف
القومية في مصر، فالناس هناك
على دين ملوكهم (وهم ليسوا في
مصر وحدها على كل حال). إنما
عتبنا هنا على صحفيين لبنانيين
ينتمون إلى قوى 14 آذار في لبنان،
وعلى الأخص على من هو محسوب على
تيار المستقبل. لن نغمض أعيننا ونزعم أننا لا نرى العلاقة
المتميزة بين حماس والنظام في
سورية. كما أننا لن نجادل الذين
يشيرون إلى علاقة التنسيق بين
حماس وحزب الله في لبنان. كما أن
علاقات حماس بكل من إيران وقطر
أوضح من أن تخفى على أحد. لكننا
نسأل هؤلاء: من الذي أرغم "حماس"
حتى تميل هذا الميل إلى هذه
الدولة أو ذلك الحزب؟ المثل
العربي يقول: "من يخجل من
زوجته لا ينجب أولادا". أوَ
ليست الدول العربية التي تعيب
على حماس سلوكها ذاك هي من
ألجأها إلى ذلك. ولا تجبرونا على
التصريح أكثر، فلا نريد ذلك
وليس هذا موضوعنا على كل حال.
فنحن نرى بعض الصحفيين وبعض
السياسيين اللبنانيين من قوى 14
آذار يخطئون في حق حماس من دون
أن يحسبوا حسابا لمصلحة قوى 14
آذار. لنتكلم بصراحة. الجماعة الإسلامية في
لبنان كيان مستقل. لكنها كثيرا
ما وقفت إلى جانب تيار المستقبل.
ولو أحرجت هذه الجماعة بأن
تختار، لاختارت الوقوف مع حماس
على الوقوف مع غيرها ولوكان
حليفا لها، وأكثر أهل السنة على
مثل موقف الجماعة. ألم"تعلق"
جماعة الإخوان المسلمين في
سورية (وهي ما يزال سيف القانون
49 مسلطٌا على رقاب أعضائها في
سورية) معارضتها للنظام إكراما
لحركة حماس، وبينها وبين هذا
النظام ما صنع الحداد؟ في حساب الانتخابات في لبنان: إذا لم يوقف
بعض رموز قوى 14 آذار ورموز تيار
المستقبل انتقاداتهم لحركةحماس
فسيخسرون أصوات كثيرين من أهل
السنة الذين اقترعوا لهم
بانتخابات عام2005. ولو حجب هؤلاء
أصواتهم عن تيار المستقبل، حتى
لو لم يصوتوا لصالح خصومه
فسيخسر تيار المستقبل خسارة
كبيرة. وأنتم يا مَن تمدون ألسنتكم وأقلامكم في
انتقاد حركة حماس! عمن تدافعون؟
ولصالح من قمتم بذلك؟ في مثل هذا
المقام لا ينفع الكلام الكثير.
والتلميح قد يكون أبلغ من
التصريح. وأريد أن أسأل هؤلاء
الذين يستطيلون في شتم حركة
حماس: هل سجلتم عليها في يوم من
الأيام أنها قد انتقدت طرفا من
أطراف قوى 14 آذار، أو تدخلت في
مشاكل لبنان؟ نحن لا نزعم أن مواقف حركة حماس كلها صواب.
فإن بعض الأخطاء كانت تفلت بين
فينة وأخرى من هذا القيادي أو
ذاك. وربما يكون السبب في تلك
الأخطاء، أن دول العالم، -بمن
فيها بعض العرب- تضافرت على
الكيد لها. وربما لو كنت مكان
خالد مشعل في الدوحة يوم 29 كانون
ثاني لما قلت ما قال، ولأجلت
الدعوة إلى تشكيل مرجعية
فلسطينية إلى وقت آخر، يكون فيه
العرض مقبولا أكثر. أخيرا، أقول مشفقا وناصحا لقوى 14 آذار
وتيار المستقبل: لا تراهنوا على
الحصان الخاسر. فخصوم حماس على
الساحة الفلسطينية، الذين
انشغل أكثرهم بتقاسم أموال
الدعم العربي بينهم، قد
استهلكوا أنفسهم وتآكلت
مواقفهم. أما خصوم حماس من بعض
العرب إنما يدفعون ضريبة بقائهم
في كراسيهم. ثم ألم ترَوا ما حصل في الصومال؟ لقد طردت
"المحاكم الإسلامية" من
الصومال بتخطيطٍ من واشنطن
وتنفيذٍ من أثيوبيا. وها هو
الشيخ "شريف شيخ أحمد" يعود
إلى الصومال رئيسا، بعد أن أخرج
منه طريدا، تلاحقه طائرات
واشنطن في أدغال كينيا، قبل أقل
من ثلاث سنوات... ومن يدري؟ فربما
يتكرر المشهد! ولا نريد أن
نتنبأ؟! ــــــ *كاتب سوري ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |