-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  05/02/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الظاهرة الليبرمانية في إسرائيل تهدد أمن المنطقة بأكملها

رأفت حمدونة*

أفكار تكاد تتوحد فى مضمونها وعقلية صاحبيها ، " النازى الآرى هتلر ، واليهودى الروسى الحاقد أفيغدور ليبرمان " الاثنان وصلا لأروقة القرار السياسى على قاعدة الديموقراطية بالانتخابات رغم تطرفهما ، ويؤمنان باستعلاء شعبيهما على العالمين ، ويدفع توجهما  الشعور بالعظمة والقوة ، وكراهية الآخر لحد الاستهانة بالحياة ، وفى النهاية عاقبة وخيمة وكوارث غير محسوبة ومغامرات تنذر الكل العالمى بالارهاب والدمار .

الظاهرة الليبرمانية فى دولة الاحتلال تشق طريقها بأسرع مما تستطلعه مراكز الأبحاث ، حتى أضحى حزب اسرئيل بيتنا الصهيونى بزعامة المتطرف أفيقدور ليبرمان الحزب الثالث فى ترتيب عدد المقاعد للكنيست وفق استطلاعات الرأى الأخيرة التى تسبق الانتخابات الاسرائيلية فى 10 شباط 2009 بأيام  ، ومن المتوقع فى انتخابات قادمة أن يكون الحزب الثانى ولربما يكون الائئتلاف القادم للحكومة الاسرائيلية هو ائئتلاف ليكودى ليبرمانى ينذر بالخطورة الاقليمية على الأقل .

ليبرمان يحمل أفكاراً تفوق أفكار كل من عرفهم التاريخ الحديث بالتطرف والحقد والكراهية للآخر .

 

من هو أفيغدور ليبرمان :

ولد ليبرمان في مولودوفا ( منطقة تقع بين رومانيا وروسيا ) وهاجر إلى إسرائيل عام 1978، وهو فى العشرينات .

ظهر ليبرمان في الساحة السياسية الإسرائيلية إبان حكومة الليكود عام 1996 حين شغل منصب المدير العام لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد أن كان قد أمضى عدة سنوات في صفوف حزب الليكود.

أنشأ ليبرمان عام 1999 حزب يسرائيل بيتينو (إسرائيل بيتنا) نسبة إلى حزب روسي كان بزعامة الرئيس الروسي السابق يلتسين يدعى "روسيا بيتنا"، وهي محاولة من ليبرمان لكسب تعاطف المهاجرين الروس 0

وليبرمان من أشد المعجبين بجابوتنسكى، الذي يرى أنه يجب على المرء أن يكون عبقريا وقاسيا في ذات الوقت، "إذا حاول أعداؤك زعزعة الوضع، فعليك أن تهاجمهم بصورة شمولية وشديدة جدا".

 

دون شك أن أفكار ليبرمان مشبعة بالحقد والكراهية ضد العرب عموماً والفلسطينيين خصوصاً، وتضمن تحريضاً وتهديداً ضد مصر وضد لبنان وحزب الله، وضد سوريا وايران وأوروبا وكل من يخالف دولة الاحتلال ، وضد الفلسطينيين حيثما كانوا، في الضفة وفي غزة وفي الأراضي المحتلة عام 1948 ، واغراق الأسرى الفلسطينيين فى البحر الميت 0

.

ومن الأفكار المتطرفة لليبرمان :

-  ضرب قطاع غزة بالسلاح النووى

فكار ليبرمان تثير الاستهجان حتى على مستوى الصحافة والكتاب والمحللين وكذلك السياسيين اليهود وغيرهم لشدة غرابتها ورائحة الكراهية والحقد المنبعثة منها ولعل أقرب وأكثر فكرة ارهابية نادى بها ضرب قطاع غزة بالسلاح النووى ، قائلا خلال محاضرة أمام طلاب جامعة بار ايلان: "إن شعب اسرائيل لن يكون في أمان ما دامت حماس تحكم قطاع غزة وعلينا الاستمرار في الحرب حتى النهاية والقضاء على حماس".واضاف " أن الحل موجود، حيث يجب العمل بالضبط كما فعلت الولايات الامريكية المتحدة مع اليابان في الحرب العالمية الثانية وبالتالي لا داعي لاحتلال غزة".وذكرت مصادر صحفية اسرائيلية أن ليبرمان يدعو الى القاء قنبلة نووية على قطاع غزة وتدميرها بالكامل والانتهاء من هذة المشكلة نهائياً والتخلص من وصف العالم لاسرائيل انها دولة احتلال ، كما ذكر.

 

- إسقاط قنبلة وزنها طنان على المنطقة التى يعيش فيها عرفات لتهدمها على رأس من فيها :

كان ليبرمان يرى أن بقاء عرفات حيا يعتبر من أكبر المؤشرات على ضعف وعجز إسرائيل، ولذا اقترح أن تقوم طائرة بإسقاط قنبلة وزنها طنين على المنطقة التى يعيش فيها عرفات لتهدمها على رأس من فيها وبذلك يتم تدمير مسيرة السلام

وكان يرى أن بقاء عرفات حيا يعتبر من أكبر المؤشرات على ضعف وعجز إسرائيل، ولذا اقترح أن تقوم طائرة بإسقاط قنبلة وزنها طنان على المنطقة التى يعيش فيها عرفات لتهدمها على رأس من فيها وبذلك يتم تدمير مسيرة السلام.

 

- قتل القيادات الفلسطينية :

كما و دعا الوزير الإسرائيلي السابق المتطرف "أفيغدور ليبرمان" إلى قتل رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية وبقية قادة الفصائل الفلسطينية.

وقال "ليبرمان" الذي عين في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول وزيرا للشؤون الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية وزعيم "حزب إسرائيل بيتنا" المتطرف:" على الجميع الاختفاء والذهاب ِإلى الجنة." ولقد نصح وينصح بقتل الشيخ حسن نصر الله أثناء المهرجان الشعبي الذي عقده احتفالا بالنصر، حتى لو أدى ذلك إلى قتل آلاف الناس.

 

- قصف السد العالي بقنبلة نووية بهدف إغراق الشعب المصري :

ومن المواقف المتطرفة باتجاه مصر دعوته من على منصة الكنيست إلى قصف السد العالي بقنبلة نووية بهدف إغراق الشعب المصري، بحجة أن اتفاقية السلام التي وقعها النظام المصري مع الكيان الصهيوني لم تكن حقيقية، لأن مصر لازالت تدعم المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني

دعوة تفجير سد أسوان أتت من جانبه كرد على مصر التى لم تلتزم مراقبة ممر صلاح الدين (ممر فيلادلفي) الذي يستعمله الفدائيون لتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة 0

كما انتقد بشدة الرئيس المصري في كلمة له أمام الكنيست لأنه لم يزر اسرائيل، وقال "اذا لم يشأ مبارك زيارة اسرائيل فليذهب الى الجحيم".

كما ورفض النائب الإسرائيلي المتطرف أفيجدور ليبرمان الاعتذار عن تصريحاته البذيئة في حق الرئيس مبارك ، واصفا من طالبوه بالاعتذار أنهم "مداهنين للرئيس المصري"، مطالبا إياهم في المقابل بـ "الاعتذار عن توقيع اتفاقيات أوسلو والانفصال عن قطاع غزة عام 2005".

-       ترحيل فلسطينيي 1948 لتبقى اسرائيل دولة يهودية :

يعتبر أفيغدور ليبرمان ان الفصل هو الحل طالبا من اسرائيل أن تحذو حذو قبرص في حل مشكلة الأقلية العربية ، مضيفاً ان تقسيم قبرص كان يستحق الألم الذي تسبب به "لأنه حل المشكلة".

ويصر على ان الطريقة الوحيدة لجلب السلام للشرق الأوسط هي بفصل تام لليهود عن العرب، بمن فيهم "عرب اسرائيل" الذين يشكلون 20 في المئة من سكان اسرائيل.

وقال ليبرمان : "أنا أريد اسرائيل أن تكون دولة يهودية صهيونية"

كما يمكن تجميع العرب بصورة تتيح فصلهم عن الدولة، وبما أن الجليل هو مكان أغلبية عرب إسرائيل، لا بد من ترحيلهم شمالا، وتضم منطقة المثلث في الجليل الأدنى إلى الضفة الغربية المحتلة، أما يهود كريات شمونة (مع باقى يهود الجليل) فسيحلون محلهم في الجنوب الواسع.

كما هدد أفيجدور ليبرمان رئيس حزب " يسرائيل بيتنا " اليوم الثلاثاء النائب العربي " طالب الصانع بالتصرف معه مثلما فعلت إسرائيل مع حركة المقاومة الإسلامية " حماس " في غزة .

كما وأنه نفث سمومه العنصرية تجاه النواب العرب في الكنيست للمرة الثالثة في الأيام الأخيرة ، وتوعد ليبرمان، يوم أمس الإثنين في الكنيست، النواب العرب بأنه "ستأتي حكومة أخرى، وسنعالج أمركم كما يجب".

ولم يوفر ليبرمان فلسطينيي 48 من طروحاته، إذ دعا الى سن قانون مواطنة جديد تكون المواطنة فيه مشروطة «بإعلان الولاء لدولة إسرائيل دولةً يهودية، والتعهد بخدمة دولة إسرائيل في إطار خدمة عسكرية أو خدمة مدنية بديلة».

ليبرمان أيضاً طالب بملاحقة زحالقة بسبب مواقفه من المناضل المرحوم د.جورج حبش ومشاركته في جنازته وتأبينه ، علاوة على دعوة زحالقة إلى دفن المرحوم في مسقط رأسه في مدينة اللد.

كما وتهجم على لجنة المتابعة للجماهير العربية في أعقاب إعلان اللجنة لمناهضة الخدمة المدنية المنبثقة عن لجنة المتابعة عن إطلاق حملة شعبية ضد الخدمة المدنية وازدياد التجنيد في الجيش ، ومعروف عن ليبرمان انه يريد الابقاء على المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والتخلص من العرب في اسرائيل.

ومن هنا يظهر الخطاب الكهانى-الليبرمانى الذي يتسم بالمزج بين العنف والوعد الإلهي: بفكرة طرده للعرب لحل كل المشاكل من خلال ضربة واحدة ساحقة إلهية، وهكذا تطرح رؤية جديدة لحل العقدة الأمنية.

 

-       أوروبا معادية للسامية :

وفي تطرقه للاقتراحات السياسية التي كثيراً ما تُطرح لحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، قال ليبرمان: "ليس هناك حل عالمي لمشكلة الأقليات. ففي شمال أيرلندا لم يجدوا حلا لها وكذلك في أسبانيا مع الباسكيين...وأنا أوصي بألا نحاول الإقتداء بالآخرين...ولذا فلا يحق لأوروبا أن تسدي لنا النصيحة القائمة على ازدواجية المعايير– أخبرونا بالحقيقة: إنهم منافقون ولا يحبوننا... كان يتعين علينا أن نقدم لهم أطروحة تفيد بأن معاداة إسرائيل في أوروبا تعد استمراراً مباشراً للمعاداة للسامية- وهذه ليست معاداة لإسرائيل أو للصهيونية بل معاداة كلاسيكية للسامية ولكن في ثوب مختلف...".

 

-       ضرب سوريا وايران :

وفي الشأن السوري، يرى ليبرمان أن أي «استفزاز» سوري حتى لو كان بسيطاً، ينبغي الرد عليه بحزم، ويكون الرد قوياً وشاملًا وحازماً من إسرائيل، مشيراً إلى أن «سيطرة السوريين على لبنان، عن طريق حزب الله وباقي الجهات المؤيدة لسوريا، ترفع معنويات السوريين وحلفائهم وتزيد من حوافزهم في الصراع مع إسرائيل. وقد تجر هذه الأوضاع سوريا و(الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله إلى مغامرات خطيرة قد تُحوّل الحدود الشمالية لدولة إسرائيل إلى نقطة غليان حاسمة». وأضاف أن «كل نصر بالنقاط، وعدم تحقيق نصر كاسح، ستكون له تداعيات خطيرة تأتي بالمصائب على إسرائيل»، كما طالب كذلك بتدمير طهران.

أعتقد أن مثل هذه الأفكار وغيرها تنذر بخطورة الموقف المستقبلى على أمن المنطقة والعالم ، فأنا لا أعتقد بأن ليبرمان ثرثار ليس الا كما يصف الصحافي إيتان هابر في افتتاحية يديعوت أحرونوت مضيفا : ليرمان لا يقصد فعلا ما يقول ويثرثر وحسب. ويتفق معه في هذا الرأي ناحوم برنباع الذي يعتبر تصريحات ليبرمان شكلا من أشكال الهذيان اللفظي (المشهد الإسرائيلي، 1 نوفمبر 2006).

ولكن بغض النظر عن كون ليبرمان ثرثارا أم لا، فإنه يظل تعبيرا متبلورا عن التيار العنصرى اليمينى المتطرف، فهو كما وصفه يتسحاق ليئور (هآرتس،1 /11/2006) دودة ضخمة نبتت وترعرت في حقل القثاء هذا "أي في الساحة السياسية الإسرائيلية".

المشكلة تتجاوز وصول يميني متطرف إلى موقع القيادة في إسرائيل، ولكن الأيام القادمة ستطرح وبحدة، سؤالا مهما حول ديمقراطية دولة الاحتلال

فالليبرمانية اليوم ظاهرة مقبولة لا بل محترمة ولها حضورها  في المجتمع ، هذا يعني أن المؤسسة الصهيونية وصلت إلى درجة كبيرة من الانحطاط، وأن الأوضاع تشهد درجة عالية من الخطورة على المنطقة برمتها.

فشعبية "اسرائيل بيتنا" ارتفعت في الشهر الاخير باستمرار وتصميم، واليوم يحصل الحزب على 16 مقعدا. قبل اسبوع حصل على 14، وفي الانتخابات الاخيرة 11 فقط. بتعبير آخر، اسرائيل بيتنا لم تعد حزبا للروس وحدهم، ولا حتى حزب يميني متطرف. 16 مقعدا هذا يعني انه بات يمين – وسط. اذا واصل ليبرمان الصعود بهذه الوتيرة، فانه كفيل بان يقف على راس الحزب الثالث في حجمه في الكنيست القادمة الصهيونى وقد يكون جزء أساسى من الائئتلاف القادم مع الليكود فاذا كانت الاستطلاعات تنبأت له حتى اليوم بحكومة بيبي فمن الان فصاعدا ينبغي القول حكومة بيبي – ليبرمان.

ـــــــــــ

*مختص في الشئون الإسرائيلية

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ