-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
يا
قادة.. ارحموا من في الأرض ليرحمكم
من في السماء ندى
الحايك خزمو معلم
تاريخي قد أصبحت غزة .. يتحدث
عنها القاصي والداني .. في كل
مكان من هذا العالم الواسع.. غزة
.عرفها من لم يكن يعرفها بعد أن
أصبحت سيرتها على كل لسان .. وذاع
صيتها الى درجة أصبح فيها حتى
الطفل الصغير يعرفها، ويصف ما
حدث فيها من مآسٍ وويلات.. قصص
كثيرة.. لن تتسع لها آلاف الآلاف
من صفحات التاريخ.. فحكاياتها
أكبر من كل الأوراق وأعظم..
أطفال أبرياء .. حكم عليهم
القاضي بالاعدام .. ونفذ الجلاد..
من دون رحمة . من دون شفقة.. قتلوا
الأم مع أبنائها أو أم أمام
أبنائها .. أبادوا عائلات
بأكملها .. اختطفت القذائف الطفل
من يدي أمه لتحوله الى أشلاء
تتناثر بين ذرات ثرى هذا الوطن..
تستيقظ طفلة لتجد نفسها من دون
أرجل .. جميلة التي تحولت في
لحظات الى معاقة.. يفتح الطفل
عينيه فلا يستطيع ليكتشف أن
القذائف والقنابل الفوسفورية
قد أخذت منه بصره .. وقصص وحكايات
.. هل سيتذكرها الناس أم ستُنسى
كما نسيت جنين ومجازرها وكل
المجازر الوحشية التي تعرض لها
شعبنا فأصبحت مجرد ذكرى.... كنا
نتوقع أن يوحد مصاب غزة صفوفنا
فيتسامى الجميع على خلافاتهم
ويجتمعون مرة أخرى في مواجهة
أعداء هذا الشعب، ولكن وللأسف
ورغم هذه العذابات ورغم كل هذه
المجازر.. رغم المحرقة وحرب
الابادة التي تعرض لها شعبنا في
غزة هاشم .. والتي
كان من المفروض أن تجمع عقلاء
شعبنا فيعيدوا لمّ شمل هذا
الوطن وتوحيد صفوفه في مواجهة
هذه الوحشية وحرب الابادة التي
ارتكبت بحق أطفالنا ونسائنا
وشيوخنا .. الا ان كل هذه الدماء
وكل هذه المجازر وهذه المحرقة
النازية لم تستطع أن تحرك قيد
أنملة من تعنت قادتنا بل
وازدادوا تشبثاً بخلافاتهم
واختلافاتهم، لتبدأ من جديد
حرباً اعلامية شعواء ستأكل ما
تبقى من الأخضر واليابس في هذا
الوطن.. ولتكمل تنفيذ ما لم
يستطع عدونا تنفيذه.. ليبيدوا
أنفسهم بأنفسهم بعنادهم
وتعنتهم الذي تسبب لشعبنا
بمعاناة فوق معاناته في غزة.. غزة
التي كان من المفروض أن توحد
جراحاتها قادة شعبنا ليتحركوا
من أجل الذوذ عنها والتخفيف من
هول مصابها .. صدم الناس فيها
بمصاب أكبر وأعظم وهو فرقتنا
واختلافنا حتى على اعمار غزة..
لينهشوا من جسد غزة ما لم ينهشه
أعداؤنا .. والله
عيب يا قادتنا .. فاذا كانت كل
هذه الدماء التي سفكت على مذبح
غزة لم تستطع أن توحد صفوفنا في
مواجهة أعداء هذه الأمة فما
الذي سيوحدها إذاً؟!! من عادة
عدونا حين يقدم على عمل رهيب بحق
شعبنا أن يلحق ذلك بعمل آخر
ليجعل العالم ينسى العمل السابق
وهكذا .. طريقة ذكية لتغطية عيون
العالم عن المجازر والاعتداءات
والانتهاكات التي ترتكب بحق
شعبنا .. ولكن هذا للأسف ما فعله
قادتنا .. وبدل أن يقوم عدونا
بالتغطية على قضية غزة وخطف
الأبصار عنها قاموا هم
"مشكورين" بهذه المهمة
فخطفت فضائح الخلافات
والاختلافات وتراشقات الألسنة
من على منابر الفضائيات الأضواء
عما يحدث في غزة .. لتبدأ الندوات
واللقاءات.. هذا يتهم ذاك وذاك
يتهم الآخر وكلام التخوين
والتكفير و.... والكل ينهش في
الكل... والله عيب هذا الذي يحدث!! يا
قادتنا . ما الذي تفعلونه بحق
شعبنا.. بل ما الذي تفعلونه بحق
غزة التي ما زالت تلعق جراحها
ولم تكمل بعد دفن شهدائها الذين
سقطوا على مذبح كرامة هذا
الوطن!! يا
قادتنا ارحموا من في الأرض
ليرحمكم من في السماء .. كفاكم ما
ترتكبونه بحق شعبنا .. العالم
ينظر بكل حزن وألم الى ما حدث في
غزة .. زعماء في العالم كان لردة
فعلهم ومواقفهم التضامنية ما
أثلج صدور أبناء غزة بوقفتهم
البطولية المشرفة مع قضيتهم ،
وقد تحدوا اسرائيل بكل صلابة
وقوة وفعلوا ما لم يستطع فعله
زعماء العديد من دولنا العربية..
فقد أثبت أردوغان وشافيز انهما
عرب أكثر من العرب أنفسهم .. يا
قادتنا . الأطفال الذين وقفوا
رغم آلامهم وأحزانهم وحرمانهم
وعظم مصيبتهم ليعلنوا للعالم
أنهم صامدون صامدون في وطنهم،
لن تزحزحهم ولن تخيفهم كل قوى
الظلم والغي وكل أنواع الأسلحة
التي خطفت منهم أحباءهم.. ألم
يؤثر فيكم هؤلاء الأطفال
لتعودوا الى جادة الصواب
فتعملوا من أجل تعزيز صمود
هؤلاء الأطفال بوحدتكم التي
يفترض أن تكون القوة والدافع
لهم للنهوض من جديد بعد كل ما
عانوه من ويلات ومصائب ومجازر؟! أهذا هو
الوقت لاطلاق تشكيل مرجعيات و..
ألا يكفينا الخلافات
والتشكيلات والفئات
والجبهات
والحركات و.. لندخل في متاهة
جديدة من الحملات والحملات
المضادة و...
مرجعيتنا الوحيدة يجب أن تكون
الوطن .. الوطن فقط.. فكل
الأسماء والتشكيلات لن
يكون لها أساس
ولن يكون لها وجود إن أضعنا
الوطن بخلافاتنا.. يا
أخوتنا أشلاء أطفال
غزة ودماء أبناء ونساء وشيوخ
غزة .. جراحات غزة التي ما زال
قادة العدو
يهددون بقصفها
والاجهاز عليها تستحلفكم بالله
بأن تعودوا الى رشدكم وتعيدوا
تنظيم
وتوحيد أنفسكم
لتكونوا البلسم الشافي لأبناء
الوطن وليس النار التي تحرق
أبناءها
.. يا
قادتنا .. غزة تنزف دماً
فارحموها .. وارحموا شعبنا..
ـــــــــــ *
كاتبة وصحافية في مجلة البيادر المقدسية ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |