-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
قاموس
الحروف الأبجدية في غزة! مصطفى
إبراهيم قاموس
الحروف الأبجدية في غزة هو من
إعداد الطفلة "شيماء" ابنة
العاشرة الطالبة في مدرسة
القاهرة بمدينة غزة. فكرة
القاموس جاءت عندما طلبت
المعلمة "لينا" من
الطالبات التعبير عن آرائهن،
وما وقع من جرائم خلال أيام
العدوان الإسرائيلي على قطاع
غزة. وفي
اليوم الثاني من عودة الطلاب
والطالبات للدراسة بعد إعلان
وقف إطلاق النار وتوقف العدوان
مؤقتاً، عادت الطالبات،
واستحضرن مشاعرهن وآلامهن
وآلام وهموم العائلات والشعب
الفلسطيني من خوف ورعب وقتل
وتشريد، والإحساس بالموت في كل
لحظة. شيماء
لاحظت أن للأطفال الفلسطينيين
في قطاع غزة قاموس كلمات
ومفردات وحروف مختلفة عن باقي
الأطفال في أنحاء مختلفة من
الكرة الأرضية. فالأزمات
و الحروب في حال الفلسطينيين
تنشأ معها عادات وكلمات وسلوك
معين، فالحروف في الأيام
العادية هي الحروف كما الكلمات
التي تتحدث بها. شيماء أطلقت على
القاموس الخاص بالناس في غزة
خاصة الأطفال، "قاموس الحروف
الأبجدية الغزاوية بعد حرب
غزة". وبدأت
قاموسها بحرف "أ" ويعني:
"أر بي جيه" "أباتشي"،
أخبار، أنفاق، أونروا ، إسعاف،
إسرائيل، إحتلال، إنفجار،
إختراق، إختناق، إغتيال. ويعني
الحرف "ب": بوارج، بابور،
بندقية. "ت":
تشويش، تهريب، تهديد، تعذيب. "ث":
ثأر، ثورة. "ج":
جهاد، جريح، جنود، جيش. "ح":
حرب، حريق، حماس، حصار، حجارة. "خ":
خصم، خراب،
خنجر، خيمة، خيبة أمل. "د":
دبابة، دمار، دروع. "ذ":
ذبذبات، ذل. "ر":
رئيس، روح طاهرة. "ز":
زنانه (طائرة استطلاع)، زوارق
حربية. "س":
سلام، سلاح، سيف. "ش":
شهيد، شعب مسكين، شمبر، شظايا،
شمعة. "ص":
صاروخ، صحافي. "ط":
طائرة هيلوكبتر (مروحية)، طخ،
طائرة إف 16. "ظ":
ظروف صعبة، ظلام، ظلم. "ع":
عرب، عسكر، عاجل. "غ":
غزة، غارة، غاز، غراد. "ف":
فلسطين، فسفور، فتح. "ق":
قصف، قنابل، قمة، قسام. "ك":
كيان صهيوني، كهرباء، كشاف. "ل":
لغم، لفني. "م":
مراسل، مروحيات، مؤتمر،
مؤامرة، معبر، مدفع، مجزرة. "ن":
نووي، نفق. "هـ":
هدنة، هاون. "و":
وحدة وطنية، وفاق، وكالة الغوث. "ي":
يهود، يلا الصبر. وختمت
بالقول إن "هذه الكلمات هي من
قاموس المفردات اليومية
المتداولة الآن في الحديث بين
أطفال غزة، وسببها الحصار ومن
ثم الحرب". وتضيف
"لذا اقترح على من بيده سلطة
تغير المناهج أن يدخل هذه
المفردات في المنهج الدراسي
للصف التمهيدي بدل التفاهة
الموجودة في مناهجنا المدرسية،
التي تنص على وجود مفردات سهلة
معروفة أو غير مألوفة لدى
الأطفال مثل: أ، أناناس، ب، بيت،
ح، حديقة، ك، كرة، ل، لعب، م،
ملاهي". وهي "
تنصح أي طفل في العالم أن يبحث
عن معاني الكلمات في قاموس
معاني الطفل الفلسطيني في غزة
حتى يصل إلى الموهبة التي وصل
إليها أحبابنا الصغار بكل براءة
ومن دون أي جهد". قاموس
المفردات الأبجدية لدى الأطفال
مختلف عما يتحدث به الكبار خاصة
المسؤولين في طرفي الصراع. شيماء
أعدت قاموس مفردات يتحدث عن
الواقع السيئ الذي يعيشه
الفلسطينيون من
المعاناة والظلم والظلام،
والمجزرة والجريمة التي
ارتكبتها دولة القتل قبل
العدوان وبعده، وتحدثت عن
الاحتلال والحصار والأنفاق
والتهريب، وخيبة الأمل،
والخراب والدمار وفتح وحماس
والوحدة الوطنية. ولم
تفرد في قاموسها
"الانقسام" و"الفصل"
بل أفردت كلمة وحدة وطنية التي
لم تخطر على بال المسؤولين
الذين يخطر على بالهم فقط،
كلمات الكره والحقد وتعزيز
الانقسام والفصل بين شطري
الوطن. تزامن
إعداد شيماء لقاموس المفردات
المتداول بين أطفال غزة مع
إنتهاء الأسبوع الترفيهي الذي
أقره برنامج التعليم في وكالة
الأمم المتحدة لغوث وتشغيل
اللاجئين الفلسطينيين
"أونروا" الذي لم يمض على
العمل به سوى يومين، بقرار من
مدير "أونروا"، وبدء
الدراسة فورا، بعد أن كان
القرار على أن
يكون الأسبوع الأول من الفصل
الدراسي الثاني بعد العدوان
ترفيهياً للخروج بالطلاب من
الحال النفسية السيئة التي مروا
بها خلال فترة العدوان، وكذلك
أتخذ قرار بمنع التصوير أو
إجراء المقابلات أو التقارير
الصحافية مع الطلاب والمعلمين
والمعلمات، وصاحب القرار
إستدعاء المسؤولين في برنامج
التعليم عدد
من المعلمين والمعلمات إلى مقر
البرنامج في مدينة غزة لسؤالهم
عن بعض التقارير التلفزيونية
المصورة التي ظهر بعضهم فيها
يتحدثون عن المقاومة. قرار
" أونروا" بعودة الطلاب
والطالبات إلى مدارسهم لاقى
احتجاجاً من الفلسطينيين، إلا
أنهم وافقوا على إرسال أبنائهم
للدراسة بعد أن علموا أن
الأسبوع الأول سوف يكون
ترفيهياً، وسوف يساعدهم على
الخروج من الحال النفسية والقلق
والخوف التي عاشوها أيام
العدوان، وعدد منهم فقد ذويه أو
احد أفراد أسرته، ومنهم من جرح
وفقد بيته سواء كليا، أو جزئيا
وأصبح من دون مأوى، وبعضهم هجر
من منازلهم، وكثير منهم أصيب
بحالات صدمة وفقدان شهية، وتبول
لا إرادي بالإضافة إلى الخوف من
المستقبل، وعودة جيش الاحتلال
بشن عدوان جديد على غزة.
الفلسطينيون عاشوا أياماً
صعبة خاصة الأطفال، ونحن
مطالبون بالوقوف إلى جانبهم
ومساعدتهم في التغلب على
مشاكلهم النفسية والتجربة
القاسية التي عاشوها، ويجب على
" أونروا" أن تعيد النظر في
الاستمرار بالدراسة قبل خلق
الأجواء المناسبة التي تساعد
الأطفال على الخروج من تلك
التجربة الصادمة والقاسية. ربما
تستطيع شيماء بالقاموس الذي
أعدته أن تصل بمفرداتها إلى
أذان طرفي الصراع ويتذكرون أن
الاحتلال مستمر، وان العدوان لم
ولن يتوقف ومن دون العودة عن حال
الانقسام لن تستطيع شيماء وباقي
أطفال فلسطين أن يحلموا بأن
تكون مفردات قاموسهم الخاص
وواقعهم يحتوي على كلمات مثل،
أناناس وملاعب وملاهي وكرة قدم. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |