-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  10/02/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ساعات حاسمة بانتظارنا

عريب الرنتاوي

ثمة ما يدعو للاعتقاد بأننا أمام ساعات حاسمة بخصوص مسألتي التهدئة و"شاليط"، فالحراك السياسي المكثف على خط غزة القاهرة دمشق أنقرة، يشير إلى أن "الطبخة" قد نضجت وأن لحظة عرضها محتوياتها على المائدة قد أزفت، وقد لا تتخطى هذه اللحظة موعد الانتخابات الإسرائيلية المبكرة في العاشر من شباط الجاري.

ومثلما كان "نصر غزة" مادة لتجاذبات فلسطينية وعربية، فإن "الصفقة" المقبلة، ستوفر مادة إضافية لمزيد من التجاذبات والسجالات: هي هل صفقة مشرّفة أو لا ؟...ما الذي حققته إسرائيل، حماس والسلطة وما الذي لم تحققه هذه الأطراف الرئيسة؟...أي دور للوسطاء واللاعبين الإقليميين والدوليين في إتمام أو عرقلة أو تعديل شروط "الصفقة"؟.

 

أغلب الظن أن حماس ستحقق رفعا "أكثر من جزئي وأقل من شامل" للحصار المضروب على قطاع غزة...وأغلب الظن أن إسرائيل ستبقي لنفسها "حق الفيتو" على سلع معينة، كما ونوعا، وستبقي أنفها مدسوسا في معبر رفع، وإن بطريقة غير مرئية، فيما تحكّمها ببقية المعابر سيظل قائما بوصفه فعلا من أفعال "السيادة"، والالتزام بشأن فتحها سيظل معلقا على جملة شروط، من بينها وأهمها "الشرط الأمني".

 

السلطة ستتسلل من جديد، وربما بصورة رمزية من خلال معبر رفح أو "ملف الإعمار" إلى القطاع، ولكن بتنسيق مع حماس وتعاون معها، وليس بالضد من إرادتها ورغما عن أنفها كما قد يشتهي البعض، وهذا أمر قد يفتح باب المصالحات والحوارات اللاحقة، بحكم الضرورة والحاجة المتبادلة، وقد يكون سببا لاحتكاكات وتأزمات إضافية مقبلة.

 

إسرائيل رغبت في "تنظيف الطاولة" على حد تعبير وسائل إعلامها، في إشارة إلى ملف شاليط الذي يراد إغلاقه قبل الانتخابات الإسرائيلية يوم الثلاثاء المقبل، وتعزيزا لموقع كاديما – العمل في مواجهة الليكود – إسرائيل بيتنا، وهو توجه مدعوم دوليا (أوروبا والولايات المتحدة وعربيا (مصر والمعتدلين العرب)، الأمر الذي عرض ويعرض وفد حماس المفاوض لضغوط إضافية وابتزاز عامل الوقت، لا سيما وأن إسرائيل لا تستيطع أن تقبل بكل شروط حماس للإفراج عن شاليط، وإلا لكانت تداعيات الصفقة وتأثيراتها الارتدادية على الانتخابات الوشيكة، سلبية على ليفني – باراك، فالصفقة مطلوبة إسرائيليا ولكن ليس بأي ثمن.

 

حماس "المحتاجة" للخروج باتفاق يرفع الحصار بصورة كلية أو شبه كلية، ويفتح المعابر بصورة كلية أو شبه كلية، ويضمن الاعتراف بسلطتها في غزة وعليها، بصورة رسمية أو واقعية، تدرك أيضا حاجة إسرائيل، وتحديدا مطبخها الأمني السياسي في ربع الساعة الأخير لولايته، لإنجاز من نوع ما، واستعداده تبعا لذلك، لدفع أثمان أعلى نظير الحصول على "خبر مفرح" يقلب مزاج الناخب الإسرائيلي أو يحسم تردد الكتلة المترددة لصالح كاديما والعمل، وهذا ما تلعب عليه الحركة ومفاوضوها أو نظن أنهم يفعلوا كذلك.

 

الخلاصة أن شروط الصفقة باتت جاهزة أو في اللمسات الأخيرة، وأن التهدئة تقرع الأبواب، وأن صفقة التبادل تكاد تسطر حروفها الأخيرة، وقد نكون أمام مفاجآت قريبة تذكر بصفقة التبادل التي أجراها حزب الله مع إسرائيل بعد مرور عام أو يزيد على حرب تموز، والتي أعادت الاعتبار للحزب وعززت صورته ومكانته.

 

إن قُدّر لحماس أن تُفرج عن مئات المعتقلين والأسرى من مختلف التنظيمات، ومن الضفة والقطاع، بمن فيهم بعض الرموز الكبيرة كالبرغوثي وسعدات (يبدو أن حالة الأخير أصعب من الأول)، ومن ضمنهم أيضا نواب الحركة في المجلس التشريعي، فإن شعبية الحركة التي ارتفعت وفقا للاستطلاعات بعد الحرب على غزة، سترتفع أكثر بعد التهدئة والتبادل، وسيكون بمقدور الحركة إعادة "تشغيل" المجلس التشريعي الفلسطيني واسترداد نصابه، وربما يكون القرار الأول لهذا المجلس بعد التئامه هو حجب الثقة عن حكومة تصريف الأعمال برئاسة فيّاض، وإعادة النظر ببعض "المراسيم / القوانين" التي أصدرها الرئيس عباس، ما يعني أن المشهد الفلسطيني سيكون مرشحا لجولات جديدة من المواجهات والمناكفات الداخلية، خصوصا في مناخات عودة المحاور والاستقطابات العربية بعد نداء "المرجعية البديلة" واجتماع أبو ظبي.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ