-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
كيف
نحمي انتصار غزة ونعززه؟ بقلم
: زياد ابوشاويش بالرغم من كل مهاترات قادة العدو
حول توجيه ضربة قاصمة لحماس
والمقاومة والتي تأتي في سياق
حملة إنتخابية لكسب مزيد من
المقاعد في الكنيست القادمة فإن
أحداً من المحللين السياسيين أو
العسكريين الصهاينة لم يتجرأ
على القول بأن إسرائيل قد
انتصرت في حربها الوحشية ضد غزة
أو أنها حققت أياً من أهدافها
المعلنة. الذي يجب أن نوضحه هنا قبل أن نتطرق
لكيفية الحفاظ على هذا النصر
وتجييره رصيداً لنا في معركتنا
السياسية القادمة هو إقرارنا
بنقاط ضعفنا التي دخلنا بها في
مواجهة العدوان وكيف يمكن
تلافيها في أسرع وقت ممكن حتى
نستطيع الاستمرار في المواجهة
القادمة لا محالة في ضوء
المعطيات الراهنة والتهديدات
الجدية التي تطلقها إسرائيل مع
استمرار إطلاق الصواريخ
الفلسطينية على المستعمرات
الاسرائيلية وفي ضوء وعود
الطغمة الحاكمة بتل أبيب
لناخبيها بالقضاء على المقاومة
وفي طليعتها حركة حماس التي
يستخدم العدو إسمها بشكل مدروس
لحشد الدعم لعدوانه المبيت ضد
كل المشروع الوطني الفلسطيني،
وهو ما اتضح من حجم العدوان
السابق والأسلحة التي استخدمت
فيه. إن أول نقاط ضعفنا المشار
إليها تتمثل في الانقسام
الفلسطيني وظلال هذا الانقسام
القاتمة على قدرتنا في حشد أكبر
قوة ممكنة في المواجهة، ولعل
إجراءات السلطة في رام الله
وعدم مشاركة أهلنا في الضفة
بمعركة من هذا النوع نتيجة
الحصار والاجراءات التي
تستخدمها حكومة رام الله يشيران
إلى دقة ما نقول حول الانقسام.
وفي الشق الآخر من معادلة الحشد
فإن بعض الممارسات في قطاع غزة
نتيجة هذا الانقسام وفقدان
الثقة قد عطل قسماً من قدراتنا
وخبراتنا العسكرية في مواجهة
العدو والأمثلة كثيرة وباتت
معروفة. وفي نقاط الضعف الأخرى فإن الوضع
الدولي كان يعمل في صالح
اسرائيل فقد بدأت دولة الاحتلال
هجومها البربري على غزة وفي
يدها موافقة أغلبية الدول
الكبرى بما فيها أصدقاءنا الروس
والصينيين وبعض العرب ناهيك عن
الأوروبيين وغيرهم، ولولا
الهبة الجماهيرية وردود فعل
الناس تجاه الفظائع التي
ارتكبتها اسرائيل لاستمر
العدوان بذات الوتيرة، ونحن
نعلم أن غزة لا تملك مقومات خوض
حرب مفتوحة ضد إسرائيل لأسباب
عديدة ليست الجغرافيا أهمها.
نحن هنا لا نقلل من دعم دول
كتركيا وفنزويلا وايران وغيرها
لكن هذا الدعم لم يمنع العدو من
الهجوم بأقسى ما يمكن وبشكل غير
مسبوق في تاريخه وهو ما أكده
قادة اسرائيل بالقول أن هذه هي
معركة "الاستقلال" نخوضها
مجدداً، كما أن الدعم الدولي
لقضيتنا لم يصل حد محاكمة أي
مجرم حرب إسرائيلي ناهيك عن
إدانة ولو مشتركة مع المقاومة
للعدوان وفظائعه على غزة،
ولاحظنا تراجع الامم المتحدة
المخجل عن اتهاماتها لاسرائيل
بالمسؤولية عن قتل المدنيين في
مدرسة الفاخورة التابعة للأمم
المتحدة رغم كل الأدلة والقرائن
التي توفرت على ذلك أومن شهود
حضروا المحرقة في المدرسة. إن نجاح اسرائيل في تسويق روايتها
حول الصواريخ البسيطة وقدرتها
على لعب دور الضحية التي تدافع
عن "شعب"ها لم يكن ليحصل
لولا الانقسام الفلسطيني ولولا
تقصيرنا الإعلامي في توضيح
حقيقة المشكلة المتمثلة في
الاحتلال ومقاربة خياراتنا
السياسية والعسكرية بشكل مدروس
وغير ارتجالي. نقطة الضعف
الثالثة هي عدم تحضيرنا الجيد
لعقابيل العدوان المتوقع في أي
لحظة بعد أن أنجزت إسرائيل
استعداداتها للمعركة وأعلنت
ذلك جهاراً نهاراً وليس لأحد أن
يدعي بأنه لم يتوقع هذا الهجوم
وبالتالي فإن ما نراه اليوم في
غزة من مشاكل ومآسي تتعلق
بمعيشة الناس وأماكن إقامتهم
وبطء معالجة الحالة الانسانية
الضاغطة يمثل إخفاقاً للكل
الوطني، وليس اعتمادنا على روح
الناس المعنوية العالية أو
صبرهم على المكاره وصمودهم
الاسطوري لينسينا واجبنا
تجاههم الأمر الذي يشير لنقطة
ضعف يجب أن نسارع بتلافيها
بتوفير سبل العيش الكريم لأهل
غزة وبغض النظر عن الجهة
الداعمة أو المتلقية. وبعد....لابد أن نعود للأساس في الأمر
كله وهو قدرتنا على تمثل قيم
وضعناها لأنفسنا وأهداف
رسمناها بدم شهدائنا لنعزز صمود
غزة وانتصارها حماية لمشروعنا
الوطني في الحرية والاستقلال
وإقامة الدولة وعاصمتها القدس
وعودة اللاجئين. إن أول شيء يجب أن نبحث عنه في سعينا
للحفاظ على ما حققناه بتضحيات
هائلة من شعبنا هو تلافي نقطة
الضعف الأبرز وهي وحدتنا
الوطنية التي لا يعلو عليها أي
قيمة أو هدف في هذه المرحلة
الحرجة من تاريخ نضالنا الوطني،
والوحدة الوطنية لابد أن تكون
على أساس اتفاق سبق أن وقعه
الجميع وقبل به وفي قلبه احترام
خيار المقاومة وعودة الروح
لمنظمة التحرير بمشاركة جماعية
واحترام خيار الشعب من خلال
انتخابات جرت ويمكن أن
تجري لاحقاً على قاعدة
التمثيل النسبي للمجلس الوطني
وللمجلس التشريعي والرئاسة.
والنقطة الأخرى هي توحيد الجهد
العسكري من خلال غرفة عمليات
مشتركة في الضفة وغزة والعودة
لحرب التحرير الشعبية
بمواصفاتها المعروفة وليس
الاعتماد على الصواريخ فقط، كما
الالتزام من الجميع بخطة واحدة
للمواجهة. القيام بأوسع حملة إعلامية لتوضيح
حقيقة النوايا الصهيونية تجاه
شعبنا وقضيتنا وشرح أبعاد ما
جرى وخلفياته عبر إعادة التأكيد
على مسألة الاحتلال وحشد كل
الطاقات العربية في المواجهة
بالابتعاد عن الانخراط في محاور
ومماحكات إقليمية لا تخدمنا
بشيء، وفي هذا يتساوى طرفا
الخصومة في الساحة الفلسطينية. وأخيراً فإن وحدة الشعب الفلسطيني
في مواجهة العدوان بخلاف قيادته
السياسية يمثل الدرس الأهم
لهؤلاء كما أن الكيان
الاسرائيلي دخل المعركة علينا
وهو موحد على المستويين، وقد
رأينا حجم التأييد الكبير
للعدوان في الشارع الاسرائيلي،
ومن هنا لابد أن نعي كيف نجعل
هذا الموقف قابلاً للتغيير عبر
تكتيك يتسم بالمرونة والمبدأية
العالية ووضع أولويات أجندتنا
الوطنية بمحدداتها المجمع
عليها قبل أي مصلحة حزبية أو
فئوية أو فصائلية. إن الإرباك الذي جرى نتيجة الحديث
عن مرجعية بديلة لمنظمة التحرير
الفلسطينية واستغلال بعض
الرموز المشبوهة لتصريحات الأخ
خالد مشعل قد ألقى بظلاله
الكثيفة على مساعي الخيرين منا
لرأب الصدع، وحسناً فعلت حماس
بتوضيح الأمر وإعادة الأمور إلى
نصابها الصحيح، ذلك أن الجميع
يقر بضعف وتهميش دور المنظمة
لصالح سلطة أوسلو والخرائب
الكثيرة فيها وأهمية إعادة
ترميمها وتفعيلها وبالتالي فإن
البحث يجب أن يجري لإيجاد أفضل
الطرق لمعالجة المنظمة وليس
تجاهلها أو القفز عنها أو تكسير
ما بقي منها، لأن هذا ما يريده
بالضبط عدونا الاسرائيلي وبعض
تابعيه في فلسطين والوطن
العربي. إن مطالبتنا الإخوة في
حماس بابداء المرونة اللازمة
للبدء في حوار وطني شامل لا يضعف
أو يلغي مطالبتنا وبكل قوة حركة
فتح والسلطة في رام الله وعلى
رأسهم الرئيس محمود عباس
بالتوقف عن التنسيق مع العدو
ووقف المفاوضات معه، كما
مطالبتنا بإعطاء جماهيرنا في
الضفة فرصتها في المشاركة
الفاعلة في المقاومة والكف عن
ملاحقة المناضلين واعتقالهم. هذه شروط الحفاظ على نصر غزة
ونتائجه الطيبة، ومن الأجدر بكل
المعنيين الشروع الآن في
تحقيقها حتى نحفظ لشعبنا دم
شهدائه وعظيم تضحياته ونستمر في
مشروعنا الوطني نحو الانتصار. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |