-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  14/02/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


غيلبيرت و فوسه طبيبان نرويجيان... كل شيء لأجل غزة

نضال حمد*

ترك الطبيب النرويجي مادس غيلبيرت الذي تعود أصوله الى شمال البلاد النرويجية الباردة ، عمله ومنزله نهاية العام 2008 ، حمل متاعه كما زميله الدكتور البروفسور النرويجي اريك فوسه ، أخصائي جراحة القلب في احدى أكبر مستشفيات العاصمة اوسلو. توجها معاً الى قطاع غزة المحاصر ، الذي كان يتعرض لحرب عدوانية همجية صهيونية أودت بحياة المئات من الفلسطينيين ، جلهم من النساء والأطفال والمدنيين. دخلا القطاع وباشرا فوراً عملهما طبيبان في مشفى الشفاء أكبر مستشفيات القطاع.

 

منذ ولوجهما غزة اصبحا المصدر الاعلامي الغربي الوحيد من داخل القطاع. خاصة أن الاحتلال منع دخول الصحافة المحلية والأجنبة الى هناك. أجرى الطبيبان الكثير من العمليات الجراحية وعالجا الكثير من المصابين، وارسلا التقارير التي دمعت لها الأعين في النرويج. ووجها رسائل أعلنا عبرها وفيها أن ما يجري في القطاع مذبحة لكل أهل وسكان غزة. كما أرسلا صوراً عن حال المستشفيات والمصابين وبخاصة الأطفال والنساء. ووجها نداءات للحكومة والشعب في النرويج كي يفعلوا شيئاً لوقف المذابح. وكانت لرسائلهما تأثيرات كبيرة على كل الأصعدة في النرويج ، فنشطت حركات التضامن مع الشعب الفلسطيني بشكل يومي طوال ايام الحرب الهمجية وبعدها، ومازالت الفعاليات مستمرة حيث تقام مساء اليوم 12-02-2009 في جامعة اوسلو بدعوة من حزب اليسار الاشتراكي والمنظمة النرويجية الموحدة من أجل فلسطين ولجنة فلسطين النرويجة ندوة للطبيبين ، يديرها كل من الباحث النرويجي المعروف آري هوفدنيك المختص بالشرق الأوسط. مع ت مالي رئيسة منظمة الشبيبة الاشتراكية النرويجية.

 

بعد نداء غيلبرت وفوسه قامت الحكومة النرويجية بارسال مساعدات عاجلة وطارئة الى القطاع. وأدانت قتل وقصف المدنيين في غزة. كما وقالت انها سوف تدعم اي مطالبات نرويجية لاسرائيل بدفع تعويضات عن المشاريع النرويجية التي دمرتها آلة حربهم. ولم تنته الأمور عند هذا الحد ، فقد قام غيلبيرت بعد عودته من القطاع مع زميله فوسه بنشر العديد من الصور التي التقطها في القطاع في كبريات الصحف النرويجية.

 

عندما عادا الى النرويج استقبلا بشكل لائق يليق بهما من قبل عائلتيهما و الاصدقاء والفعاليات الفلسطينية والعربية والاسلامية ، كذلك الصحافة المحلية والعالمية والعربية كانت حاضرة. بكيا كثيراً من شدة وهول ما شاهداه في القطاع من مآسي وجرائم ودمار وارهاب دولة منظم لم يقف العالم الحر بوجهه. بل هناك من دافع ومازال يدافع عنه. مع أن القتلة من ارهابيي الصهاينة ، تلاميذ نجباء للفاشية الاوروبية ، ولمنابع الكراهية والحقد والعنصرية والارهاب في اوروبا من ثلاثينيات القرن الفائت. ذبح اجدادهم آباء وامهات وأجداد اللاجئين في نكبة 1948 وفي السنوات التي تلتها. وها هم يذبحون ابناءهم و أحفادهم في غزة والضفة، كما فعلوا سابقاً في مخيمات لبنان. فجرح صبرا وشاتيلا مازال مفتوحاً وبحاجة لقضاء نزيه يضمده. يأتي بالمجرمين عرباً ويهود الى قفص المحاكمة.

 

بعد عودتهما من غزة أخذت الأبواق الصهيونية تهاجمهما بشكل دوري ومنتظم . السفارة الصهيونية هنا والمنظمات الموالية للصهاينة، وشبكة سي ان ان. حاولوا الانتقاص من مصداقيتهم والتذكير بماضي د غيلبيرت الشيوعي، والذي يقال أنه كان أيد هجمات 11 ايلول ضد أمريكا. وذكروا بأن البروفسور فوسه عضوا في لجنة فلسطين النرويجية منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي. واضافوا انهما منحازين للفلسطينيين. جربوا و حاولوا التشويه بكل السبل. لكن كل تلك الاساليب لم تأت بثمار تفيدهم. فغيلبيرت وفوسه تنقلا ومازالا بين وسائل الاعلام العالمية والمؤسسات النرويجية ليقدما شهادة على كل ما شاهداه في غزة ، وبالذات على جرائم الصهاينة.

 

لم يقف الأمر عند ذلك إذ قامت مؤسسة الكلمة الحرة الاعلامية النرويجية بمنحهما شهادة تقدير وشرف رمزية ، حصل خلالها كل شخص منهما على مبلغ 50 الف كراونة نرويجية. وذلك لشجاعتهما وتغطيتهما أخبار غزة خلال وجودهما هناك. مع العلم أنهما ليسا صحافيين. وفي تطور مثير أعلن اليوم الخميس الثاني عشر من شباط فبراير الجاري أن هناك من الاعلاميين من قام بترشيهحما لنيل أكبر جائزة نرويجية اعلامية تقدمها سنوياً رابطة الصحافة النرويجية.

 

غيلبيرت و فوسه اسمان سيبقيان عالقان في ضمائر الشعوب الحية والقوى المحبة للسلام. ولكي لا ننسى آخرين ذهبوا الى غزة متطوعين للمساعدة. يجب ان نذكر أيضاً بأن هناك نرويجي ثالث مكث في غزة منذ بداية الحرب وحتى نهايتها. هذا الشخص اسمه داغ فين بيوركيلين وهو معالج طبيعي خدم في مشفى الشفاء. وعاد مؤخراً الى اوسلو برفقة ثلاثة اطباء نرويجيين منهم واحد من أصل فلسطيني هو د محمد ابوعرب. وكنت مع د غيلبيرت وآخرين في عداد مستقبليهم بمطار اوسلو.

ـــــــــــــ

* مدير موقع الصفصاف www.safsaf.org

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ